أخبار عاجلة

التجمع العالمي الأمازيغي يطالب البرلمانات الأوروبية بإدراج الأمازيغية في البرامج التعليمية للمهاجرين المغاربة

وجّه رشيد الراخا، رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، رسالة مفتوحة إلى أعضاء البرلمان الإسباني، والجمعية الوطنية الفرنسية، والبرلمان البلجيكي، وأعضاء البرلمان الأوروبي، دعاهم فيها إلى ضرورة إدراج اللغة والثقافة الأمازيغية في البرامج التعليمية الموجهة لأبناء الجاليات المغربية المقيمة بأوروبا، بدلًا من الاقتصار على تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية ذات الطابع الديني.

وانتقد الراخا ما وصفه بـ”التواطؤ الضمني” مع رؤية رسمية مغربية تُقصي الأمازيغية من التعليم الموجه لأبناء المهاجرين المغاربة، رغم الاعتراف بها لغةً رسمية في الدستور المغربي منذ 2011، وصدور قانون تنظيمي يؤطر استخدامها عام 2019. كما أشار إلى أن معظم أبناء الجالية المغربية بأوروبا، خصوصًا في إسبانيا، فرنسا، وبلجيكا،ألمانيا، هولندا، ينحدرون من أصول أمازيغية، وتحديدًا من منطقة الريف، ما يجعل تجاهل لغتهم الأم “عنفًا رمزيًا” يُعيق اندماجهم ويُسهم في فشلهم المدرسي وتهميشهم الاجتماعي.

وحذّر الراخا من أن هذا الإقصاء قد يؤدي إلى زيادة معدلات التطرف والتهميش في صفوف الشباب، مشيرًا إلى أن منفذي عدد من الهجمات الإرهابية في أوروبا، وكذلك بعض عناصر شبكات الجريمة المنظمة، كانوا من أصول أمازيغية ريفية لم يجدوا في منظومة التعليم ما يعكس هويتهم ولغتهم الأم.

وختم الراخا رسالته بدعوة صريحة إلى مراجعة اتفاقيات تعليم اللغة والثقافة الأصلية (ELCO) الموقعة بين الدول الأوروبية والمغرب، بحيث يتم إدماج الأمازيغية بشكل رسمي في البرامج التعليمية، بما يضمن حق أبناء المهاجرين في تعلم لغتهم الأصلية، ويُعزز اندماجهم في المجتمعات الأوروبية على أسس من التعددية والكرامة والعدالة اللغوية والثقافية.

نص الرسالة:

لماذا أُصِرّ على ضرورة تعزيز تعليم الأمازيغية في إسبانيا والاتحاد الأوروبي؟

السيدات والسادة أعضاء البرلمان الإسباني،

السيدات والسادة أعضاء الجمعية الوطنية للجمهورية الفرنسية،

السيدات والسادة أعضاء البرلمان البلجيكي،

السيدات والسادة أعضاء البرلمان الأوروبي،

على إثر المقال الذي نُشر في صحيفة لاراثون الإسبانية حول تعليم اللغة العربية في كتالونيا [1]، أودّ أن ألفت انتباهكم مرة أخرى إلى قضية بالغة الأهمية والحساسية. إن غياب القرارات الجريئة والبراغماتية من طرف السلطات الأوروبية يُسهم – ولو دون قصد – في انتشار التطرف الإسلامي، بدل أن يسهم في الوقاية منه. وهذا في وقت كانت ولا تزال فيه إسبانيا وأوروبا ضحايا لهجمات إرهابية دامية، مثل هجمات مدريد (11 مارس 2004)، باريس (13 نوفمبر 2015)، بروكسل (22 مارس 2016) وبرشلونة (17 و18 أغسطس 2017)…

مقال الصحفي خوسيه أنطونيو لاڤيا، رغم عنوانه المثير للجدل: “كتالونيا تهاجم الإسبانية بينما تروّج للعربية بخطة تمولها الحكومة المغربية”، إلا أنه يُسلّط الضوء على هذه البرامج التعليمية المُوقعة بين المملكة المغربية وعدة دول أوروبية (فرنسا، ألمانيا، بلجيكا، هولندا، البرتغال وإيطاليا)، وذلك في إطار اتفاقيات ثنائية تحت اسم تعليم اللغة والثقافة الأصلية (ELCO) [2].

وأذكّركم بأن المغاربة هم أكثر الجنسيات غير الأوروبية حصولاً على الجنسية في الاتحاد الأوروبي. ففي عام 2022، بلغ عدد المتجنسين المغاربة 112,700، منهم 49.2% حصلوا على الجنسية الإسبانية، و27.5% على الإيطالية، وأكثر من 14% على الفرنسية… والجدير بالذكر أن غالبية أبنائهم في المدارس الأوروبية يحملون بالفعل جنسية أوروبية.

المشكلة الجوهرية في هذا البرنامج الثابت لتعليم “اللغة العربية والثقافة المغربية”، والذي يُطبّق في 394 مؤسسة تعليمية في إسبانيا (موزعة على 12 منطقة ذاتية الحكم: كتالونيا 125، الأندلس 96، مدريد 70، لمنشا 28 ، جزر الكناري 17، لاريوخا 13، غاليسيا 11، أراغون 10، إقليم الباسك 10، مورسيا 7، جزر البليار 5، وإكستريمادورا 2)، هي أنه يفترض أن الجالية المغربية تنتمي عرقياً إلى “العرب”، ويُقدَّم لها محتوى تعليمي يتمحور حول الدين الإسلامي، عوض تدريس التاريخ العريق والمشترك في كثير من فتراته بين الضفتين الغربية للمتوسط، وهو تاريخ أمازيغي بالأساس، من عصور ما قبل التاريخ إلى ثمانية قرون من الحضور “الموري” – أي الأمازيغي – في شبه الجزيرة الإيبيرية.

السلطات التربوية المغربية، وكذلك الإسبانية (والأوروبية عموماً)، ما تزال تتعامل مع المغرب كدولة ذات لغة رسمية واحدة – وهي العربية – متجاهلة بشكل صارخ اللغة الرسمية الثانية: الأمازيغية، المعترف بها في الفصل الخامس من دستور 1 يوليوز 2011، والتي تتوفر على قانون تنظيمي خاص بها (رقم 26.16) تمت المصادقة عليه بالإجماع من طرف البرلمان المغربي بمجلسيه سنة 2019 [3]. علماً أن الأمازيغية هي اللغة الأم لغالبية المهاجرين المغاربة.

كما أوضحت في مراسلتي المؤرخة في 10 مارس 2024 [4]، فإن برامج ELCO قد فشلت – وستفشل – ببساطة لأن معظم التلاميذ من أصل مغربي لا ينتمون عرقياً إلى العرب [5]، ولغتهم الأم ليست العربية الكلاسيكية [6]. والإصرار على إقصاء الأمازيغية من المناهج الدراسية لن يؤدي سوى إلى “صناعة الأمية والفشل المدرسي”، حسب تعبير عالم اللسانيات الفرنسي آلان بينتوليلا، الذي قال: “لقد تحوّلت الأنظمة التعليمية في بعض البلدان، رغم تكلفتها الباهظة، إلى آلات لصناعة الأمية والفشل المدرسي لأنها لم تتمكن (أو لم ترد) معالجة المشكلة التي تنهشها: اختيار لغة التعليم. إنهم يقودون الأطفال نحو الفشل القاسي لأن المدرسة استقبلتهم بلغة لم تعلمهم إياها أمهاتهم، وهذا يُعدّ عنفاً لا يُطاق بالنسبة للطفل. فقط على أساس صلب من لغته الأم يمكن للطفل أن يتعلم القراءة والكتابة، ومن ثم نبني تعليماً طموحاً للغات الرسمية.”

إن حرمان الأطفال من أصل مغربي من حقهم في التعلم بلغتهم الأم هو بمثابة حكم عليهم بالمزيد من التهميش، والمزيد من الأمية، والمزيد من الانحراف، بل وربما الأسوأ: المزيد من التطرف الإسلامي والإرهاب الجهادي. ولا ننسى أن منفذي الهجمات الإرهابية المروعة في مدريد وباريس وبروكسل وبرشلونة، وأعمال العنف المرتبطة ب “موكرومافيا” في قلب بروكسل، والخلايا الجهادية العديدة التي تم تفكيكها في مدينة مليلية، كلهم – في غالبيتهم الساحقة – من أصول مغربية، أمازيغية، وتحديداً من منطقة الريف. ولذلك فليس من قبيل الصدفة على الإطلاق أن تراهن أجهزة المخابرات الجزائرية على الشباب الأمازيغي من منطقة الريف، المهمشين والمقتلعين من جذورهم، كمرتزقة، لتشكيل حركة انفصالية مسلحة جديدة لزعزعة استقرار المغرب والاتحاد الأوروبي [7].

خلاصة القول: لن تنجح الاتفاقيات الثنائية في مجال تعليم اللغة والثقافة الأصلية (ELCO) إلا إذا تم إدماج اللغة الأمازيغية كلغة أم في المقام الأول، إلى جانب تدريس الثقافة والتاريخ الأمازيغي. وبهذا فقط، سيتمكن التلاميذ من أصل مغربي من الاندماج في المنظومات التعليمية الأوروبية، واستعادة القيم الأصيلة لهويتهم الأمازيغية العريقة: قيم نبذ الكراهية والعنف، احترام المرأة والغير، قيم الحرية والمساواة والديمقراطية، وهي نفس القيم التي تروج لها المدارس الأوروبية.

رشيد الراخا،

رئيس التجمع العالمي الأمازيغي (www.amamazigh.org)

 

Notas :

[1]- https://www.larazon.es/cataluna/cataluna-ataca-castellano-mientras-fomenta-arabe-plan-financiado-gobierno-marruecos_2025040667f2c1afeec2d30001489c7c.html

[2]- https://amadalamazigh.press.ma/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d9%84%d9%85%d9%87%d8%a7%d8%ac%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ac%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a-%d8%a7/

[3]- https://amadalamazigh.press.ma/pdf/26.16.pdf

[4]- https://www.atalayar.com/fr/opinion/rachid-raha/il-des-maures-sur-cote/20240310095306197658.html

[5]- https://amadalamazigh.press.ma/pdf/Origines.pdf

[6]- https://www.youtube.com/watch?v=LaU7CMVTUxw

[7]- https://amadalamazigh.press.ma/%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%aa%d8%ad%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d8%b1%d9%88%d8%a8%d9%8a-%d9%8a%d8%b1%d8%af-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ac%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7/

اقرأ أيضا

جيتكس إفريقيا 2025… كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية توقع إتفاقية تجويد المنتوج الحرفي الأمازيغي ونخصص له جائزة وطنية

ضمن فعاليات الدورة الثالثة من معرض “جيتكس إفريقيا المغرب” برسم سنة 2025، تم تنظيم حفل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *