ابن الشيخ تتهم مؤسسات الدولة “بمأسسة العنصرية” ضد الأمازيغية وتقول “الأمازيغية تعيش تراجعات”

قالت الإعلامية الأمازيغية؛ أمينة ابن الشيخ، إن “الأمازيغية ما بعد الدسترة في دستور 2011، تعيش تراجعات مخيفة، مستمرة ومسترسلة في كل المجالات”. مشيرة إلى أن “الأمازيغية في العشر سنوات الأولى التي سبقت الدسترة، والإقرار بها لغة رسمية في الدستور، شهدت دينامية وحيوية أحسن بكثير من قرابة العشر سنوات ما بعد الدسترة”.

وأكدت مديرة جريدة “العالم الأمازيغي” في ندوة ثقافية، نظمتها “جمعية أجدير لتعليم اللغة الأمازيغية ونشر ثقافتها وتراثها” بالمركب الثقافي بمدينة القنيطرة؛ مساء الثلاثاء 05 نونبر الجاري، أن العشر سنوات الأولى التي تالت خطاب أجدير، وتأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، شهدت “ثورة وانبعاث أمازيغي بشكل لا يستهان به”، وكسرت “عقدة عدم الاعتراف المغاربة بدواتهم وهوياتهم والانتماء للذات الأمازيغية”.

وعادت ابن الشيخ إلى “المخاض العسير” الذي عاشته الأمازيغية خلال هذه الفترة، ونضالات الحركة الأمازيغية في سبيل إيصال الهوية والثقافة الأمازيغية للمغاربة. مشيرة في معرض مداخلتها، إلى أن بعد خطاب أجدير، وأنشطة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، مباشر بعد تأسيسه وتوقيعه لعدد من الاتفاقيات والشركات مع المؤسسات الحكومية وجمعيات المجتمع المدني “ساهم في كسر الخوف من الأمازيغية الذي خلقه النظام عند المغاربة”.

وأكدت أن هذه الفترة عرفت انفتاح على الأمازيغية وتطور في جميع المستويات، لكن؛ تضيف المتحدثة “بمجرد دسترة الأمازيغية في دستور 2011 تم هناك تراجعات في جميع المجلات وفي كل المؤسسات والدوائر الحكومية”.

وانتقدت ابن الشيخ “التأخير” الذي حصل في إخراج القوانين التنظيمية المتعلقة بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية والمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية. مضيفة :” بعد دسترة الأمازيغية سنة 2011، ناضلنا على إخراج القوانين التنظيمية قرابة ثماني سنوات؛ رغم أن الأمازيغية تأتي في الفصل الخامس من الدستور، ولم تخرج هاته القوانين إلا في أواخر يوليوز الماضي، بشكل فيه تراجع حتى على ما حققته الأمازيغية في العشر سنوات الأولى التي سبقت الدسترة”.

واتهمت الفاعلة الأمازيغية؛ مؤسسات الدولة، بممارسة “العنصرية” اتجاه الأمازيغ والأمازيغية بالمغرب. مضيفة :” اليوم، نعيش مأسسة العنصرية ضد الأمازيغية بآليات وقوانين، وتتجلى عنصرية الحكومة في قانون المالية الذي يناقش حاليا في البرلمان”. مردفة القول :” كان من المفروض أن يعكس قانون المالية الحالي إرادة الدولة في المصالحة مع الأمازيغية وإدراجها في مناحي الحياة العامة، بمجرد صدور قانون الأمازيغية بالجريدة الرسمية، رغم كل النواقص والشوائب التي تعتريه، إلا أن لا شيء من هذا حدث”.

وانتقدت ابن الشيخ “غياب برنامج حكومي واضح وموقف صريح من الأمازيغية باعتبارها لغة رسمية في الدستور والقانون”. وتساءلت المتحدثة عن سبب تأخير تأسيس اللجنة الوزارية الدائمة لدى رئيس الحكومة التي من المفروض أن يعهد إليها بتتبع وتقييم تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية كما ينص على ذلك القانون التنظيمي للأمازيغية؟”.

كما انتقدت الإعلامية الأمازيغية، مؤسسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري “لهاكا”؛ متهمة إياها بممارسة العنصرية اتجاه الأمازيغية في الإعلام :”لأنها لم تسائل القنوات العمومية، عن عدم احترامها لدفتر التحملات بخصوص حصة الأمازيغية في الإعلام العمومي”.

من جهته؛ قال الأستاذ الباحث، الحسين مفتي؛ إنه أمر طبيعي أن يبحث الإنسان عن انتمائه، و”لا يمكن لأي إنسان أن يعيش بلا ثقافة ولا هوية”.

وتطرق الأستاذ مفتي في معرض مداخلته في ذات اللقاء، إلى “مظاهر الثقافة من جوانبها المختلفة”، وعرج على ذكر تطور حقوق الإنسان، من الحقوقية السياسية والمدنية، إلى الحقوق اللغوية والثقافية، إلى الجيل الثالث والرابع من حقوق الإنسان. مبرزا أن” المبادئ الأساسية هي حماية الثقافة من الإشكالات التي تهددها”.

وأكد الباحث مفتي في معرض مداخلته، أن “الثقافة حاجة إنسانية وجب الدفاع عنها”، مشدّدا على أن “تطور المجتمعات في التعدد الثقافي واللغوي”.

وشدّد المتحدث على ضرورة استعمال التقنيات الحديثة لخدمة القضية، والإبداع في خدمة الثقافة الأمازيغية”؛ محذراً من أن “أخطر ما يهدد الأمازيغية هو التنميط الثقافي”.

وانتقد الأستاذ الحسين مفتي “التمكين للغة الفرنسية في قانون الإطار، بدل من اللغتين الرسميتين للدولة، الأمازيغية والعربية”، مؤكدا أن الأولوية هي التمكين للغتين الرسميتين للدولة”.

حري بالذكر أن “جمعية أجدير لتعليم اللغة الأمازيغية ونشر ثقافتها وتراثها” التي تأسست بمدينة القنيطرة؛ افتتحت يوم أول أمس الاثنين، أيام “أجدير الثقافية الأولى بالمركز الثقافي بالقنيطرة، وذلك تخليدا للذكرى 44 للمسيرة الخضراء.

وعرف الحفل الافتتاحي للأيام الثقافية الإشعاعية؛ المنظمة تحت شعار “من أجل مواطنة متساوية”، من 4 إلى 7 نونبر الجاري، حضور مجموعة من الفنانين والموسيقيين والشعراء وفاعلين ومهتمين بالثقافة الأمازيغية. كما شهد اليوم الافتتاحي، عرض فيلم ” زينب النفزاوية ” للمخرجة “فريدة بورقية”.

اقرأ أيضا

الإحصاء العام: استمرار التلاعب بالمعطيات حول الأمازيغية

أكد التجمع العالمي الأمازيغي، أن أرقام المندوبية تفتقر إلى الأسس العلمية، ولا تعكس الخريطة اللغوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *