الإحتفاءالشعبي والرسمي بالقميص الوطني ونهاية الطوارئ

سيظل يوم 20 دجنبر 2022 يوما خالدا في الذاكرة الوطنية المغربية ، وكان الجميع سعداء دولة ومواطنين وعلى الخصوص المحتفى بهم ، لأن أغلبهم مهاجرين مغاربة أوأبناء مغاربة مهاجرين ، وبغض النظر عن العلامات والإشارات القوية ، والرسائل الكامنة أو الصريحة ؛ فإن إستقبال الأمهات والزوجات يحمل أكثر من مغزى ومعنى ، خاصة على مستوى التمثلات المجتمعية ، فالأم هي مصدر الشرعية ، ولذلك صارت الجنسية المغربية تمنح لأبناء المغربيات بالنسبة للزواج المختلط ، وبمجرد طلب للنيابة العامة مع إثبات مغربية الوالدة . وقد حصل هذا التعديل التاريخي في ظل العهد الجديد وفي سياق مسلسل الإنتقال السياسي والحقوقي ،و في إنتظار استكمال دورة الإنتقال الأمني بأفق ديمقراطي إقترانا مع تعميم الفرح باعتدال بعيدا عن أية إنفعالات مفتعلة ترهن المشاعر ضمن قوالب ديماغوجية أو شعبوية وتصرف النظر عن المهام والمسؤولية الإجتماعية للدولة ومؤسساتها ، وفي ظل تفاقم الخصاص الإحتماعي ، سواء البنيوي أو الذي تراكمت تداعيات مع فترة كوفيد 19 والمناخ الأمني والسياسي المرتبط به ؛ يطرح السؤال بنفحة انطولوجية : هل يمكن اعتبار يوم 20 دجنبر لحظة وطنية للإعلان مؤسستيا عن نهاية حالة الطوارئ ؟ إذا كان الأمر كذلك فلا مانع من إعتبار وإعلان هذا اليوم عيدا وطنيا للحقيقة العلمية بفتح ورش لإرساء ضمانات تكريس الحق في الصحة وفي العلاج ، ولأن المناسبة شرط فإنه وجب تسجيل أن لحظة الإحتفاء بالقميص الوطني وبحامليه من لاعبين وكذا المواطنين وأنصار الرياضة والتربية البدنية وكل دعاة ” العقل السليم في الجسم السليم ” ، هذه اللحظة تصادف المعركة السلمية والنبيلة التي خاضها حماة الحق في الدفاع والتقاضي العادل ضد إجبارية جواز التلقيح الإختياري ، والتي خاضها المحامون والمحاميات دفاعا عن إستقلالية القضاء والقضاة وذلك في اليوم من السنة الفارطة ، على إثر القرار الثلاثي السيء الذكر ، والذي كان سببا محفزا ليقظة الضمير المهني ومنتجا لمادة التفاؤل وقيمة التضامن ، وبها لا زلنا نواجه أزمنة الإجهاز على الحقوق والمكتسبات ، فهلا توجتم المرحلة وعززتم مظاهر الفرح بتصفية الأجواء السياسية والبيئة الحقوقية والإنسانية !
مصطفى المنوزي
مؤسس فضاء الزمن الإجتماعي والتواصل التاريخي .

شاهد أيضاً

تقرير رسمي.. “المجلس الوطني لحقوق الإنسان”: تدريس الأمازيغية يسير بوتيرة بطيئة والحيز الزمني في الإعلام “ضيق”

أكد المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أن “هناك تحديات مرتبطة بتعميم تدريس اللغة الأمازيغية، والتأخر في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *