افتتحت، يوم الثلاثاء 28 ماي المنصرم بحديقة قصبة الأودية بالرباط، فعاليات معرض تراثي حول المخازن الجماعية “إيكيدار”، تحت عنوان “مخازن الذاكرة”، وذلك بحضور رئيس الحكومة، السيد سعد الدين العثماني.
ويروم هذا المعرض، الذي تنظمه وزارة الثقافة والاتصال- قطاع الثقافة، بمناسبة اختتام فعاليات شهر التراث لسنة 2019، إبراز جوانب مهمة عن المخازن الجماعية، كما يؤسس لمبادرة هادفة تهدف إلى التعريف بهذه المؤسسات العريقة، وتقرب الجمهور الواسع من خصائصها العمرانية ووظائفها السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
ويضم هذا المعرض، الذي يستمر إلى غاية 30 نونبر المقبل، صورا ومجسمات طينية لمختلف المخازن الجماعية “إيكيدار”، بما فيها مخازن الكهوف والمخازن الجرفية والمرتفعة والمخازن التي توجد بالسهول وبالقرى وغيرها من المخازن التي تظهر حياة الرحل ونمط عيشهم كملجأ أمني بدرجة أولى، ثم كأماكن لتخزين الممتلكات والمنتجات.
وفي تصريح للصحافة، أشاد رئيس الحكومة، السيد سعد الدين العثماني، بتنظيم هذا المعرض التراثي الذي “يعرض للمخازن الجماعية (إكيدار)، كجزء من التراث الأمازيغي الوطني، المنتشر في العديد من الأقاليم بمختلف نواحي المغرب”.
واعتبر رئيس الحكومة أن “تثمين هذا التراث وترميمه والتعريف به مهم جدا”، مشيرا إلى أن هذا المعرض يحتفي بالمعمار القروي التليد بالمملكة المغربية، ويبرز قيمته الحضارية وأبعاده الجمالية.
من جهته، أبرز وزير الثقافة والاتصال، السيد محمد الأعرج، أن هذا المعرض يندرج ضمن مخطط عملي وتنفيذي للوزارة، لاسيما فيما يتعلق بتثمين وحماية الموروث الثقافي، خاصة موروث المخازن الجماعية الذي يزخر بتاريخ عريق تمتد جذوره عبر قرون من الزمن.
وأشار الوزير، في تصريح مماثل، إلى أن الوزارة تعمل دائما، في إطار مخططها، على تسجيل هذا الموروث الثقافي الذي يعبر عن تاريخ المغرب وحضارته وعاداته وتقاليده، ضمن لائحة التراث الوطني، معلنا أن الوزارة ستضع ملفا لهذا الموروث الثقافي ضمن لائحة التراث الانساني العالمي مستقبلا.
ويضم هذا المعرض أربع أجنحة تتناول الخصوصيات المعمارية ومكوناتها الثقافية اللامادية، إضافة إلى جناح مركزي يقدم الوثائق والألواح التي تعتبر وثيقة للقوانين العرفية التي كانت تسير بها هذه المخازن والحياة العامة، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، في حدودها الجغرافية من الأطلس المتوسط إلى الأطلس الصغير ثم المناطق شبه الصحراوية.
ويندرج تنظيم هذا المعرض في إطار جهود قطاع الثقافة لتسليط الضوء على هذا العنصر التراثي العريق بالمغرب والذي تتأهب الوزارة لإعداد ملف لتسجيله على لائحة التراث العالمي اعتبارا لخصائصه المتفردة والتي تؤهله بجدارة لنيل هذا الاعتراف الدولي.