نظمت جمعية “أصدقاء تفراوت” مساء الأحد 24 نونبر الجاري، بالمركب الثقافي أنفا بالدار البيضاء، ندوة تحت عنوان ” التنمية بسوس الرهانات والإكراها”، شارك في تأطيرها كل من الدكتور الحسن الرشدي، والأستاذة أمينة بن الشيخ، والأستاذ الحسين حريش، إضافة إلى الأستاذ مصطفى المانوزي.
وقالت مديرة جريدة العالم الأمازيغي، أمينة ابن الشيخ، إن الندوة تأتي في سياق تشخيص واقع التنمية بمنطقة سوس وكذا الإكراهات والرهانات التي تنظرنا و” كيف نستطيع أن نتقدم بالمنطقة ليس فقط في مجال التنمية المجالية عبر تعبيد الطرقات والبنيات التحتية..، وإنما كذلك من منطق تنمية الإنسان بالجهة”.
وأشارت رئيسة التجمع العالمي الأمازيغي- المغرب، إلى أن هناك طرق كثيرة يمكن سلكها لتنمية المنطقة، أبرزها تنمية الإنسان تعليميا وقيم وتربية و…، لأن تنمية الإنسان تقود مباشرة للتنمية المجالية، لأن الإنسان حينها يستطيع أن يضيف الشيء الكثير لتنمية جهة سوس عامة، ومدينته بصفة خاصة.
من جهته، قال النائب البرلماني، الحسين حريش إن الندوة تأتي في سياق ما بعد الخطاب الملكي الذي أشار فيه إلى الوضعية التي تعيشها منطقة سوس وإلى المكانة التي يجب أن تضطلع بها جهة سوس ماسة.
وأكد حريش وهو عضو مجلس جهة سوس ماسة، أن الندوة فرصة “لنتذكر جميعا ورش الجهوية المتقدمة واختصاصات الجهة من موقع النصوص القانونية ومن الممارسة كذلك، لأن بعد أربع سنوات من تنزيل الجهوية المتقدمة، صحيح تحققت أشياء كثيرة بالنظر إلى إمكانات، لكن اليوم كانت إشارة قوية في الخطاب الملكي إلى أن جهة سوس ماسة تحتاج إلى تدخل أعمق التأخر الكبير في جهة سوس ماسة سببها بالأساس ضعف الاستثمار العمومي”.
وأشار حريش إلى أن حصة جهة سوس من الاستثمار العمومي طوال العشرين سنة، ضعيفة جدا وترتيب الجهة متأخر جدا بالتالي لا “يمكن أن تلتحق بالجهات المتقدمة وبالأقطاب الجديدة ولا يمكن ذلك، لأن هناك تراكم التأخر والنقص والحاجات الأساسية من المشاريع والبنيات الأساسية”.
وأضاف النائب البرلماني أن “الجهة اليوم لم تتوفر على أي مشروع ضخم من الاستثمارات الأجنبية، وكل هذه الأسباب تجعلنا نتقاسم مع جلالة الملك نفس التشخيص، أي يجب إعادة الاعتبار للجهة، ويجب أن تتدخل الدولة بكامل مواردها وبكامل مقدرتها لتعزيز الاستثمار العمومي في الجهة وربط الجهة بباقي المناطق، وإعادة الاعتبار للجهة كوسط المغرب وليست جنوبه”.
بدوره قال الأستاذ، مصطفى المانوزي، إن الندوة تأتي في سياق التفكير في الإمكانية التي يمكن إعطائها لمدينة تافراوت وتشخيص الإكراهات ورهانات المستقبل، بـ”اعتبار أن اليوم يتم الحديث عن ما يسمى بـ”النموذج التنموي”، وهذه “الإستراتيجية يجب علينا الاشتغال عليها، بل كان من المفروض الاشتغال عليها منذ زمان”.
وذكر رئيس المركز المغربي للديمقراطية والأمن، بالخطاب الأخير للعاهل المغربي، والذي تحدث فيه عن إمكانية ربط الشمال بالجنوب. واعتبر المانوزي أن “هذا الجسر لي هو سوس الذي أسميه الأطلس الغير الغربي، فيه من الإمكانيات والطاقات الكثيرة، وحان الوقت الحديث عن التنمية في سوس وكذا الإكراهات والبدائل”.
وقال جواد الرامي عن جمعية “أصدقاء تفراوت” إن تنظيم الندوة يأتي في إطار المساهمة في إغناء النقاش التنموي بجهة سوس ماسة”.
وذكر الرامي بالنموذج التنموي الجديد الذي أعطى انطلاقته العاهل المغربي، مشيرا إلى أن الغاية من التفكير وتنظيم هذه الندوة هو أن “تكون منطقة سوس قاطرة لهذا النموذج التنموي”.