الإعلام المناضل

لحسن بنضاوش: الإعلام المناضل

لا شك أن أساسيات العمل الإعلامي والصحافي هي النضال، وتحدي الصعاب، ودخول المغارات، والغوص في أعماق المحيطات لاكتشاف الخبايا، ونشر الحقيقة.

وكل إعلامي وصحافي، ذكرا كان أو أنثى، مناضل قبل أن يحمل الصفة، وبعدها، لأن النضال والتفاني في العمل سمات مهنة المتاعب.

وإن اختلف الرأي حول وضعية الإعلام والإعلاميين والصحافة والصحافيين بين من يرى تحسن وانفراج وزيادة ملموسة في مساحة الحرية والتعبير، ومن يرى انتكاسة وتراجع وإخفاقات، تبقى الصحافة والإعلام السلطة الرابعة بدون منازع.

وفي مجال الأمازيغية، فالصحافة الأمازيغية المكتوبة بالأساس، اعتمدت النضال منذ البدايات الأولى، بل النضال المادي والمعنوي وفي المحتوى كذلك خدمة للقضية ومستقبلها.

وبعد إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ودخول الأمازيغية المدرسة المغربية، تراجعت الصحافة الأمازيغية، بل أغلقت الأبواب باستثناء «العالم الامازيغي» وبعدها «نبض المجتمع» في تحدي كبير لكل الصعاب، من أجل الأمازيغية، ومواصلة مسيرة النضال من باب الإعلام المكتوب والمسؤول والمتخصص.

وعند الحديث عن جريدة «العالم الأمازيغي» والتي كانت حاضرة في الساحة الوطنية والعالمية قبل الدستور، وبعده في شكل مقاولة إعلامية تقودها إمرأة أمازيغية مناضلة، وطاقم إداري بقيادة شابة مناضلة، وأقلام معروفة، ومناضلة راكمت تجربة كبيرة في النضال الميداني والجمعوي، والأكاديمي والعلمي.

صحافة ناضلت قبل الترسيم إعلاميا، مساهمة مع الحركة الأمازيغية، بل داخل الحركة من أجل تحقيق المكاسب، ثم بعد الدسترة في تحديث وصياغة مستقبل القضية الأمازيغية.

وليس من السهل في ظل ضعف الدعم المادي المؤسساتي، وعائدات الإشهار، وأمام ثورة إلكترونية رقمية أوقفت مسيرة المنابر الكبرى والشامخة والتي كانت تقيم الدنيا ولا تقعدها، أن تصمد جريدة أمازيغية بخط إعلامي يزعج البعض، تتناول قضايا ومواضيع كبيرة ومصيرية، تحترم مواعد الإصدار والنشر والتوزيع عبر أرجاء الوطن لولا الحس الوطني والغيرة التي تسكن الأسرة الإعلامية والصحافية للجريدة، وإيمانا بدور الصحافة والإعلام في كل القضايا الإنسانية والعادلة والكونية، ومحبة للقلم والكتابة والمغامرة الصحافية والإعلامية.

وجريدة «العالم الأمازيغي» وهي تحتفل بذكرها، جريدة الإنتاج والتكوين والتأطير والتأصيل، منبر مناضل للصحافة مناضلة أمازيغية وطنية.

وحتى لا نفقد هذه المنابر يوما ما علينا بدعم وقراءة هذه الجريدة التي تخاطب الجميع عموما وءيمازيغن خصوصا، بل هي مرآتهم وصوتهم المسموع، مع التفكير في إعادة إحياء المنابر الإعلامية الجمعوية.

اقرأ أيضا

”العالم الأمازيغي” صيوان ذاكرة النضال الأمازيغي ورجالاته العظام

هذه الجريدة. أعيد، هذه الجريدة كالكشكول. تم بين أعمدتها منذ صدورها الأول كيف هي الأمازيغية. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *