الاعتراف بالسنة الأمازيغية اعتراف بالوجود والهوية

بقلم: مصطفى التلموتي*

يتزامن رأس السنة الأمازيغية أو “يان يور” مع 13 يناير من كل سنة، فكما هو الحال بالنسبة لجميع التقويمات التي تؤرخ لحدث تاريخي يكون محط اهتمام واعتزاز، نجد كذلك التقويم الأمازيغي يرتبط هو الآخر بحدث مهم عند إيمازيغن، المتمثل في انتصارهم بقيادة الملك شيشونغ على الفراعنة سنة 950 قبل الميلاد، بعد الاستبداد والاستعباد الذي مورس في حقهم، فكي ينسجم الإنسان الحر (الأمازيغي) مع طبيعته السيكولوجية التواقة دائما للانعتاق والتحرر تمرد على هذا الاستلاب وبدأ يؤرخ لنفسه ككيان وللحرية أيضا كوجود.

إن ارتباط هذا الحدث التاريخي بالحرية هو ارتباط كذلك بالأرض (الأم) التي كانت تمثل المصدر والمساهم الأساسي في استمرارية وجود هذا الإنسان، ما جعله يدافع عن هذا الارتباط من كل الأطماع الخارجية.

إن الشعب الأمازيغي اليوم يستقبل سنة 2968 بأشكال متعددة من المظاهر الاحتفالية التي نلمس من خلالها العلاقة الوطيدة التي تجمع بين الإنسان والأرض في شمال إفريقيا، نظرا للدلالات المتعددة التي يحملها هذا التقويم أصبح لزاما على المغرب خاصة بعد (دسترة الأمازيغية) جعل رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا وعطلة رسمية، فهذا الترسيم يعد مدخلا للمصالحة مع الذات، ومدخلا لإعادة كتابة التاريخ بشكل موضوعي بعيدا عن مظاهر الأدلجة، فالاعتراف بالسنة الأمازيغية هو اعتراف بالوجود والهوية، ما سينعكس إيجابيا على الديمقراطية خاصة في مجال حقوق الإنسان.

لكن ما نسجله اليوم بالمغرب من طرف بعض الأطراف المؤثثة للمشهد السياسي والمعادية لكل ماهو أمازيغي، خاصة الإيديولوجيات الحاملة لجينات القومية العربية، هو محاولة تمييع هذا المطلب وحصره في منطق السنة الفلاحية التي لا ترتقي إلى مرتبة العيد الوطني الرسمي، هكذا ستكون السنة الأمازيغية أو التقويم الأمازيغي مجرد عادة وتقليد شعبي بعيدا عن عمقه التاريخي ودلالاته الرمزية المتعددة.

وعلى سبيل الختم أهنئ الشعب الأمازيغي بشمال إفريقيا وخارجها بمناسبة السنة الأمازيغية الجديدة 2968، رغم الاعتقالات والعنف الممارس في حقه، وأخص هنا بالذكر العنف الذي تعرض له طلبة الدراسات الأمازيغية بفاس، ما لا ينسجم وموقفنا من العنف الذي ننبذه بشتى أنواعه، كما نتمنى أن تكون هذه السنة بداية الإفراج عن المعتقلين السياسيين.

* أستاذ اللغة الأمازيغية بطنجة

شاهد أيضاً

الجزائر والصحراء المغربية

خصصت مجموعة “لوماتان” أشغال الدورة السابعة لـ “منتدى المغرب اليوم”، التي نظمتها يوم الخامس من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *