إمنزا تطلق النسخة الأولى للمهرجان الوطني لفنون العيش بالريف

 c384df03-6ecf-4281-a276-5e3400d134c8

 في إطار فعاليات الدورة الأولى من مهرجان التراث وفنون العيش بالريف الذي تنظمه جمعية إمنزا للمسرح والتراث بالحسيمة  احتضنت “قلعة أربعاء تاوريرت” يوم  الأحد 03 أبريل 2016  ورشة تحسيسية وتكوينية في ذات الوقت حول أهمية تثمين التراث وتوظيفه في التسويق السياحي للمنطقة حيث شارك فيها العديد من ممثلي الجمعيات والتعاونيات من منطقة جماعة أربعاء تاوريرت  وجماعة شقران.

وقبل انطلاق أشغال الورشة قدم مسؤولوا الجمعية المنظمة للمهرجان لفائدة الزوار المغاربة والأجانب شروحات حول قلعة أربعاء تاوريرت وتفاصيل حول تاريخ بنائها والمهندس الذي أشرف عليها بداية أربعينيات القرن الماضي مستوحيا إياها من الشكل المعماري للقصبات الجنوب المغربي، وهو المهندس الذي كان أن نفذ العديد من المشاريع المعمارية بالمنطقة خلال الفترة الاستعمارية الإسبانية.

وخلال الورشة أشار سمير أفقير رئيس الجمعية المنظمة للمهرجان إلى هذه استراتيجية المهرجان الأول للتراث وفنون العيش بالريف هو الانتقال بمعية العديد من الفاعلين إلى المناطق القروية التي تحتضن جملة من المواقع الأثرية ورصيدا غنيا في مجال التراث وكذا المنتجات المجالية أو المحلية، في استهداف مؤسس –يضيف نفس المتحدث- للتنشيط الثقافي والاقتصادي لتلك المناطق.

ومن جهته ذكر محمود المسناوي، عن إدارة المهرجان، أن الورشة كان الهدف منها هو الانتقال إلى عين المكان ومجالسة التعاونيات والجمعيات وساكنة المنطقة، ليس للتكوين الذي طالما يرفع البعض شعاره من غير أن يكون هناك التكوين، بل لتبادل المعرفة والبحث عن السبل الممكنة  للحفاظ على هذا التراث، المعماري والبيئي وتثمينه، وأساس التعرف على رأي الساكنة والفاعلين المحليين في مشاريع قد تكون قاطرة للتنمية بعد سنوات من التهميش والعزلة والإقصاء.

وخلال أشغال الورشة أشار الغبزوري السكناوي بصفته مؤطرا لها أن التراث لا يجب أن نعتمد اتجاهه المقاربة التاريخية والرمزية فقط، بل يجب أن تكون أداة لاستقطاب مشاريع للتنمية الاقتصادية وبالخصوص في النشاط السياحي الذي يعرف اليوم تزايد الطلب على المنتوجات السياحية ذات الطابع الثقافي والتاريخي، مؤكدا كذلك على أهمية فنون العيش في هذا الإطار لما تشكله من وجه حضاري لتاريخ الشعوب.

وأوضح للمشاركين في هذه الورشة أنه يجب البحث عن مسارات جديدة للتنمية من خلال مشاريع مندمجة في محيطها السيوسيوثقافي، وتكون الساكنة من خلال الجمعيات والتعاونيات فاعلا أساسيا في الاقتراح والتنفيذ، مثيرا الانتباه إلى أهمية اعتماد تقنيات حديثة في مجال التسويق ونشر المعلومات الصحيحة، ووضع هذه المشاريع في سياقها الصحيح الاقتصادي والثقافي، والدور الذي يلعبه الإشهار في توجيه الناس وتحويلهم إلى زبناء.

السيد الغبزوري السكناوي أكد على أهمية  التمكن من مجموعة من المعارف والآليات التي يمكن من خلال إشاعة ثقافة استهلاكية جديدة، حيث الإستجابة لحاجيات ورغبات الزبناء تتم بداية عن تحويلها إلى استهلاك، مقترحا إطلاق حملة ” consommer local ” في محاولة لتحسيس الناس بأهمية المنتوج المحلي كيفيما كان نوعه وطبيعته، وهي الحملة التي سوف تركز على مختلف الجوانب المهمة في المنتجات المحلية وتعريف الناس عليها.

وأكد المشاركون على أهمية هذه المبادرة التي قامت بها جمعية إمنزا للتراث والمسرح، خاصة أنها الأولى من نوعها سواء على مستوى البرمجة أو التنظيم، حيث جر اللقاء في محيط القلعة وفي جلسة يلفها التراث من كل جهة بعيدا عن الأضواء الساطعة لمقرات الفنادق والقاعات المكيفة، وهو الاتجاه الصحيح في تقريب الكثير من المفاهيم المرتبطة بالسياحة الثقافية وكيفية مساهمة التراث في التنمية حتى لا تبقى هذه المواضيع حبيسة اللقاءات الأكاديمية فقط.

اقرأ أيضا

الاتحاد الإقليمي لنقابات الناظور يعلن عن تنظيم أيام السينما العمالية

في إطار سعيه لتعزيز الوعي الثقافي وتسليط الضوء على قضايا العمال، أعلن الاتحاد الإقليمي لنقابات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *