حاز الشريط الوثائقي الأمازيغي “أمودو ن خديجة” (رحلة خديجة) لمخرجه طارق الإدريسي على جائزة أفضل مونتاج للدورة 18 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، الذي اختتمت فعالياته يوم السبت 11 مارس 2017، بالمركز الثقافي بوكماخ في مدينة طنجة.
الفيلم الذي أنتجته جمعية الريف لحقوق الإنسان بدعم من سفارة هولندا وشركة فرفيرا، ولعبت بطولته خديجة المرابط، من سيناريو عبد القادر بنعلي٬ وهو أحد الكتاب المرموقين في هولندا٬ من أصل مغربي.
وتحكي “رحلة خديجة” قصة شابة ريفية هولندية تنحدر من ضواحي الناضور٬ حيث تقرر خديجة القيام برحلة طافحة بالشجن والحنين والمشاعر المتناقضة٬ من هولندا إلى موطنها الأصلي الذي لم تزره منذ عشرين سنة.
تمشي خديجة المرابط على أثر والدها٬ وجدتها لأبيها٬ المرأة القوية ”ماما علال“ التي مازالت ذكراها حية في النفوس٬ ذكرى نموذج نسائي قوي تريده خديجة أن يكون ملهما لنساء الريف.
تعود خديجة لا لتبقى٬ بل لتصالح ذاكرتها ووالدها الذي رحل على غير وفاق مع ابنته “المتمردة” التي اختارت أن تعيش حياة امرأة حرة في هولندا.
لحظات مؤثرة بين ذكريات الفقدان ومشاهد تجديد الصلة مع الأقارب والأحباء٬ تظافرت مع مواقف حوارية وجدلية محتدمة يود اتخاذ قرار القطيعة مع التراث والتقاليد٬ خصوصا فيما يخص تطرحها خديجة الشابة المتحررة على مجتمعها الأصلي الذي لا وضع المرأة.
خديجة القوية المستقلة٬ التي تمارس الملاكمة وتقود الميترو في أمستردام٬ لا تقاوم دموع الحنين وافتقاد من رحلوا٬ ليلازمها الانتماء الموزع بين وطنين مشروع ثقافي ورؤية مجتمعية وتاريخية قوية فضلا عن احترافية وتمكن عميقين من جنس الفيلم الوثائقي٬ يجسدها المخرج طارق الإدريسي الذي يعرض فيلمه لأول مرة في المغرب بعد أن عرض في الدورة السابقة شريطه الوثائقي المثير للجدل “الريف 1958″٬ الذي تناول فيه جرح منطقة الريف المفتوح منذ الحملة الأمنية والعسكرية التي شنتها السلطات سنتين بعد الاستقلال.
كمال الوسطاني