الإركام يعزز القيم الثقافية ورهانات التماسك الأسري من خلال ندوة علمية

نظم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ندوة علمية بمناسبة الذكرى الثالثة والعشرين لخطاب أجدير، الذي يُعتبر محطة تأسيسية تاريخية لإرساء دعائم النهوض بالثقافة الأمازيغية وتعزيز مكانتها كمكون أساسي للهوية المغربية المتعددة. حملت الندوة هذا العام عنوان “تعزيز القيم الثقافية ورهانات التماسك الأسري”، وتجلت فيها مشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين المتخصصين في مجالات الثقافة والقيم المجتمعية، ما أضفى عليها طابعًا علميًا ونقاشيًا غنيًا بالأفكار والتوجهات.

استهلت الندوة بجلسة افتتاحية تم خلالها التأكيد على الدور المحوري لخطاب أجدير في مسار الاعتراف باللغة والثقافة الأمازيغية كجزء لا يتجزأ من الهوية المغربية. وفي هذا السياق، جاء تنظيم هذه الندوة كجزء من مجهودات المعهد المتواصلة لتعزيز القيم الثقافية الأمازيغية والنهوض بها ضمن الأسرة والمجتمع المغربي بشكل عام، خاصة في ظل التحديات المعاصرة التي تفرضها العولمة والتطور التكنولوجي.

قدمت الأستاذة عائشة الحيان مداخلة بعنوان “ترسيخ القيم الثقافية الأمازيغية”، حيث ركزت على الأهمية البالغة للثقافة الأمازيغية في الحفاظ على الهوية المجتمعية وتعزيز الروابط الأسرية، مستعرضة كيف تشكل هذه الثقافة أساسًا راسخًا لمبادئ الاحترام المتبادل، التضامن، والمشاركة داخل الأسرة، الأمر الذي يساهم في تقوية النسيج الاجتماعي المغربي.

في مداخلة أخرى، تناولت الأستاذة خديجة الكور موضوع “تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على القيم والسلوكات داخل الأسرة”، مشيرة إلى التحولات التي أحدثتها التكنولوجيا الرقمية في الحياة الأسرية، وإلى التحديات التي تواجه الأسرة المغربية في عصر الرقمنة. وناقشت بشكل معمق كيف تسهم هذه الوسائط في تغيير أنماط التواصل داخل الأسرة وتأثيراتها المتعددة على القيم والسلوكيات.

أما الأستاذة فاطمة الزهراء بمخلوق، فقد تطرقت في مداخلتها إلى موضوع “الهوية الثقافية ورهانات النهوض بمنظومة القيم الأسرية”، حيث أبرزت الدور الذي تلعبه الهوية الثقافية في الحفاظ على تماسك الأسرة وتعزيز الروابط الاجتماعية، مؤكدة أن الهوية الأمازيغية تظل عنصرًا مركزيًا في النهوض بالقيم الأسرية، رغم كل التغيرات التي تشهدها المجتمعات الحديثة.

أدار الجلسة الأستاذ لديون محمد، الذي أبدع في تسيير النقاش وفتح المجال للحضور للتفاعل مع المداخلات. وقد تميزت الندوة بنقاش مثمر حول القضايا المطروحة، إذ ناقش المشاركون التحديات والفرص المرتبطة بتعزيز القيم الثقافية الأمازيغية وتماسك الأسرة المغربية في ظل المتغيرات المجتمعية الراهنة.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة ليست مجرد فعالية علمية بل تأتي في إطار استمرارية جهود المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في الحفاظ على التراث الأمازيغي وتعزيز دوره في صون الهوية الوطنية. كما تم التأكيد خلال النقاشات على أهمية الانفتاح على التكنولوجيا دون التفريط في القيم الثقافية التي تشكل العمود الفقري للأسرة والمجتمع المغربي.

اقرأ أيضا

الإحصاء العام: استمرار التلاعب بالمعطيات حول الأمازيغية

أكد التجمع العالمي الأمازيغي، أن أرقام المندوبية تفتقر إلى الأسس العلمية، ولا تعكس الخريطة اللغوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *