قالت الإعلامية والفاعلة الأمازيغية، أمينة ابن الشيخ، إن الأمازيغ محرمون من أبسط شروط التمتع بالمواطنة، مشيرة إلى “استمرار منع الأسماء الأمازيغية، وإقصاء اللغة الأمازيغية في القضاء والإدارات” بل و ” فرض الترجمة على الأمازيغ في بعض الحالات وكأننا أجانب”. على حد قولها
وأوضحت ابن الشيخ عبر مداخلة لها، بندوة فكرية:” تحديات إيمازيغن لتحقيق دولة الحق والمواطنة” نظمتها الحركة الثقافية الأمازيغية “موقع الشهيد” بجامعة القاضي عياض بمراكش، أمس الجمعة 30 مارس الجاري؛ وقامت بتأطيرها إلى جانب الأستاذ محمد الوزكيتي؛ (أوضحت) أن السبب في منع الأسماء الأمازيغية يعود للحمولة التاريخية والهوياتية والافتخار بالذات الأمازيغية التي تحملها هاته الأسماء”، وبالتالي “يمنعونها لدفعنا نحو الإنغلاق على أنفسنا وعدم الافتخار بكينوناتنا الأمازيغية”.
وأشارت مديرة جريدة “العالم الأمازيغي ” في مداخلتها، إلى إقصاء الأمازيغية في القضاء والإبقاء على اللغة العربية وحيدة كلغة التقاضي والمرافعات رغم الاعتراف برسمية الأمازيغية”. كما أشارت المتحدثة إلى قانون الجنسية الذي يشترط إتقان اللغة العربية دون الإشارة للأمازيغية بالرغم من أن أغلبية المهاجرين من أصول أمازيغية”، وبذلك تقول ابن الشيخ ” تحرم جنسية الوطن الأم الامازيغية على الأطفال”.
وتساءلت ابن الشيخ في معرض كلماتها، قائلة:”المساواة تقتضي أن تكون الأمازيغية مثل العربية؛ فهل هي كذلك؟ هل نحن حقا مواطنون؟”. كما تطرقت الإعلامية الأمازيغية لمجموعة من الإكراهات والتحديات التي تواجه الأمازيغية في مختلف المستويات، مشيرة إلى أن “تمركز القرار بالرباط؛ هو سبب المعاناة والاحتجاجات التي تعرفها مناطق مختلفة من المغرب”.
و أشارت المتحدثة إلى ما قالت عنه “غياب الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة وعدم استفادة الساكنة المحلية من ثرواتها”؛ مشيرة إلى “ساكنة إميضر وجرادة والريف..وسياسة نزع الأراضي في مختلف مناطق المغرب”، مشدّدة في ذات السياق على أن “التحديات الراهنة تقتضي أولا “تحدي الواقع عبر ابتكار أليات ووسائل جديدة، قبل ذلك، تردف ابن الشيخ ” تحدي العلم والمعرفة وعبره نستطيع التخطيط بآليات مختلفة، سوءا عبر تأسيس جمعيات أو تنظيمات أو أحزاب سياسية والسعي للتغيير من مركز القرار السياسي، أو حركات احتجاجية..”، مشيرة إلى مجموعة من المبادرات الميدانية التي قام بها التجمع العالمي الأمازيغي في السنوات الأخيرة.
“إيمازيغن انتقلوا من جلد للذات، إلى الانتقام من الذات”، تقول الفاعلة الأمازيغية، مشيرة إلى أن “عدد من الشخصيات السياسية الأمازيغية، بمجرد ما أن وصلوا لمراكز القرار السياسي، تغيروا وصاروا يحتقرون ذواتهم الأمازيغية بل أصبحوا ينتقمون منها”، وأشارت ابن الشيخ بالاسم إلى سعد الدين العثماني؛ رئيس الحكومة المغربية؛ ونجاة بلقاسم؛ وزيرة التعليم في الحكومة الفرنسية السابقة التي جاهدت وناضلت من أجل فرض اللغة العربية في المقابل إقصاء لغتها الأم التي هي الأمازيغية، وكذالك الدكتور عبدالملك البركاني عامل مدينة مليلية.”.
ودعت أمينة ابن الشيخ أمام طلبة الحركة الثقافية الأمازيغية؛ إلى ضرورة خلق جسر بين “الإمسيا” في الجامعات وبين الحركة الأمازيغية من أجل التكتل والعمل معاً في سبيل تحقيق المكاسب الأمازيغية المرجوة”.
من جانبه؛ قام الأستاذ محمد الوزكيتي بجرد كرنولوجي لمراحل مختلفة من النضال الأمازيغي الذي قال عنه، إنه يفتقد “للوعي القومي الأمازيغي”؛ مستحضرا في معرض مداخلته التغيرات التي عرفتها دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط بعد الربيع الديمقراطي الذي انطلق سنة 2011.
وقال الوزكيتي في مداخلته، إن “الأمازيغ في مختلف مراحلهم يفتقدون لوازع يجمعهم؛ ويفتقدون للوعي القومي وللفكر الجيوسياسي والجيوستراتيجي، يواكب التغيرات السياسية التي يشهدها العالم”، وهذا الغياب “للفكر الجيوسياسي لا يزال مستمر إلى ما بعد التغير الذي عرفه المغرب سنة 2011 إبان حركة 20 فبراير وصولا إلى سنة 2018”. يقول الوزكيتي
وأضاف المتحدث أن “الأمازيغ يجيدون السلاح في مراحل سابقة ولم يهتموا حينها للسياسة، واليوم ولى زمن “البارود”، نحتاج للفكر السياسي والإستراتيجي الذي نستطيع من خلاله فرض أنفسنا ونحقق المكاسب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. للقضية الأمازيغية”.
وأبرز الأستاذ الوزكيتي أن “غياب الفكر القومي الأمازيغي، هو سبب هذا التشردم والانقسامات والتوجهات التي نعيشها اليوم، مضيفاً أن “الأمازيغ هم أول من يحاربون أنفسهم في مبادرة من شأنها أن تخدم الأمازيغية”.
تفاصيل أكثر يهم هذه الندوة الفكرية؛ وقبلها ندوات وورشات وموائد مستديرة وأنشطة نظمتها الحركة الثقافية الأمازيغية موقع الشهيد بمراكش؛ ضمن أيام الشهيد التي استمرت لأسبوع، سوف تجدونها في العدد المقبل من جريدة العالم الأمازيغي.
مراكش/ منتصر إثري