تستعد العديد من مناطق الجزائر لاحتفالات يناير 2971، من خلال الكثير من الأنشطة الثقافية والفنية، التي تعكس في مجملها التراث الوطني المتنوع، المرتمي عبر شساعة الجزائر القارة، وهكذا ستُبرز كل منطقة خصوصياتها، وتستعيد تراثها المادي وغير المادي المحلي، الذي هو قطعة ضمن فسيفساء متكاملة.
بالنسبة لولاية الوادي، ذكرت المساء الجزائرية، أنه سيتم إطلاق مسابقتها الخاصة بطبق الكسكسي في إطار الاحتفال بالسنة. كما تهدف التظاهرة إلى التعريف بمختلف العادات والتقاليد التي تزخر بها الوادي في ما يخص طريقة تحضير طبق الكسكسي بأنواعه، والمساهمة في تثمين الموروث الثقافي غير المادي والحفاظ عليه.
ويتم تخصيص ثلاث جوائز لأحسن ثلاثة أطباق تقليدية أو عصرية للكسكس، من حيث التحضير والتزيين والتقديم، وكذا جوائز تشجيعية لكافة المشتركين.
وتحتفل ولاية الوادي كغيرها من المناطق، بيناير، فأهلها لهم عرق أمازيغي ممتد في الجنوب الشرقي الجزائري؛ فهي تمتلك إرثا أمازيغيا رائعا، لازالت بصماته إلى يومنا.
ويوجد في واد سوف بالوادي، مثلا، اسم المنطقة أسوف، وهو يعني الوادي، وهو مرادف لكلمة ”أسيف” بالقبائلية، وكذا العديد من أسماء الأماكن بالأمازيغية، مثل ملغيغ (المكان المقعر)، وتاغزوت (الأرض بجوار الوادي)، وتندلا قمار (الحصان)، ورماس (اسم قبيلة زناتية )، بالإضافة إلى عدة أسماء وألقاب متداولة بينهم، مثل تغنجايت وتعني الملعقة، وابندير، وهي الدف.
عادات السكان بهذه الولاية وتقاليدهم الأمازيغية لها خصوصيتها. وتقام في هذه المناسبة التويزة. كما تُعرف المنطقة بطبق الكسكسي المتنوع، على غرار البندراق والحبات والمرشومة. وشهدت مناطق أخرى نفس التحضيرات، منها عين تموشنت؛ من خلال إقامة مجسم الملك سيفاكس على ضفاف واد التافنة على أنقاض دولة سيقا بنواحي بني صاف.
وباشرت السلطات المحلية ببني صاف وبلدية الأمير عبد القادر، التحضير للعديد من النشاطات الثقافية التي تقف عند تاريخ الدولة النوميدية، ودور المنطقة في استمرار مملكة المازويسيل ”ماسيليا”، وعلاقتها مع دول الجوار نوميديا الطنجية، وماسيسيليا ونوميديا القيصرية. كما باشرت الجمعيات المحلية بتلمسان وعين تموشنت ومنطقتي بني سنوس وبني صاف، تحضيرات متنوعة، منها موسم إيراد، وبالتالي سيتم من خلال كل ذلك عرض تاريخ نوميديا عبر الغرب الجزائري، خاصة مدينة سيقا ببني صاف التي تعود إلى أكثر من 200 سنة قبل الميلاد.