الإنسان البدائي العاقل، انسان خام هوياتيا!

بقلم: مصطفى مروان

هل تعلم ما معنى إنسان ظهر قبل 300.000 سنة، هو إنسان خام هوياتيا إن صح التعبير، حيث لا يمكن الحديث عن أي عرق محدد وذو بعد هوياتي في تلك الحقب!

بداية الحديث عن العرق والنسب والبعد الهوياتي للأشخاص ابتدأ مع بداية استقرار الإنسان والعيش في جماعات حيث الاعتماد مثلا على زراعة الأرض في أفريقيا والصيد وجمع الثمار في أوروبا، وهي المرحلة التي تسمى “Epipaleolithic Era” و تمتد في الفترة ما بين 10.000 – 5.500 سنة ق.م، ثم مرحلة “Predynastic Period” في الفترة ما بين 5500 – 3100 سنة ق.م. حيث بداية تشكل الحضارات الأولى على ضفاف الأنهار، قبل عصر الأسرات في مصر والعراق والهند والصين.

ولفهم أكبر للمسألة فتاريخ ظهور العرب كمجموعة إثنية يرى بعض الباحثين انهم من الشعوب التي خرجت من شرق شبه الجزيرة العربية وتحديدًا من منطقة حوض الترسيب العربي الكبير قبل أن يصبح خليجًا. بينما تقول دراسات حديثة أخرى أن الساميين نشؤوا في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط حوالي 4,000 ق.م. ومن ثم نزحوا إلى الجزيرة العربية وإثيوبيا لاحقًا.

بينما الأمازيغ كمجوعة إثنية يرجع تاريخ ظهورهم بشمال إفريقيا موطنهم الأصلي إلى ما بين 7000 و12000 سنة ق.م، حسب ما توصلت إليه نتائج الأبحاث والدراسات الأركيولوجية من خلال دراسة النقوش الصخرية والحفريات والمستحتات واللقى التي تم اكتشافها بمختلف مناطق شمال أفريقيا، ويمكن الرجوع إلى كل من أعمال الباحثين أعشي وبوكبوط من أجل التوسع ومعرفة مصدر التواريخ التي ذكرتها.

خلاصة: من هنا يتبين أن الحضارة الأمازيغية سابقة لنظيرتها العربية بحوالي 3000سنة كأقل تقدير، ولهذا يجب مطالبة الدولة باعتذار رسمي رمزي للأمازيغ حيث لا يجوز ربط تاريخنا بأكاذيب وسموم أيديولوجية منافية للفكر السليم ولما توصلت به قريحة العلوم، حيث كانت هذه الأكاذيب تدرس للناشئة كحقائق مثبتة لا تحتمل التشكيك، وأخذتها أجيال بأكملها زورا وبهتانا كمسلمات من قبيل أن الأمازيغ عرب أتوا من اليمن عبر الحبشة..

من حق الشعب أن يعرف حقيقة ماضيه بحلوه ومره حتى لا نساهم في بناء أجيال جديدة تتنكر لذاتها الحقيقية وتلبس لبوس الآخر بوعي أو من غير وعي، وبين هذا وذاك يضيع حلم الوطن ويستمر ظلم الأفراد للأجداد ولأمهم الأرض!!

اقرأ أيضا

نص سردي من زمن الطفولة

عندما كنا نزمجر في الوادي، ونقرأ دع اللقالق ترحل، وأترك النمل يدخل بيته. ولم نكن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *