التجمع العالمي الأمازيغي: الفيدرالية هي الحل الأنسب لليبيا ما بعد الثورة‎

الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة

دعا رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، رشيد الراخا، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، غسان سلامة، ومن خلاله الأمم المتحدة للعمل على الإشراك الفعلي للأمازيغ في المحادثات التي ترعاها من أجل إيجاد حل توافقي وتشاركي فعلي للوضع في ليبيا ما بعد الثورة، “بعيدا عن أي منهج تمييزي أو إقصائي”.

ودعا الراخا في رسالة وجهها للمثل الأممي، إلى العمل مع جميع مكونات الشعب الليبي، على إصدار دستور ديمقراطي يؤسس لدولة فدرالية تسمح للشعب الليبي بتقرير وإدارة شؤونه بنفسه ويحافظ على خصوصياته في إطار ديمقراطية تشاركية، “كما نؤمن بذلك في مقترح “ميثاق تامزغا” من أجل كونفدرالية ديمقراطية، واجتماعية عابرة للحدود، مبنية على الحق في الحكم الذاتي للجهات”.

وقال الراخا إن مشروع الدستور الجديد الذي أشرف عليه الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هو دستور إقصائي وعنصري ويتناقض مع مهامه كممثل للأمم المتحدة ويتناقض مع المواثيق والقوانين الدولية، ويزكي سيطرة مكون واحد من فئات الشعب الليبي وهو المكون العربي على حساب باقي المكونات الأخرى، ويشرعن لمزيد من العنصرية والاضطهاد والاقصاء وتهميش الحقوق المشروعة للأمازيغ والتبو، وهي السياسة نفسها التي كان يفرضها النظام السابق بالحديد والنار، وبسببها قام الأمازيغ وباقي مكونات الشعب الليبي بالثورة من أجل التخلص منها، وبناء ليبيا لكل الليبيين بدون استثناء و تمييز.

وفيما يلي نص الرسالة:

رسالة إلى السيد غسان سلامة

الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا

الموضوع: إقصاء وتجاهل حق الشعب الأمازيغي في ليبيا و الفيدرالية هي الحل الأنسب لليبيا ما بعد الثورة

السيد غسان سلامة، لا يخفى عليكم حجم التذمر والسخط العارم الذي أصاب عدد من مكونات الشعب الليبي، من جراء استمرار سياسة الآذان الصامة والإقصاء المتعمد من جانبكم لحقوقها الأساسية التي تقرها جميع المواثيق والقوانين الدولية، وبالأخص إقصاء الشعب الأمازيغي وهو المكون الأساسي من مكونات الشعب الليبي، إلى جانب مكون التبو واستمرار تجاهل مطالبهم العادلة والمشروعة، وفي مقدمتها، الاعتراف بحقوقهم في الدستور الجديد لليبيا ما بعد ثورة 17 فبراير.

السيد غسان، تتبعنا كما تتبع الرأي العام الدولي موقف المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا وممثلين عن التبو والذين أعلنوا مقاطعتهم الاستفتاء على مشروع الدستور الليبي الجديد. وأكدوا أنهم لن يعترفوا بالدستور حتى بعد الاستفتاء عليه، واعتبروه دستورا تمييزيا وغير ديمقراطي، خاص بالمكون العربي فقط، وهذا ما نثني عليه، ونعتبره موقفا صريحا من مشروع دستور لا يعترف بهم، ولا بوجدهم، بالرغم من مساهمتهم بكل ما يملكون من أجل تحرير ليبيا من نظام الفصل العنصري للنظام الراحل الذي كان يقتل كل من يجاهر بأمازيغيته في وطنه الأم.

السيد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، إن مشروع الدستور الجديد الذي أشرفتم عليه، هو دستور إقصائي وعنصري ويتناقض مع مهامكم كممثل للأمم المتحدة و يتناقض مع المواثيق والقوانين الدولية، ويزكي سيطرة مكون واحد من فئات الشعب الليبي وهو المكون العربي على حساب باقي المكونات الأخرى، ويشرعن لمزيد من العنصرية والاضطهاد و الاقصاء وتهميش الحقوق المشروعة للأمازيغ والتبو، وهي السياسة نفسها التي كان يفرضها النظام السابق بالحديد والنار، وبسببها قام الأمازيغ وباقي مكونات الشعب الليبي بالثورة من أجل التخلص منها، وبناء ليبيا لكل الليبيين بدون استثناء و تمييز.

السيد غسان، إن جسامة التضحيات وفداحة الجرائم التي اقترفها النظام الليبي السابق في حق الشعب الأمازيغي في وطنه الأم على مدى أزيد من أربعين سنة، تقتضي منكم الاستماع إلى مطالبه وأخذها بعين الاعتبار، باعتباره شعب أصلي وأصيل، وتنطبق عليه جميع القوانين والمواثيق الدولية، ومن بينها إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية، الذي كان من المفروض منكم وانتم العارفون والساهرون على تطبيق القوانين الدولية، تنفيذ مضامينه في حواراتكم ولقاءاتكم مع مختلف أطياف الشعب الليبي. وهذا ما لم تقمون به وفق ما استقاه التجمع العالمي الأمازيغي من بيانات وبلاغات المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا.

السيد غسان سلامة، إننا نتوجه إليكم بهذه الرسالة بغية تدارك هذا الإقصاء المجحف والتمييز الذي مارسته وتمارسه الأمم المتحدة اتجاه المكون الأمازيغي، وتصحيح مسار التسوية بين الليبيين من خلال إعطاء كامل الحقوق العادلة والمشروعة لكافة أطياف الشعب الليبي بالتساوي والعمل على إنشاء ليبيا الجديدة التي ضحى من أجلها كل الليبيين، بدون تمييز أو إقصاء أي مكون من مكوناتها، ودون أن يشعر أي طرف بانحيازكم لطرف آخر.

وإننا نرى ان الحل الأمثل والأقرب لكي ينال الشعب الليبي بكل أطيافه حقوقه كاملة، هو العمل والدفع بإنشاء دولة فيدرالية موحدة تعترف باللغة الأمازيغية لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية، دولة فدرالية تسود فيها قيم العدل والمساواة والتسامح وحقوق الإنسان، دولة فيدرالية تلتزام بسيادة القانون وإرساء قواعد الديمقراطية السليمة، يتمتع فيها كل الشعب بحقوقه كاملة وبدون إقصاء أو تمييز.

لدى، ندعوكم السيد غسان ومن خلالكم الأمم المتحدة للعمل على الإشراك الفعلي للأمازيغ في المحادثات التي ترعاها من أجل إيجاد حل توافقي وتشاركي فعلي للوضع في ليبيا ما بعد الثورة، بعيدا عن أي منهج تمييزي أو إقصائي. كما ندعوكم إلى العمل مع جميع مكونات الشعب الليبي، على إصدار دستور ديمقراطي يؤسس لدولة فدرالية تسمح للشعب الليبي بتقرير وإدارة شؤونه بنفسه ويحافظ على خصوصياته في إطار ديمقراطية تشاركية، كما نؤمن بذلك في مقترح “ميثاق تامزغا” من أجل كونفدرالية ديمقراطية، واجتماعية عابرة للحدود، مبنية على الحق في الحكم الذاتي للجهات، وهو المقترح أو الوثيقة السياسية ” http://amamazigh.org/wp-content/uploads/2018/10/AMA_MANIFESTE-DE-TAMAZGHA_5-langues.pdf” التي أصدرها تنظيمنا، التجمع العالمي الأمازيغي، وصادق عليها أمازيغ العالم في مؤتمرهم السابق بتزنيت جنوب المغرب. وهو المؤتمر المنعقد في دجنبر سنة 2013 وعرف حضورا قويا ومشاركة متميزة لأمازيغ ليبيا.

وفي انتظار تفاعلكم، تقبلوا منّا فائق التقدير والاحترام

رشيد الراخا

الرئيس الدولي لمنظمة التجمع العالمي الأمازيغي

اقرأ أيضا

التناص في الأدب الأمازيغي نماذج مختارة من الشفاهية ومن رواية أضيل ن إسردان ل عمر بوعديدي

 تمت مناقشة أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في الأدب الأمازيغي بكلية الاداب والعلوم الانسانية جامعة سيدي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *