تحول مقر المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالرباط، عشية اليوم الجمعة 2 مارس 2018، إلى معرض للغات والثقافات العالمية المختلفة.
حيث نظم المعهد أمسية ثقافية وفنية، بمناسبة اليوم الدولي للغة الأم، شارك فيها مواطنون من مختلف بلدان القارات الخمس، مرتدين أزياء بلدانهم التقليدية، وساهموا بمجموعة من الوصلات الغنائية، والقطعات الموسيقية والرقص، وكذا قراءات شعرية.
وعرفت الأمسية أيضا، الانطلاقة الرسمية لمعرض الفنان التشكيلي الأمازيغي عبد الله أوشاكور، والذي سيستمر ببهو المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، إلى غاية 30 مارس 2018، تحت شعار “الثقافة المغربية: تراث الألفية”.
وفي كلمة له بهذه المناسبة، التي نظمت بشراكة مع مكتب اليونسكو للمنطقة المغاربية، وكلية علوم التربية، تحت شعار “المحافظة على التنوع اللغوي في العالم والنهوض بالتعددية اللغوية على ضوء بلوغ أهداف التنمية المستدامة”، أكد أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أن هذه المناسبة السنوية، التي يرجع فيها الفضل إلى لغاتنا الأم، تشكل فرصة للاستماع إلى بعضنا البعض، وتبادل الخبرات والتجارب.
وأضاف بوكوس، أنه ليس بالضرورة تنظيم ندوات أكاديمية في مثل هذه اللقاءات، وإنما هي فرصة من أجل الستماع للشباب، وتشجيع مواهبهم، “لأن اللغة الأم إذا لم يتم تمريرها للأجيال القادمة فإنها سوف تموت تدريجيا، ونفقد بذلك هذا التنوع اللغوي”.
من جهتها، أبرزت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، في رسالتها بمناسبة هذا الاحتفال، تلاها بالنيابة عنها، ممثل عن المنظمة، أن التعليم والإعلام باللغة الأم يمثلان “أمرا أساسيا لتحسين سبل التعلم وتنمية الثقة بالنفس واحترام الذات، وتعد هذه العناصر من أقوى العوامل التي تدفع بعجلة التنمية”.
وأضافت الرسالة “لا يمكن اعتبار اللغة مجرد وسيلة للتواصل، فهي أهم من ذلك بكثير، إنها أساس إنسانيتنا. وهي الوعاء الذي يحفظ قيمنا ومعتقداتنا وهويتنا. وهي الوسيلة التي تتيح لنا نقل تجاربنا وتقاليدنا ومعارفنا. ويبين التنوع اللغوي الثراء اللامحدود لتصورات الإنسان وأساليب عيشه”.
وتهدف هذه التظاهرة في دورتها الخامسة عشرة التي حضرها ممثلين عن الهيئات الدبلوماسية المعتمدة بالمغرب ومنظمات وطنية وإقليمية ودولية، إلى تسليط الضوء على التنوع اللغوي والتعددية اللغوية باعتبارهما عناصر جوهرية للتنمية المستدامة، وذلك قصد تمكين المستهدفين من المحورين السادس والسابع للهدف الرابع للتنمية المستدامة حول التربية، من الاستفادة وبلوغ النتائج المرجوة.
وجاء تنظيم اليونسكو لاحتفالات اليوم العالمي للغة الأم لهذه السنة (2018)، تحت عنوان “الحفاظ على التنوع اللغوي وتعزيز التعدد اللغوي من أجل دعم أهداف التنمية المستدامة”.
أمضال أمازيغ: كمال الوسطاني