أعلنت وزارة الثقافة والاتصال-قطاع الثقافة- عن قرب افتتاح موقع ليكسوس الأثري، وذلك يوم 20 أبريل الجاري في إطار فعاليات شهر التراث. هذا الافتتاح يأتي بعد بناء مركز خاص بالموقع وتهيئة مسار لزيارته وتعد مقدمة لمشروع مندمج يشمل إطلاق برنامج لحفريات أثرية موسعة وإحداث مركز للتعريف بتراث الموقع.
ويحتل موقع ليكسوس من حيث موقعه وآثاره مكانة متميزة في المشهد الأثري القديم إذ يجسد آثار مدينة “ليكسوس” المشهورة والتي أسست في القرن الثامن قبل الميلاد بحيث تعد من أعرق الحواضر بغرب البحر الأبيض المتوسط وقد امتد تعميرها فضلا عن ذلك على فترة طويلة تناهز اثنين وعشرين قرنا حيث انتقلت خلالها من مدينة مورية مستقلة (القرن 8 قبل الميلاد -40 م) إلى مستوطنة رومانية (40 م – بداية القرن الخامس ميلادي) ثم إلى مدينة إسلامية باسم “تشميس” (القرن 8- القرن 14 م)، ويعكس تراث موقع ليكسوس ما تميز به المغرب عبر تاريخه القديم من تلاقح الثقافات والحضارات الدولية المتعددة.
وتسجل الآثار المعمارية المتواجدة بالموقع المتمثلة في أطلال قصر شيد على عهد يوبا الثاني ومسرح مدرج فريد من نوعه بالعالم وفي مجموعة معامل رومانية لتمليح السمك. بالإضافة إلى ذلك تواجد مآثر معمارية رومانية كانت مزينة بلوحات أرضية بديعة من الفسيفساء. وهي تعكس ما كان للمدينة من ازدهار اقتصادي وعلاقات تجارية متواصلة مع بلدان المتوسط.
ولهذا فإن إعادة الاعتبار للموقع وتثمينه مع برمجة إطلاق أبحاث أثرية جديدة ستساهم في التعريف بالموروث التاريخي للموقع، وفي الكشف عن مكونات معمارية جديدة ستمكن الرفع من جاذبيته واستقطابه للزوار وطنيا ودوليا ليصبح مركز إشعاع ثقافي على المستوى المحلي والجهوي وقطبا سياحيا مهما سيشكل أحد روافد التنمية المستدامة المنشودة بالمنطقة.