افتتح مساء يوم امس السبت 7 دجنبر 2019، المعرض الدولي للأركان في دورته الأولى بمدينة أكادير، وسط إقبال كبير من طرف الزائرين، ومشاركة مهمة لأكثر من 200 تعاونية والعشرات من المقاولات الصغيرة والمتوسطة العاملة في المجال، بهدف تثمين وتعزيز إشعاع الأركان وما يرتبط بها من تقاليد وتراث ومنتجات مختلفة.
وتقام فعاليات المعرض الدولي الأول للأركان من 07 إلى 11 دجنبر، على مساحة مغطاة تقارب 3000 متر مربع. وسيجمع جميع الأطراف الفاعلة في القطاع: المنتجون والمحولون والمصدرون؛ حيث ستتاح لهم الفرصة لمناقشة واقع القطاع، رهاناته وآفاق النمو التي يجب التركيز عليها واستهدافها في السنوات المقبلة. كما سيجعل حضور المؤسسات الرسمية، من هذا الحدث، منصة لا محيد عنها للتبادل والتفكير في البدائل والحلول التي سيتم تكييفها لدعم تنمية مستدامة ودامجة وعادلة وجذابة للمستثمرين الجدد.
وبحكم توجهه الدولي، سيتم تخصيص هذه النسخة الأولى من المعرض لعالم الأركان في شموليته وستتم مناقشة مواضيع التآزر والتعاون المحلي، وإدماج مختلف الروابط في سلسة الأركان، من أجل تعزيز إشعاع صورة منتجات الأركان على الصعيدين الوطني والدولي.
ويكتشف زوار المعرض والمشاركون ووسائل الإعلام الوطنية والدولية، المحيط الحيوي للأركان، من خلال مختلف الأروقة ومعارض الصور الفتوغرافية للمصور الصحفي ابراهيم فاضل وسعيد اوبريم ومعرض اللوحات التشكيلية، إضافة إلى استكشاف عالم الأركان من خلال الغوص في تجربة مرئية ومسموعة عبر الرواق الرقمي.
وسيشكل المعرض طيلة خمسة أيام فرصة لعقد اللقاءات الثنائية والجانبية بين مختلف الفاعلين والمختصين والمهنيين في القطاع بهدف إقامة شبكات من أجل تبادل الخبرات والتعريف بالمنتجات وبالأبعاد الثقافية والتراثية المرتبط بهذه المنظومة الإيكولوجية. كما ستتم مناقشة مختلف البرامج المتعلقة بالتمويل وتقوية قدرات الفاعلين وخاصة النساء، إضافة إلى مجابهة التحديات المناخية والضغوط البشرية على غابة الأركان.
وفي إطار الانشطة الموازية، تم تخصيص فضاء للحكايات التراثية، وتجهيز فضاء آخر للأطفال بهدف تلقين الأجيال الصاعدة ثقافةَ المحافظة على الموروث المادي واللامادي للأركان، كما سيطلع الزوار على الطرق التقليدية لاستخلاص زيت الأركان، وستكون مناسبة أيضا لتذوق الاطباق المعدة بزيت الأركان.
ومن أجل خلق حركية وتنشيط على صعيد المدينة ككل، تم تجهيز خمسة مواقعَ في الساحات الرئيسية لمدينة أكادير لإقامة أنشطة ثقافية وتجارية بمشاركة 200 تعاونية من ثمانية أقاليم ضمن المحيط الحيوي لشجرة الأركان وهي: الصويرة وتزنيت وتارودانت وشتوكة آيت باها وإنزكان أيت ملول وسيدي إفني وكلميم وأكادير إداوتنان.
وتعرض التعاونيات ومجموعات المصالح الاقتصادية المشاركة من الأقاليم المذكورة، منتجات الأركان المختلف، كما ستمكن جمهور الزوار والسائحين من اكتشاف طرق استخلاص زيت الأركان وما يرتبط به من تقاليد وتراث. كما تشكل هذه الفضاءات، أو القرى المصغرة، فرصة لتسويق وبيع المنتجات.
وتغطي محمية المحيط الحيوي للأركان حوالي 2،5 مليون هكتار (جميع أنواع الغابات مجتمعة)، تحتل ضمنها شجرة الأركان الجزء الأكبر بمساحة 830 ألف هكتار.
وقد تم تصنيف غابة الأركان، من طرف منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم والتربية (اليونسكو) كـ”محمية محيط حيوي للأركان” سنة 1998، كما تم إدراجها في نونبر من سنة 2014 ضمن القائمة التي تمثل التراث الثقافي اللامادي للإنسانية. وتتميز هذه المحمية بتعددها الوظائفي الاجتماعي والاقتصادي وجانبها البيئي الفريد.
أكادير/ إبراهيم فاضل