التقرير العام للملتقى الوطني الثامن للكتاب بالأمازيغية

أكادير – رشيد نجيب

احتضنت مدينة أكادير يومي 30 و31 دجنبر 2017 فعاليات الملتقى الوطني الثامن للكتاب بالأمازيغية الذي نظمته رابطة تيرا للكتاب بالأمازيغية بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ووزارة الثقافة والاتصال (قطاع الثقافة) حول محور:”إنتاج وتلقي الأدب الأمازيغي: أي دور للمؤسسات؟”. وعرف حضور عدد من الكتاب والمبدعين والباحثين والطلبة الجامعيين وعموم المناضلين الأمازيغيين. وشهد الملتقى تنظيم ندوة علمية شارك في تأطيرها نخبة من المهتمين في جلستين علميتين، تنظيم معرض للكتاب المكتوب بالأمازيغية، الإعلان عن أسماء الفائزين بالجائزة الأدبية التي نظمتها الرابطة  في جنسي الرواية والقصة القصيرة، ورشة تكوينية متخصصة في الإملائية والخط الأمازيغيين.

وفي مفتتح هذا الملتقى العلمي والثقافي والأدبي السنوي، ألقى الأستاذ محمد أكوناض كلمة باسم رابطة تيرا للكتاب بالأمازيغية أكد خلالها على الأهمية الكبرى التي يكتسيها تنظيم مثل هذه الملتقيات بشكل مستمر بالنسبة لعموم المبدعين والمبدعات باللغة الأمازيغية وكذلك بالنسبة لفعل الكتابة باللغة الأمازيغية في جميع الأجناس الأدبية متحدثا عن مختلف المبادرات التي تقوم بها رابطة تيرا للكتاب بالأمازيغية في سبيل تطوير فعل الكتابة والإبداع بالأمازيغية من جميع الجوانب.

الجلسة العلمية الأولى للملتقى: (من تسيير الأستاذة خديجة أبرنوص)

المتدخل الأول:  ذ.الحسين أيت باحسين (الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي)

قدم المتدخل مداخلة حول موضوع:”إنتاج وتلقي الأدب الأمازيغي، أي دور للمؤسسات؟ تجربة أمريك”، نوه في بدايتها بالعديد من المؤسسات والفعاليات نظير العمل الجبار الذي تقوم به في مجال الكتابة بالأمازيغية والارتقاء بها متناولا بالدرس والتحليل تجربة الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي في مجال النشر ودعم وتشجيع الكتاب الأمازيغي، وتوقف خلالها عند أبرز الدواعي والأسباب التي دفعت الجمعية ابتداء من الستينيات إلى الاهتمام بقضية تأليف ونشر الكتاب الأمازيغي وكذا الآليات المختلفة التي وظفتها الجمعية من أجل ترويجه وتوزيعه. وحدد المتدخل الدواعي التي دفعت الجمعية للاهتمام بقضية الكتاب الأمازيغي في الدواعي الاستراتيجية والدواعي الثقافية والهوياتية ودواعي مرتبطة بالاستجابة لرؤية مستقبلية للثقافة الوطنية. وأشار المتدخل إلى التنوع الذي طبع إنتاج الجمعية في هذا المجال لسنوات طويلة: دوريات ثقافية أمازيغية (أراتن، التبادل الثقافي)، إبداعات، دراسات، سلسلة أعلام، جريدة تامونت…كما تم التطرق إلى تجربة الجمعية في مجال ترويج الكتاب بالأمازيغية خاصة عبر تنظيمها لمجموعة من المعارض ومشاركتها لأول مرة في المعرض الدولي للكتاب والنشر بداية التسعينيات. وقدم المتدخل عددا من الاقتراحات الرامية إلى تطوير وضعية الكتاب الأمازيغي: توفير الموارد المالية للتمكن من متابعة إصدار الكتاب الأمازيغي، تأهيل العنصر البشري، عقد لقاءات تكوينية، اعتماد لجن القراءة، البحث عن سبل تسويق الكتاب الأمازيغي، إعادة طبع الإصدارات النافذة، تنويع سبل نشر الكتاب الأمازيغي.

المتدخل الثاني: ذ. محمد أفقير (جامعة ابن زهر)

اختار المتدخل لمداخلته عنوان:”الأدب الأمازيغي الحديث والمؤسسة الجامعية، نموذج كلية الآداب بأكادير”،  واختار الحديث عن الأدب الأمازيغي الشفوي والمؤسسة وعلاقة الأدب الأمازيغي بالمؤسسة الجامعية من خلال تناول موقع الأدب الأمازيغي الحديث بالكلية قبل تأسيس شعبة الدراسات الأمازيغية وبعد تأسيسها في إطار من المقارنة سواء على مستوى الدرس البيداغوجي أو البحث العلمي الجامعي أو على مستوى الفعل الثقافي الأدبي من خلال الأنشطة الإشعاعية وأنشطة النوادي الجامعية المختلفة.

المتدخل الثالث: ذ. محمد أبيدار (المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين)

من خلال مداخلة تحمل عنوان:”تجليات الأدب الأمازيغي في الكتاب المدرسي: تيفاوين أتمازيغت أنموذجا”، قام المتدخل برصد مختلف أشكال حضور الأدب الأمازيغي المكتوب في الكتاب المدرسي الموجه لتدريس اللغة الأمازيغية بالسلك الابتدائي انطلاقا من مسح تحليلي للكتاب حيث يغيب هذا الحضور بالنسبة للمستويات الدنيا ويحضر بكثافة في المستويات العليا داعيا إلى ضرورة انفتاح الكتب المدرسية الموجهة لتعليم اللغة على مختلف الأجناس الأدبية للتربية على القراءة منذ وقت مبكر مقدما عددا من الملاحظات ذات الطابع المنهجي.

المتدخل الرابع: ذ.محمد أوضمين زيري (صحفي بإذاعة راديو بليس)

خصص المتدخل مداخلته للحديث عن الدور الذي تلعبه وسائل الاتصال السمعية (الإذاعة) في التعريف بالأدب الأمازيغي عموما وبالكتاب الأمازيغي على وجه الخصوص مقدما لنماذج برامج إذاعية ناجحة في مجال التعريف بالكتب والإصدارات الأمازيغية (نموذج برنامج تاوسنا تامازيغت الذي تحول إلى برنامج “تيفاوين ف تمازيغت” للأستاذ محمد أكوناض، ونموذج “ؤرتان ن ؤسنفلول” للمتحدث نفسه). وتناول المتدخل مختلف أشكال حضور الأخبار ذات الصلة بالأدب الأمازيغي في الإذاعة التي يشتغل فيها سواء من خلال الأخبار الثقافية أو مواد الأجندة الثقافية أو البرامج الثقافية المتخصصة. وبين في هذا الإطار، انطلاقا من تجربته، مختلف المراحل التي يخضع لها إنتاج البرنامج الثقافي “أورتان ن ؤسنفلول” الذي يشرف على إعداده وتقديمه.

الجلسة العلمية الثانية للملتقى: (من تسيير الأستاذ محمد بسطام)

المتدخل الأول: ذ.الحسين بويعقوبي (جامعة ابن زهر وجمعية الجامعة الصيفية)

اختار المتدخل تحليل كل من كلمتي “الأدب” و”المؤسسة” ككلمات مفاتيح في المحور الدراسي للملتقى انطلاقا من مقاربة أنتروبولوجية. فإذا كان الأدب – حسب المتدخل- في الثقافة العربية مرتبطا بالجمال والخلق الحسن، فإنه مرتبط بالحرف والمكتوب في الثقافة الفرنسية، وهو ما قام الأمازيغ بإعادة إنتاجه أثناء اختيار كلمة للتعبير عن الأدب أي “تاسكلا” مع العلم أن الثقافة الأمازيغية فيما مضى يغلب على أدبها ما هو شفوي وتقليدي. وفي ارتباط بالمؤسسات، أشار المتحدث إلى وجود نوعين من المؤسسات: مؤسسات تقليدية (الأسرة، المسجد، القبلية) يرتباط بها الأدب الشفوي الأمازيغي كخدمة أو مرفق عمومي. ثم المؤسسات المعاصرة التي يتوجب أن تتوفر على أجوبة خاصة بالاهتمام بالأدب الأمازيغي في إطار مأسسة الأمازيغية (مدرسة، إعلام، وزارات، دور النشر…). كما توقف المتحدث عند مفهوم جديد يتعلق بالصناعة الثقافية وكذا صناعة الكتاب في اتصال بمحور الملتقى باستحضار مختلف سلاسل وحلقات الإنتاج الثقافي.

المتدخل الثاني: ذ.رشيد لعبدلاوي (المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية)

قدم المتدخل مداخلة تمحورت حول: “دور المؤسسات في تعزيز مكانة الأدب الأمازيغي: حالة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية”، وخلالها استعرض المتدخل جملة من العمليات والمهام التي تقوم بها مؤسسة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية خدمة للأدب الأمازيغي المكتوب سواء من خلال نصوصه المرجعية أو هياكله الأكاديمية أو اللقاءات العلمية التي ينظمها أو إصداراته أو الجائزة السنوية التي ينظمها أو من خلال دعمه للكتاب الأمازيغي وتكريمه للأدباء والمبدعين…

المتدخل الثالث: ذ. محمد أكوناض (رابطة تيرا)

أفرد المتحدث مداخلته للحديث عن تجربة رابطة تيرا للكتاب بالأمازيغية في مجال إنتاج الكتاب الأمازيغي وتطوير فعل الكتابة باللغة الأمازيغية وإغناء مختلف الأجناس الأدبية في هذه اللغة، مبرزا الحصيلة المتميزة للرابطة في هذا المجال. وتوقف المتحدث عند أبرز العمليات التي تقوم بها الرابطة كذلك من أجل ترويج الكتاب المؤلف بالأمازيغية سواء من خلال القيام بتكوينات متنوعة أو عقد ندوات أدبية وتوقيع إصدارات حديثة أو المشاركة في معارض على المستويين الجهوي والوطني. مداخلة أعقبها عرض شريط تعريفي بكل الإصدارات التي أصدرتها رابطة تيرا منذ تأسيسها إلى غاية الآن.

الجائزة السنوية للرابطة في الإبداع الأدبي:

تم خلال هذا الملتقى تتويج مختلف الفائزين في المسابقة الأدبية التي نظمتها الرابطة برسم السنة المنصرمة في جنسي الرواية والقصة القصيرة والتي عادت للمبدعين الشباب: عبد الله جنخر، ياسين مالك، علي أوبوبكر (في جنس القصة القصيرة) وحنان أوبوتو وجميلة إيريزي (في جنس الرواية).

اللقاء التكويني:

احتضن مقر جمعية إيليغ صبيحة الأحد 31 دجنبر 2017 فعاليات اللقاء التكويني السنوي الذي دأبت رابطة تيرا على تنظيمه لفائدة الكتاب والمبدعين المنخرطين حول موضوع الإملائية والخط الأمازيغيين تحت إشراف الأستاذ عياد ألحيان (جامعة ابن زهر).

اقرأ أيضا

الاتحاد الإقليمي لنقابات الناظور يعلن عن تنظيم أيام السينما العمالية

في إطار سعيه لتعزيز الوعي الثقافي وتسليط الضوء على قضايا العمال، أعلن الاتحاد الإقليمي لنقابات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *