تعد وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من وزارات السيادة التي تعبر عن موقف الدولة، وعن التوجه الديني للمملكة المغربية، و المكلفة وجوبا وإلزاميا بالحقل الديني .
ومنذ الأحداث الإرهابية التي عرفتها المملكة، وانخراطها في هيكلة الحقل الديني، لإيقاف المد الإرهابي الشيعي والوهابي، تم تعيين أحد المؤرخين والعارفين بخبايا الدين الصوفي المغربي التقليدي.
وكان الإختيار صائبا من طرف إمارة المؤمنين في إختيار وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بشهادة الجميع، رغم ما كان من مقاومة ومعارضة داخلية في قطاع الدين والوعظ والإرشاد والتبليغ على قرارات هذا الأخير ، وصلت إلى درجة الاحتجاج وهي سابقة في تاريخ مجال الدين بالمغرب.
واختيار الدولة للطريقة المغربية الأصيلة في مجال الدين والدعوة، أعاد الأمل إلى نفوس المواطنين، ووضع الأمور على السكة الصحيحة، وذلك بالاشتغال على تقوية قدرات رجال الدين، وتحسين ظروفهم، وتفعيل التعليم العتيق، وايقاف المد الوهابي ومصادر التمويل الخاريجي، والرد بالبرهان والدليل من الكتاب والسنة بإستحضار الاجتهاد المغربي، والارث الوطني الديني الغني ، حتى وصل الأمر بالدولة المغربية إلى تصدير الطريقة المغربية إلى الدول الافريقية ، و أوروبا بشكل رسمي وبترحيب من تلك الدول، بل بطلب منها، مما جعل المغرب يغزو بطريقته الدينية السمحة، والمعتدلة، والوسطية بقاع من العالم.
إلا أنه ورغم الإعتماد على اللغة الأمازيغية ، وفقهاء سوس العالمة بالخصوص في تنزيل الدعوة والتبليغ ، في المدارس العتيقة، وبإذاعة وقناة محمد السادس للقران الكريم، لم تنخرط بعد هذه الوزارة رغم وجود على رأسها مؤرخ واع بالهوية الأمازيغية للمغرب، في التنزيل والتفعيل الرسمي للأمازيغية، بحيث مازالت الوزارة لم تعتمد بعد التشوير الأمازيغي في مقرها وفي إدارتها الجهوية والإقليمية والمحلية، ومن طرف المجلس العلمي الأعلى ، والذي أصبح بقوة القانون مؤسسة دينية بمكانة كبيرة في هرم الإدارة الدينية، وفي تصدير النموذج المغربي في التدين نحو الخارج، مما يفرض منه أن يعكس الحضارة الامازيغية لهذا الشعب وهذا الوطن.
هذا بالإضافة إلى سيطرة اللغة العربية على منابر المساجد كأن الخطاب لا يخص ءيمازيغن، باستثناء بعض البرامج بالقناة الأمازيغية والاداعة الأمازيغية وقناة محمد السادس للقرآن الكريم تعد على رؤوس الأصابع ، ولا تنجاوز الفرائض والسنن دون الغوص في قضايا تهم المجتمع.
ونفس الأمر يسود في الأنشطة الدينية حتى في القرى والمداشر بحيث تعتمد العربية الفصحى في الندوات والدروس، مما يبعد الحاضرين من الإستفادة ، ويضيع عليهم فرصة تلقي العلم من العلماء.
واليوم ، وبعد دسترة اللغة الأمازيغية، لابد من تجسيد ذلك في الحقل الديني، بإعتباره مجال للجميع، ويهم كل الفئات ، والدولة في أمس الحاجة إلى لغة الأم لتجنيب عموم المواطنين خاصة البسطاء منهم من التيارات المتشددة والمتطرفة.