وجه رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، رشيد الراخا، رسالة إلى الوزير الفدرالي للشؤون الخارجية في الجمهورية الألمانية، سيغمار غابرييل، تزامنا مع زيارته الرسمية إلى الجزائر يوم الإثنين، 20 فبراير 2017، رفقة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، يطالب من خلالها بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة “زعيم المزابيين” كمال الدين فخار.
وطالب التجمع العالمي الأمازيغي الوزير الألماني، بإدراج قضية حقوق الإنسان في منطقة مزاب، ضمن جدول الأعمال الذي على أساسه سيعقد اللقاء بين الدولتين، مؤكدا على أن الزعيم السلمي الدكتور كمال الدين فخار، مهدد بالموت في أي وقت بعدما دخل أسبوعه السابع من الإضراب عن الطعام.
وأضاف رئيس ذات التنظيم الأمازيغي، أن السلطات الجزائرية، بدلا من احترامها لمبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تنتهك عمدا حقوق الإنسان في مزاب وعدد من المناطق الأمازيغية الأخرى مثل القبائل، بجاية، وبلاد الطوارق، وتعتقل، ظلما، العشرات من الناشطين في مجال حقوق الإنسان، “بما في ذلك ممثلنا الدكتور كمال الدين فخار ورفاقه، ضحايا اتهامات زائفة تتعلق بالمصلحة الوطنية، إضافة إلى نفيها عددا من المناضلين، بما فيهم رئيس منظمتنا غير الحكومية في الجزائر، خضير سكوتي”. مضيفا “مع العلم أن الجزائر ملزمة بموجب المادة 2 من اتفاقية الشراكة مع الاتحاد، باحترام مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان الأساسية.
ونبه الراخا إلى أن الحكومة الجزائرية أحالت قضية معتقلي مزاب إلى محكمة الجنايات، على الرغم من أن محاميهم (صلاح دبوز، نور الدين أحمين، عبد الحق ملاح، مصطفى بوشاشي، سيد بلهاكم، دادي أوبكا، رفيق شلبي) نددوا بعدد من المخالفات الصارخة في هذه القضية منذ قرار الاعتقال، مع تأكيدهم على أن هذه القضية تحمل طابعا سياسيا وليست جنائية. مضيفا أن المحامين أكدوا أن الحكومة نزلت بكل ثقلها للتأثير في قرارات العدالة، وكذا تلاعبها بالأجهزة الأمنية.
إضافة إلى أن تصريحات عمار سعداني، الأمين العام لجبهة التحرير الوطني الذي أجبر على الاستقالة، تتهم بشكل مباشر الرئيس السابق لدائرة الاستعلام والأمن للاستخبارات العسكرية، الجنرال محمد مدين المدعو “توفيق”، بتورطه في هذه الأحداث المأساوية بغرداية 2013-2015. كما أن القضاء الجزائري لم يحرك ساكنا حسب ما أورده الراخا عن محاميي المعتقلين.
وأكد التجمع الأمازيغي في ذات الرسالة أن الحكومة الجزائرية تواصل انتهاج سياسة الإبادة الجماعية ضد أت مزاب، وذلك بدعمها لجماعة “شعانبة” العربية، التي تعتدي باستمرار على السكان الأصليين الأمازيغ، مما تسبب في مقتل أكثر من ثلاثين شخصا بالإضافة لأزيد من مائة جريح.
ولهذا السبب يورد رئيس التجمع الأمازيغي في رسالته للوزير الألماني “نريد منك حماية الناس وممتلكاتهم وإرغام السلطات الجزائرية على تقديم جميع المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بمزاب للعدالة، بما فيهم وكلاء السلطات الجزائرية (الشرطة والدرك وضباط المخابرات) الذين انتهكوا جميع القوانين الوطنية والاتفاقيات والمعاهدات الدولية لحقوق الإنسان.
وفي ختام تحذيره جدد التجمع العالمي الأمازيغي مطالبته بالتحرك العاجل لإنقاذ حياة “المناضل الكبير عن حقوق الإنسان الدكتور كمال الدين فخار”، وطالب بالإفراج عنه فورا ومعه جميع المعتقلين السياسيين المزابيين. وكذا دععوته لأمر السلطات الجزائرية للامتثال للقانون الدولي، والحد من سياستها العدوانية ضد الشعب الأمازيغي وخصوصا شعب أت مزاب.
كمال الوسطاني