نظم منتدى الحداثة والديمقراطية فرع مراكش بشراكة مع المعهد العالي للصحافة والإعلام، مساء الخميس 20 يناير الجاري، ندوة حول موضوع “الأمازيغية: سيرورة البناء ومسار التفعيل الرسمي” من تأطير الكاتب والناشط الحقوقي الأستاذ أحمد عصيد، ورئيس التجمع العالمي الأمازيغي الأستاذ رشيد الراخا، وسير اللقاء الطالب الصحافي عضو منتدى الحداثة والديموقراطية فرع مراكش إلياس أبو الرجاء.
افتتحت الندوة، بكلمتين ترحيبيتين كانت الأولى مع عضو منتدى الحداثة والديموقراطية عادل أيت واعزيز شدد فيه عن أهمية إشكالية اللقاء الذي يلازم اهتمامات المنتدى كإمانية شبابية قوية للتأسيس الديمقراطي وإعادة بناء التوافقات السياسية، التاريخية والعقلانية. والثانية ثمن فيها مدير المعهد العالي للصحافة والإعلام الأستاذ عبد الله إمهاه هذه المبادرة الهادفة لتعميق وتكريس الحس والادراك لدى الطالب الصحفي في محيطه وأمام القضايا التي تكون أمامه: الوطنية، العالمية والإنسانية، مشيرا للعمل التأطيري الجاد القائم بالمعهد الموجه للطلبة لصحفيين.
بنقاش فكري مفعم بروح الانفتاح تناول الأستاذ أحمد عصيد، مسلسل التحديث الأمازيغي الذي بدأ بعدما كانت الحركة الوطنية تختزل الثقافة الوطنية فيما هو مركزي رافعة شعار “العروبة والإسلام” كشعار للدولة، كان محل الأمازيغية فيها يشير عصيد عبارة عن ثقافة البادية والقبلية، على غرار اللغة العربية والفرنسية، حيث كان التنصل من الجذور القبلية حاضرا.
تابع الناشط الحقوقي قيام أحد التيارات الأخرى معتبرا الدولة مخطأة، والذي كان إشكال الحركة الأمازيغية، التي ارتكزت على مرتكزات من بينها؛ العلوم الإنسانية واللسانيات، ساهم في تغيير مفهوم الثقافة واللغة، ثم الأركيولوجية التي أبانت عن العراقة والعمق التاريخي للبلد، مضيفا مرتكزا آخر يتمثل في المرجعيات الدولية لحقوق الإنسان، كمكسب حداثي.
وعلاقة بسؤال الحداثة نبه عصيد لثلاث قيم أساسية على الإعلامي التحلي بها بهدف نجاح ملف الأمازيغية؛ الحرية، الاستقلالية، الموضوعية، وبفضلها أصبحت للقضية الأمازيغية مكانة بارزة.
وتطرق الأستاذ أحمد لعوائق مأسسة الأمازيغية التي يصب أغلبها في القوانين المأطرة منا التنظيمية والدستور، كقوانين فضفاضة لا تولي أهمية للغة الأمازيغية. وأردف أن الحكومات السابقة جعلت الثقافة في ذيل اهتماماتها، لتربط الأمازيغية بالتفرقة ورفضها لفكرة تأسيس أحزاب أمازيغية.
وفي جانب من مداخلة رئيس التجمع العالمي الأمازيغي الأستاذ رشيد الراخا أعرب على أن الدولة لا تقوم بأي واجب تجاه القضية الأمازيغية، ليضيف أن اللوبي الإداري يشكل عائقا في مسار تمكين وبناء الأمازيغية.
واعتبر كذلك أن القوانين التي وصفها بإمكانية تأويلها بحسب هوى المشرع والمتعلقة بالخصوص باللغة الأمازيغية، يعيق تنزيل مضامين الدستور. واضعا الأصبع على الجرح التي يطال الأمازيغية كالعنصرية والإقصاء الممنهج للأمازيغ والأمازيغية.
ومن جهة أضاف أن الأيديولوجية الوهابية شكلت حجرة عثرة أمام كل ما هو متعلق بالامازيغية، فهي ما تفتأ يقول تنظر للثقافة الأمازيغية كثقافة ولغة محضورة، ما ينعكس سلبا على أفق الدولة المغربية، والدليل كما وضح الأستاذ الراخا احتلال المغرب لمراتب دنيا في التصنيفات الدولية فيما هو متعلق بمؤشر التنمية البشرية.
وأشار الأستاذ رشيد إلى أن مسلسل التملص من المسؤولية في تعميم اللغة الأمازيغية لا زال مستمرا، وساهمت كثيرا في كبح مسار التفعيل الرسمي للأمازيغية بمقرراتها الفاشلة كما جاء على لسانه، ما دفعه من موقعه كرئيس التجمع العالمي الأمازيغي لمراسلة الجهات المعنية بالأمر. دون أن ينسى أن السياسات التي تنهجها الحكومات السابقة تجاهلت وتتجاهل بشكل مستمر توصيات المنظمات الحقوقية الدولية وتضرب عرض الحائط كل الإتفاقيات والمواثيق الدولية، معتبرا هذه السياسات أنها كلها تروم لإضعاف الأمازيغية ومحاصرتها في موقع ضيق.
وكشف رشيد الراخا على أن الحرية والاستقلالية الإعلامية يشكلان دورا حاسما للإعلام في التصدي لهذه الإنتهاكات.
وعرف اللقاء نقاشا مستفيضا مع الحضور الذي ضم فئات متنوعة من مفكرين ودكاتره وأساتذة ومناضلين وإعلاميين وحقوقيين وطلبة وباحثين، حول الإشكالات التي ترتبط بالأمازيغية لغة وثقاقة ومن منطلق القوانين التي أصدرت حولها.
تقرير: عادل أيت واعزيز، صحافي متدرب
مجاز بشعبة الفلسفة