إلى الأستاذ أحمد الدغرني …

إلى الأستاذ أحمد الدغرني ..

أما بعد:

تلقينا خبر وفاتك، اليوم. في الحقيقة هي وفاة لإنسان قبل كل شيء، ثم أب ومناضل وسياسي.

غادرت إلى العالم الاخر، وأعتقد أنه أفضل بكثير من هذا العالم الذي مازلنا نحيا فيه بشق الأنفس.

نعم، فارقت هذه الحياة لتعانق حياة هادئة، وذا اختيار، حيث ستجد، ربما، تلك الحرية التي ناضلت من أجلها.

ستطير بأجنحتك إلى أي مكان تحبه دون قيد أو حضر، فاستمتع وناضل من أجلنا لكي ننال الحرية أيضا في عالمنا.

بالطبع، سيحزن الخصم قبل الصديق بخبر رحيلك غير المقبول. هل تعرف لماذا؟ لأنك لقنت دروسا في النضال والسياسة والأخلاق وتجسيد مفهوم الاختلاف، بتعبير أخر، جمعت ما يستحيل أن يجمع في إنسان واحد.

نعم، رحلت أيضا بدون أن ترى مشروعك وليدا وغير مجهض. كما أعرف أيضا، أنه بعد أسبوع أو شهر أو … الكثير سيقول: قالها الأستاذ الدغرني.

يا رجل، فككت بنية النظام وعرفت كيف تحارب… تذكرت! نعم، لقد حاربت في العديد من المعارك وحيدا، وكأنك دونكيشوط، لكن برزانة وأصالة فكرية وشقاوة قلت في هذا الزمان المعوج بالتفاهة السياسية والنضالية.

ربما ذلك المشروع الذي حلمت به أن يجتمع فيه كل ديمقراطي تقدمي متسامح مع ذاته فشل وربما أفشل! لا يهم! لكن سيأتي ذلك اليوم الذي سيعيده التاريخ ليرى نور الوجود، وبالطبع، ستكون له مرجعا في الفكر والممارسة وهذا من البديهي.

في الأخير، فلا الكتابة تشفي الغليل ولا الصراخ يوقف الرحيل، فقط، السلام عليك إلى الملتقى في عالم أكثر عدل.

والسلام

رحمك الله

محمد فارسي

شاهد أيضاً

أكادير تحتضن الملتقى الأول لتجار المواد الغذائية

تحتضن مدينة أكادير من 24 الى 26 يوليوز الجاري الملتقى الأول لجمعية تمونت لتجار المواد …

2 تعليقات

  1. لترقد روح الفقيد اﻷستاذ المناضل اﻷمازيغي السيد أحمد الدغرني في طمأنينة وسكون وسلام. ستبقى دائما في ادهاننا استادي

  2. لترقد روح الفقيد اﻷستاذ المناضل اﻷمازيغي السيد أحمد الدغرني في طمأنينة وسكون وسلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *