تسود حالة من الغضب والحزن الشديدين في صفوف نشطاء الحركة الأمازيغية بمختلف بلدان شمال إفريقيا، مباشرة بعد الإعلان عن وفاة المناضل الأمازيغي، الدكتور كمال الدين فخّار بالجزائر. وحمّل عدد من النشطاء مسؤولية وفاته للسلطات الجزائرية.
واتهم الناشطان الأمازيغيان خضير سكوتي وصالح عبونة، النظام الجزائري باغتيال المناضل الأمازيغي، الدكتور كمال الدين فخّار، الذي توفيّ فجر اليوم الثلاثاء 28 ماي، في مستشفى “فرانس فانون” بالبليدة، بعد تدهور صحته إثر دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام وصل إلى أزيد من خمسة وأربعون يوماً، احتجاجا على الاعتقال التعسفي الذي تعرض له من طرف السلطات الجزائرية.
واتهم المعارض الأمازيغي، اللاجئ باسبانيا، خضير السكوتي “النظام الجزائري باغتيال الدكتور كمال الدين فخار في المستشفي”، وأضاف في تدوينة على حسابه الشخصي :” اليوم انتقل إلى رحمة الله الدكتور كمال الدين فخار بعد معاناته في مستشفي تريشين لمدة 45 يوما، و خاصة عندما منحة له جرعة من دواء غير معروف طبيعته في المصل”. على حد زعمه.
وقال خضير إن وفاة الحقوقي كمال الدين فخّار لم تكن موت عادية، وإنما تم اغتياله من طرف النظام الجزائري و المتمثل في “الوالي عزالدين مشري و النائب العام محمد بن سالم و مدير مستشفي ترشين”. حسب اتهاماته.
بدوره، اتهم المعارض الأمازيغي صالح عبونة، وهو الآخر لاجئ في اسبانيا، “النظام الجزائري باغتيال الناشط الحقوقي د.فخار كمال الدين في سجون الذل و العار لإسكات صوت الحق واضطهاد الأقلية المزابية”.
وكان المحامي والناشط الحقوقي صالح دبوز، الذي أعلن عن وفاة الدكتور كمال الدين فخار، صباح اليوم الثلاثاء 28 ماي، في مستشفى فرانس فانون في البليدة، قد وجه الاتهام “باغتيال” الدكتور كمال الدين فخار إلى “قاضي التحقيق للغرفة الأولى الذي أمر باعتقال فخار دون الاطلاع على الملف وبأوامر من وكيل الجمهورية الذي ضغط عليه وتحت سلطة النائب العام”.
وطالب المحامي دبوز في مقطع فيديو نشره على صفحته الرسمية، “بفتح تحقيق في الجرائم الإنسانية التي يرتكبها بعض مسؤولي الجهاز القضائي والإداري في غرداية”. كما وجه “الاتهام لوالي غرداية على تهجمه في كل خطبه ضد الحقوقيين والمناضلين واتهامهم بأنهم يشتغلون لجهة أجنبية”. على حد قوله.
وأوضح دبوز إلى أن:”بعد الإهمال الشديد الذي تعرض له الدكتور كمال الدين في مستشفى غرداية نقل على جناح السرعة إلى مستشفى البليدة، حيث توفي صباح اليوم”. أضاف “كمال الدين فخّار وهب نفسه للدفاع عن حقوق الإنسان وبني مزاب ضد التعسف وضد الظلم إلى أن توفي”.
وزاد المحامي الجزائري :” كما الدين فخّار رفض الخروج من الجزائر رغم كل التهديدات التي كانت تطاله من السلطات”.
وقامت الأجهزة الأمنية الجزائرية باعتقال الناشط الحقوقي ومندوب التجمع العالمي الأمازيغي السابق بالجزائر، الدكتور كمال الدين ، يوم 31 مارس 2019، بعد محاصرة سيارته بجانب مقر عمله بالمركز الصحي، وسط غرداية، وقامت باقتياده إلى مركز الشرطة مع اثنين من أبنائه الصغار (سليم وياسين) ، دون تقديم أي سبب للاعتقال التعسفي وعند حضور احد افراد عائلته لمركز الشرطة سلم له أبنائه الصغار القصر وأخبره بدخوله في إضراب عن الطعام احتجاجا على هذا الاعتقال التعسفي.
كما سبق للسلطات الجزائرية أن قامت بسجن الناشط الحقوقي الجزائري كمال الدين فخار لأزيد من سنتين 2015-2017 بسبب كشفه ما وصفه المزابيون بالجرائم التي اقترفتها السلطات الجزائرية في أحداث غرداية 2013-2015.
منتصر إثري