تنظم مجموعة من الجمعيات الأمازيغية (أمغار بخنيفرة، ماسينيسا بطنجة، أسيد بمكناس، أكال بالحاجب والهوية بالناظور) ندوة وطنية في موضوع “الأمازيغية بعد دستور 2011” وذلك يوم السبت 15 أبريل 2017 بمركز القرب بخنيفرة ابتداء من الساعة الخامسة مساء، لتسليط الضوء على تحديات القضية الأمازيغية بالمغرب من مختلف الجوانب بحضور الأستاذين حسن إد بلقاسم ومصطفى البرهوشي.
أرضية الندوة :
اعترف دستور 2011 لأول مرة بالأمازيغية لغة رسمية للمغرب، وبقي هذا الاعتراف حبرا على ورق لتقييده بالقوانين التنظيمية المتعلقة بتفعيل الطابع الرسمي لهذه اللغة، ولم يتم إخراج هذه القوانين إلا في نهاية ولاية الحكومة الإسلامية المنتهية ولايتها، لتتم المصادقة عليها من طرف المجلس الوزاري أواخر شتنبر 2016، وكانت هذه القوانين مخيبة للآمال التي خلفها دستور 2011، فعوض التنصيص على إجراءات ملموسة للنهوض بالأمازيغية وتنميتها، اختزلتها هذه القوانين في مجرد زخرفة لتزيين الواجهة.
ولذلك، فإن هذه القوانين تؤكد مرة أخرى أن الدولة المغربية لا تزال تكن عداءها التاريخي للأمازيغية، وأن مذهبها الإديولوجي المتحجر يتنافى مع التعدد اللغوي والتنوع الثقافي. فالدولة التي تعتمد على سياسة التعريب المتسارع والجارف، ماضية في نهجها لاستكمال مشروع الإبادة اللغوية والثقافية للأمازيع الذين تحرمهم من التعبير عن هويتهم. ولم يتم إدماج الأمازيغية في الإعلام والمنظومة التربوية إلا بشكل عشوائي ومثير للسخرية ولا يرقى إلى مستوى انتظارات وتطلعات الأمازيغ.
أضف إلى ذلك أن الأمازيغ يتعرضون للتهميش ومصادرة أراضيهم الجماعية وثرواتهم الطبيعية، حيث قامت الدولة، اعتمادا على القوانين الاستعمارية، بتفقير الأمازيغ الذين يعيشون أوضاعا كارثية. وكانت من بين نتائج هذه السياسة التي تشبه حصار اقتصاديا، القضاء على قدرة الأمازيغ على الفعل وإقصاؤهم من السلطة والمشاركة في اتخاذ القرارات التي تعني مستقبلهم. وبسبب تعرضهم لكل أنواع الميز على جميع المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية واللغوية، قام الأمازيغ بانتفاضات عارمة في مناطق مختلفة (إميضر، المظاهرات التي خلفها مقتل عمر خالق بمراكش، الريف…) وذلك للمطالبة بالعدالة. لكن الصوت الأمازيغي يبقى غير مسموع بسبب سياسة الأذان الصماء التي تنهجها الدولة العازمة على إبقاء الأمازيغ في وضعهم المزري. تتكون محاور الندوة على الشكل التالي: – إقصاء الأمازيغ من السلطة والثروة، الأستاذ حسن إد بلقاسم -وضعية الأمازيغة بعد دستور 2011، الأستاذ مصطفى البرهوشي.
أمضال بريس/ مراسلة