احتفاءً باليوم العالمي لشجرة أرگان.. صابر يدعو للتشبث بتراث شمال إفريقيا

دعا محمد صابر، الأستاذ الجامعي والمدير العام السابق للمدرسة الوطنية الغابوية للمهندسين بسلا، إلى البحث في تراث الأجداد وأعرافهم وتقاليدهم “من أجل استغلال أمثل لمواردنا الطبيعية والبشرية”، مؤكدا على ضرورة المزاوجة بين التقليدي والحداثي وتحرير الإنسان من قيود القوانين الاستعمارية من أجل الرقي بالمجتمع.

وقال صابر في محاضرة له بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، مساء أمس الخميس 23 ماي 2024، حول موضوع “منظومة أرگان : منظومة زراعية حرجية ذات قدرة عالية على التكيف مع التغيرات المناخية”، بمناسبة باليوم العالمي لشجرة أرگان، “إذا أردنا أن نتطور كمجتمع، يجب أن نعود بشكل أساسي إلى ما كان يفعله آباؤنا وأجدادنا في شمال إفريقيا”.

واستهل الأستاذ الباحث، محاضرته بعرض شريط وثائقي حول الأبحاث العلمية الميدانية المنجزة حول شجرة أرگان، في إطار مشروع تنمية الأركان في المناطق الهشة “DARED” الذي تشرف عليه الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، إلى جانب وكالة التنمية الفلاحية والمعد الوطني للبحث الزراعي، ويتمحور المشروع حول تنمية وتشجيع منظومة جديدة لزراعة الأركان والتي ستساهم بشكل كبير في زيادة إنتاجية أرگان.

وقال صابر إن عدد الأبحاث العلمية المنجزة بالمغرب حول شجرة أرگان عرف تناميا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، إذ بلغت إلى حدود سنة 2020 حوالي 450 دراسة، وأصبح بذلك المغرب في المرتبة السابعة عالميا من حيث عدد الدراسات المنجزة في هذا المجال، بعد كل من الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، هولندا، ألمانيا، سلوفاكيا والمملكة المتحدة.

وأشار ذات المتحدث إلى أهم المخاطر التي تهدد وجود شجرة الأرگان، من تغيرات مناخية وتصحر وانجراف للتربة، وتدخل للإنسان (الرعي الجائر وتقطيع الأشجار)، خاصة في المنطقة الغابوية أو “المشاع”.

وأضاف أن الجهود التي تبذلها المملكة المغربية مكنت من حماية وتوسيع مجال زراعة أركان، مشيرا إلى أن زيت الأركان ومشتقاته يمكن العثور عليها في مستحضرات التجميل والأدوية والتغذية، وتحفز النمو الاقتصادي سواء على الصعيد المحلي أو الوطني، مؤكدا أن المجتمعات المحلية استفادت من تحسين وسائل العيش حيث توسع القطاع بشكل كبير ليشمل منتجات جديدة.

ومن المتوقع في أفق 2030 في إطار الاستراتيجيتين، مواصلة برنامج غرس الأركان الفلاحي بهدف غرس 50000 هكتار، وتأهيل 400000 هكتار من المجال الغابوي، ودعم تثمين الإنتاجية وإنعاش صادرات زيت الأركان، ودعم البحث العلمي، وهيكلة التنظيم المهني حول مشاريع التجميع الفلاحي، وتعزيز الفدرالية البيمهنية.

وتجدر الإشارة أنه تم إعلان يوم 10 ماي يوما عالميا لشجرة الأركان من طرف الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2021 بمبادرة من المملكة المغربية، وبرعاية 114 دولة عضوة.

اقرأ أيضا

الإحصاء العام: استمرار التلاعب بالمعطيات حول الأمازيغية

أكد التجمع العالمي الأمازيغي، أن أرقام المندوبية تفتقر إلى الأسس العلمية، ولا تعكس الخريطة اللغوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *