انتخبت يومه الاثنين 25 مارس الجاري، فتيحة المودني، عن حزب التجمع الوطني للأحرار رئيسة جديدة لمجلس جماعة الرباط، خلفا لأسماء أغلالو التي قدمت استقالتها.
وحصلت المرشحة الوحيدة لعمودية الرباط على 66 صوتا من أصل 81، مقابل تصويت 7 أعضاء بالرفض وامتناع 3 أعضاء عن التصويت، لتقود بذلك ابنة منطقة تافراوت وبالضبط “أيت وافقا” سفينة عمودية العاصمة السياسية للمغرب.
وكانت فرق أحزاب التجمع الوطني للأحرار، الأصالة والمعاصرة والاستقلال، قد أكدت إجماع كل مكوناتها على دعم ترشيح المستشارة فتحية المودني لشغل منصب رئاسة المجلس الجماعي لمدينة الرباط، في احترام تام لمقتضيات القانون التنظيمي للجماعات ومبادئ الديمقراطية وقواعد الحكامة الجيدة، من أجل إحداث التغيير الذي تتطلع له ساكنة العاصمة”.
وأوضح بلاغ صادر عقب اجتماع تنسيقي لرؤساء فرق الأغلبية عقد الجمعة الماضي، أن “أغلبية جماعة الرباط جددت الالتزام بمبادئ وأهداف ميثاق الأغلبية كإطار مؤسساتي وسياسي وأخلاقي يحدد عمل فرق الأغلبية على المستوى الترابي بالعاصمة”، منوها “بمتانة وقوة التنسيق بين مكونات الأغلبية وانسجامها على مستوى كل المجالس المنتخبة بعاصمة المملكة لتنزيل برنامجها الانتخابي والوفاء بالتزاماتها مع المواطنين”.
المودني في سطور..
ولدت فتيحة المودني بالرباط سنة 1981 وهي أمازيغية من منطقة تافراوت، بالضبط “ايت وافقا”، والدها هو القطب الأمازيغي السوسي علي المودني، وهو أحد رجال الأعمال العصاميين المعروفين بمنطقة تافراوت.
تأثرت المودني منذ صغرها، وفق ما ذكرته “الأخبار” بمحيط والدها المكون من رجال الأعمال ديبلوماسيين سياسيين وجمعيات المجتمع المدني من جنسيات وإيديولوجيات مختلفة، وهو الشيء الذي ساهم في اهتمامها بالحياة الاجتماعية الاقتصادية والسياسية.
اتبعت فتيحة مسيرة مدرسية مغربية محضة بثانوية دار السلام، ثم التحقت بالمعهد الدولي للتعليم العالي بالمغرب (IHEM) الذي يوفر الدراسات باللغة الإنجليزية، بمجرد تخرجها، سافرت إلى إنجلترا حيث بدأت دراسة التمويل والتجارة الدولية، ولم يمنعها ذلك من التواجد الدائم بالمغرب للمشاركة في المناسبات واللقاءات التي تناقش مختلف المواضيع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
خلال السنوات التي قضتها خارج البلاد، كونت فتيحة شخصيتها كسيدة أعمال من خلال المناصب المختلفة التي شغلتها في كل من إنجلترا، تركيا، إيرلندا، الإمارات العربية المتحدة، ألمانيا، كوريا الجنوبية … وأخيرا بالمملكة المغربية.
وفي وطنها اهتمت أولا بالقضايا الاجتماعية كرئيسة African League for «المنتدى الإفريقي للريادة» Leadership)) ونائبة رئيس جمعية شباب السويسي للتنمية الاجتماعية.
تمكنت من الجمع بين عملها كمديرة لمجموعة من الشركات ومشاركتها المجتمعية بشكل جيد، وهنا تدفعها وطنتيها إلى المشاركة في الحياة السياسية لتصبح فاعلة في تنمية بلدها.
وقد أتاحت لها مسيرتها المهنية الغنية الحصول على جائزة (New Leader for the future) «القادة الجدد للمستقبل سنة 2015، ثم جائزة قائدة شابة إفريقية» (African Woman Young Leader) سنة 2019 ببروكسيل، بلجيكا، واليوم، أصبحت فتيحة المودني جزءا من الحياة السياسية وترغب في مشاركة خبرتها وجديتها في تنمية بلدها.
ورغم انشغالها بدراستها في الخارج، ففتيحة لم تنسَ جذورها ولا تقاليدها، بل دأبت على المشاركة الفعالة في الأنشطة الاجتماعية والسياسية في المغرب، وبالتحديد في منطقة تافراوت، لتقرر في ما بعد العودة للمغرب بعد الحصول على شهادتها لتُسهم في تطوير المجتمع وتحفيز الشباب على الابتكار والتفوق.
تقلدت فتيحة عدة مناصب قيادية في عدة شركات دولية، منها دورها كمديرة تسويق لشركة «جتراديس» في الرباط، ومديرة تسويق لشركة Steel Business Briefing في لندن. وقد أظهرت مهاراتها القيادية والتنظيمية والتفكير الاستراتيجي في كل مرحلة من مراحل حياتها المهنية.
وحصلت على جائزة “القادة الجدد للغد” خلال فعاليات منتدى كرانس مونتانا، حيث سلمها وزير خارجية بلجيكا ديديي ريندرز المودني، شهادة بمناسبة اختتام فعاليات الدورة السادسة والعشرين لمنتدى «كرانس مونتانا» الذي نظم ببروكسيل، وهي الدورة التي عرفت حضور عدد من ملوك ورؤساء ووزراء وشخصيات سياسية واقتصادية من مختلف القارات.