تم يوم الأربعاء، 25 أبريل 2018 بخنيفرة، عرض الخطوط العريضة لثلاثة مشاريع اتفاقيات شراكة وتعاون تهم النهوض بالشأن الثقافي وتثمين الموروث المادي واللامادي للمنطقة، وذلك في إطار لقاء تواصلي عقده وزير الثقافة والاتصال السيد محمد الأعرج مع عدد من المنتخبين وجمعيات المجتمع المدني.
ويتعلق الأمر بمشروع اتفاقية شراكة وتعاون من أجل إحداث متحف منجمي إغرم أوسار بمركز تغزى بالجماعة الترابية الحمام تجمع وزارة الثقافة والاتصال و المجلس الإقليمي لخنيفرة وجماعة الحمام وشركة مناجم تويست (جبل عوام)، من أجل ترميم وصيانة وتثمين الموقع الأثري “إغرم أوسار” وإجراء المزيد من الحفريات الأثرية وتشجيع البحوث العلمية حول هذا الموقع.
كما يروم هذا المشروع التعريف بالمواد المعدنية المستخرجة من منجم عواد من قبل شركة “تويست”، وجرد وتوثيق التراث الثقافي المادي واللامادي ، والتعريف بالمواد المعدنية المستخرجة من منجم تغزى، وتشجيع السياحة الثقافية.
أما مشروع اتفاقية الشراكة والتعاون الثانية فتهم النهوض بالتنمية الثقافية بإقليم خنيفرة خلال الفترة الممتدة ما بين 2019-2021، بشراكة بين وزارتي الثقافة والاتصال والداخلية (المديرية العامة للجماعات المحلية) ، ومجلس جهة بني ملال-خنيفرة، والمجلس الاقليمي لخنيفرة، وعدد من الجماعات الترابية بالإقليم (خنيفرة ومريرت وأجلموس ومولاي بوعزة وسيدي لامين والبرج وسيدي عمر) .
وتهدف هذه الاتفاقية إلى تحقيق قفزة نوعية لإنعاش قطاع الثقافة بالإقليم عبر الحفاظ على الموروث الثقافي، وتشجيع المواهب وتنمية قدرات شباب المنطقة ، والتعريف بمؤهلات التراث المحلي، ومواكبة الشأن الثقافي على الصعيد المحلي وتقريب الإدارة من المواطنين عبر إحداث مندوبية إقليمية، والتعريف بالثقافة الأمازيغية وتشجيع السياحة الجبلية وتخليد الخطاب الملكي لأجدير، وتشجيع القراءة في إطار ثقافة القرب.
أما مشروع اتفاقية الشراكة الثالثة ، التي تهم إحداث معهد سوسيو-ثقافي ورياضي بأجدير بجماعة أكلمام ازكزا، فتهدف إلى تعزيز الأنشطة الاجتماعية والرياضية والثقافية على المستوى الإقليمي والجهوي، وتزويد إقليم خنيفرة بمعهد سوسيو-ثقافي ورياضي رفيع المستوى ذي إشعاع وطني ودولي، وتجسيد البعد التاريخي للمنطقة التي شهدت الخطاب السامي الذي أرسى أسس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وكذا التخصص في الثقافة الأمازيغية بالأطلس المتوسط.
ويساهم في هذا المشروع كل من وزارة الداخلية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، والمجلس الجهوي لبني ملال-خنيفرة، والمجلس الاقليمي لخنيفرة، ومجموعة الجماعات الترابية الأطلس وجماعة أكلمام أزكزا.
وبهذه المناسبة، قال وزير الثقافة والاتصال السيد محمد الأعرج إن هذا اللقاء التواصلي مع العديد من المنتخبين وفعاليات المجتمع المدني ، يندرج ضمن مخطط وزارة الثقافة للنهوض بالقطاع الثقافي وإعطائه دفعة ودينامية جديدة على أساس مقاربة جديدة.
وأضاف أن الوزارة بصدد إنجاز الدراسات والأبحاث بخصوص إبرام مشاريع الاتفاقيات المذكورة ، والتي تروم بشراكة مع العديد من القطاعات الحكومية والجماعات المحلية ، تثمين الموروث الثقافي لإقليم خنيفرة ، المادي واللامادي، مذكرا أن هذه المشاريع تندرج ضمن تنزيل مخطط البرنامج الحكومي 2017-2021 المتعلق بالمجال الثقافي.
من جانبه، أوضح عامل إقليم خنيفرة السيد محمد فطاح أن السلطات المحلية ومختلف المتدخلين والفاعلين يبذلون جهودا حثيثة للتعريف بالإرث التاريخي والحضاري والثقافي والفني المتميز لإقليم خنيفرة ، مشيرا إلى أنه تم اعتماد استراتيجية على المدى المتوسط ، تجعل من الإنسان القطب الرئيسي و المحرك الأساسي لكل مبادرة تنموية.
وأضاف أن هذه الإستراتيجية ترتكز ، بالأساس، على تأهيل البنيات التحتية، وخاصة من خلال فك العزلة عن الإقليم، وخلق دينامية اقتصادية من أجل تنمية اقتصادية مستدامة ومندمجة، وتأهيل التجهيزات الاجتماعية خاصة في ما يتعلق بمجالي الصحة و التعليم، وإرساء نموذج جديد للتنمية ينبني على الرأسمال اللامادي واللامادي، داعيا إلى العمل بروح التعاون و الشراكة من أجل تأسيس ” لامركزية ثقافية” حقيقية وميدانية تطال مختلف فضاءات الإقليم بتدرج ، وبإرادة و عزيمة لنشر ثقافة الإبداع و الابتكار بالمنطقة، وسد الخصاص الحاصل في هذا الميدان.
أما باقي مداخلات اللقاء، فقد تركزت حول المطالبة بفك العزلة عن الإقليم على جميع المستويات ، والاهتمام بالشأن الثقافي من خلال إشراك كافة المتدخلين والمعنيين بالمجال، بغية المساهمة في تعزيز الثقافة الأمازيغية، والنهوض والمحافظة على الموروث التراثي والثقافي بالإقليم ، وكذا الاهتمام بكل المكونات الثقافية به ، على اعتبار أنها تشكل إحدى المداخل الأساسية للتنمية.
أمضال أمازيغ: مراسلة