استضاف قصر رياس البحر يوم الخميس 14 يناير2021، الموروث الثقافي و عادات منطقة جبل الشنوة (تيبازة) من خلال برنامج شمل أنشطة فنية وفكرية تستعرض أصالة وتنوع تراثها العريق و ذلك بمناسبة الاحتفال برأس السنة الامازيغية يناير.
تحت عنوان “الداينان “وهو طبع غنائي تشتهر به المنطقة، انطلقت فعاليات التظاهرة التي أعدها مركز الفنون والثقافة لقصر رياس البحر بالتعاون مع جمعية “ايفران الشنوي” بمائدة مستديرة حول عادات و تقاليد جبل شنوة أقيمت بوسط الدار بقصر 17 في أجواء حميمة تناغمت مع الديكور الأنيق لهذه البناية العريقة .
و تم خلال هذا النشاط الفكري إعطاء لمحة عن “الداينان “هذا الطبع الغنائي المتميز حيث أوضح المتدخل الأول, عبد الله بن داود, ابن المنطقة و أحد المهتمين بتاريخها و تراثها،أن هذا الطبع الغنائي عبارة عن غناء و رقص مميز كان حكرا على الرجال خارج البيوت لان كلمات أغانيها تعتبر من الغزل و تتحدث عن الحب.
و أضاف أن الطابع المحافظ للمنطقة أبقى هذا النوع من الغناء بعيدا عن الأجواء العائلية، مذكرا بالمناسبة أن هذا الطبع الغنائي ينتمي في الحقيقة الى منطقة الظهرة لكنه اشتهر أكثر في جبل الشنوة يؤديه المغنون بالامازيغية و تبدأ الاغاني بعبارة “الداينان” ومعناه (هنا قالوا).
ومن بين المواضيع الأخرى التي تتناول هذا الطبع وصف للحياة في المنطقة كما توجد نصوص ملتزمة تؤكد تشبت اهل المنطقة بتراثها الامازيغي .
وقال السيد بن داود من جهة أخرى أن المرأة غنت فيما بعد هذا الطبع في جلسات عائلية. وأشار الى بقاء “الداينان” خفيا عن بعض المداشر في المنطقة لمدة طويلة كما هو الأمر بالنسبة للراي في وقت مضى.
وقد ساهم أداء شباب في أواخر السبعينات لهذا الطبع و منها فرقة “الشنويين” الشهيرة في لعب دور كبير في التعريف بهذا الطبع .
و تحدث المحاضر عن وجود طبع غنائي أخر بالمنطقة شبيه ب”أشويق” القبائلي يسمى “اغنج” تغنيه النساء فقط و دون لحن.
وحضرت أيضا منطقة الشنوة في هذه التظاهرة بطبخها المميز الذي كان موضوع مداخلة السيد عب القادر السرحان, مهتم بالتراث و النشاط الجمعوي في المنطقة المعنونة ب ” طقوس واحتفالات يناير بجبل الشنوة “. وقال ان هذه الاحتفالات تدوم ثلاثة أيام يتميز كل يوم بأكلة أو طبق خاص و يسبق الاحتفالات تنظيف البيت و تغير أحجار الكانون ثم تخرج النساء لإحضار الإعشاب البرية التي تستعمل في طبخ أطباق يناير وهي جبلية بعضها معطر.
و تستعمل هذه الأعشاب في طهي عشاء الليلة الأولى. أما الليلة الثانية المسماة ليلة الريش فيطبخ فيها الدجاج الذي تربيه النساء في البيوت، في حين تتميز الليلة الأخيرة بتحضير عشاء البركوكس و الذي يفور دون “القفال” وهي قطعة قماش تلف عادة بين القدر و الكسكاس. و يفسر ذلك انه تفاؤل بقدوم عام مليء بالخيرات .
و ضم هذا البرنامج الاحتفالي بيناير أيضا معرضا بعنوان “دار الشنوي” عرضت فيه أواني المطبخ الشنوي و كذا الأنسجة و الألبسة التقليدية و كل ما يوجد في البيت العائلي في المنطقة .
و خصص البرنامج الثاني من التظاهرة للغناء من خلال إحياء فرقة “إيران الشنوة ” للاغاني من طبع “الداينان” أطربت الحضور بوصلات جميلة الالحان و عذبة الكلمات زادتها جمالا الأصوات الشجية لأعضاء الفرقة الذين شنفوا أذان الحضور . و قد تفاعل الجمهور كثيرا مع الفرقة و تواصل معها بالرقص و الزغاريد.