افتتحت ، اليوم الخميس برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل، فعاليات المؤتمر الدولي حول “أمازيغية شمال المغرب، مظاهر لسانية” .
ويهدف هذا المؤتمر، المدعم من قبل هيئات جامعية ومراكز البحث المغربية والدولية ، إلى سبر الجوانب العلمية والأكاديمية للثقافة والتنويعات اللغوية المغربية في بعدها اللساني ،وتناول الأمازيغية وتمظهراتها اللسانية في شمال المغرب، سواء على المستوى الصوتي أو المعجمي أو الدلالي، مع التركيز بحثيا على المنوعات اللغوية ، التي هي في طور الاندثار.
ويعتبر هذا المؤتمر، الذي يعرف مشاركة خبراء وأكاديميين مهتمين بأمازيغية الشمال من المغرب وإسبانية وهولندا وأمريكا وبلجيكا والولايات المتحدة الأمريكية ومالي وفرنسا ، فرصة علمية وأكاديمية لمدارسة التنويعات اللغوية لأمازيغية الشمال، التي تشكل جزء من اللغة الحية للأمازيغية التي تنتمي إلى أسرة اللغات الأفروأسيوية.
واعتبر المتدخلون أن المنوعات اللغوية الأمازيغية، كتمازيغت تاشلحيت ، أخذت حقها من الدراسات العلمية والأكاديمية، حيث أن السياسة اللغوية المعتمدة خلال الفترة الاستعمارية الإسبانية بشمال المغرب لم تسمح بتطوير البحث العلمي في هذه المنوعة، على عكس نظيرتها بالجنوب والوسط.
وأبرز عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل مصطفى الغاشي، في تصريح ل M24 ، القناة الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل هيأت لهذا المؤتمر منذ سنتين، غير أن ظروف الجائحة حالت دون إنجاز هذا المشروع العلمي والأكاديمي.
وأضاف السيد الغاشي، أن موضوع المؤتمر، المنظم عل مدى ثلاثة أيام ، هو موضوع مهم وله راهنيته ، لكون الأمازيغية موضوع دستوري قبل أن يكون موضوعا أكاديميا، كما تشكل الأمازيغية ، بمختلف تفرعاتها اللغوية ، اللغة الثانية بالمغرب، وقد حاز هذا الموضوع عامة نصيبا من النقاش الثقافي العام والسياسي، مما يفرض على الجامعة مطارحته أكاديميا وعلميا.
وأشار العميد الى أن الجامعة المغربية وخاصة جامعة عبد المالك السعدي من حيث موقعها، نالت قصب السبق العلمي في مطارحة هذا الموضوع، للمساهمة في تعميق النقاش حول هذا المكون الأساسي للشخصية والهوية وللثقافة المغربية.
أما منسق المؤتمر عبد الهادي أمحراف فقد اعتبر ، في تصريح مماثل، أن تنظيم هذه الفعالية الأكاديمية يندرج في سياق الاحتفاء والاهتمام بالامازيغية بصفة عامة، وبأمازيغية الشمال بشكل خاص ، حيث سيناقش المؤتمرون جميع المظاهر اللسانية لهذه اللغة، مع التركيز على المنوعات التي هي في طور الاندثار، حيث سبق لليونسكو أن نبهت إلى التهديدات التي تتربص ببعض هذه المنوعات.
وأضاف الباحث أمحراف أن أمازيغية غمارة وأمازيغية بني يزناس وأمازيغية سراير مهددة بالانقراض، مما يفرض على الأكاديميين ، على وجه التحديد ، تعميق البحث العلمي والأكاديمي للحفاظ على هذا الموروث الثقافي والإنساني.
من جانبه ، أكد الأستاذ بكلية الاداب والعلوم الإنسانية بمرتيل عبد العزيز العلاتي، أن تنظيم هذا المؤتمر بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان يؤكد اهتمام الجامعة بمحيطها الثقافي والاقتصادي والإنساني، حيث أن الجامعة كانت سباقة لإحداث ماستر متخصص في الأمازيغية بالمغرب، وهو ما يؤكد أن الجامعة لها اهتمام كبير بالأمازيغية بكل فروعها.
يذكر أن برنامج المؤتمر الدولي، المنظم بشراكة مع جامعة عبد المالك السعدي ، تسع جلسات موضوعاتية تتناول بالدرس والتحليل مواضيع “الأصناف الأمازيغية من شمال المغرب: شواهد قديمة وتطورها “، و”الأصناف الأمازيغية من شمال المغرب: الجوانب الصوتية – الفونولوجية “، و”الأصناف الأمازيغية من شمال المغرب: الجوانب الصرفية والمعجمية”، و”الأصناف الأمازيغية من شمال المغرب: جوانب نحوية “.