“الثقافة الأمازيغية والحركة النسائية” محور ندوة دولية بفاس

أكدت فاطمة صديقي؛ باحثة في المعهد الدولي للغات والثقافات بفاس، أن المرأة المغربية والأمازيغية تاريخيا كانوا في خطين متوازيين”، مضيفة أن ” المرأة و اللغة همشت في عهد الإستعمار ومابعد الاستقلال، والأن المرأة والأمازيغية في الواجهة والمجالات العامة ولازلت المرأة واللغة عنصرين مؤسسين للنقاش العام.”

وأوضحت صديقي في ندوة “الثقافة الأمازيغية والحركة النسائية” المنظمة ضمن فعاليات مهرجان فاس الدولي للثقافة الأمازيغية، أن” قصة المنظمات غير الحكومية النسائية والنضال من أجل الديمقراطية في شمال أفريقيا تعد قصة مثيرة للإهتمام ويعود أصلها إلى بدايات القرن العشرين وقد شكلت مطالب المرأة ذات الطابع القانوني والسياسي”.

وأشارت الباحثة في مداخلة لها بعنوان “المنظمات غير الحكومية النسائية والنضال من أجل الديمقراطية في شمال أفريقيا “، إلى أن “مكاسب المنظمات غير الحكومية النسائية توجت بفتح المجال العام للسلطة في المناقشات وإضفاء الطابع المؤسسي على المساواة بين الجنسين في الدستور والمزيد من حرية التعبير”، مبرزة أن “طبيعة هذه المطالب تجعلها مرتبطة بشكل مباشر بعملية التحول الديمقراطي التي بدأت في شمال أفريقيا منذ التسعينيات”.

وأضافت أن المنظمات النسائية “حققت نجاحا ملحوظا على جبهات التفاوض بشأن السلطة ووضع الاستراتيجيات مع كل من المجتمع وصانعي القرار”؛ وعلى الرغم من ارتفاع نسب الأمية والفقر لدى النساء فإن “المنظمات غير الحكومية النسائية في شمال أفريقيا ساعدت في وصول النساء وبلدان شمال أفريقيا وقيادتها”،

وأشارت صديقي إلى أن “المنظمات غير الحكومية النسائية تخشى من الأسلمة الاخيرة للمنطقة فقدان الحقوق التي تم الحصول عليها بمشقة الأنفس ولنضال من أجل الحفاظ على هذه الحقوق”.

من جانبها، تناولت عزيزة أوكير؛ عن الرابطة الدولية للنوع والدين، موضوع “المرأة الأمازيغية الوالية الصالحة والصوفية.. فاعلات الأمن الروحي” ركزت من خلالها على “الواليات الصالحات الأمازيغيات والصوفيات وبناؤهن لشخصيات قوية تشجعهن على أن يصبحن عناصر أمن. على الرغم من حقيقة أن هؤلاء الأمازيغيات أثرن على مجتمعاتهن وتميزن بإرثهن الذي لا يعرفه إلا القليل”.

وقالت أوكير في معرض مداخلتها “نادرا ما يدرس علماء الإجتماع رؤتهن للقداسة وآثارها”؛ مبرزة أن “النساء الأمازيغيات اللواتي يعملن مع المسار الصوفي تجاوزن مراحله وحققن القداسة التي أوصلتهن للقيادة والسلطة كونهن عناصر الأمن”.

من جهتها؛ تناولت أنزا بالامارا عن جامعة فرنسوا رابولي تور بفرنسا، موضوع “وضعية المرأة في تونس: عرض رواية سيسيل أم هاني؛ “رائحة الحناء”، معتبرة أن أن “الشاعرة والروائية الفرنسية البريطانية سيسيل أمهاني تولي أهمية خاصة لحوار الثقافات”. مشيرة إلى أن “سيسيل أمهاني وهي زوجة رجل تونسي، عاشت لفترة طويلة في تونس تشعر بقلق بالغ إزاء مستقبل الديمقراطية في شمال أفريقيا “. وتعالج عبر روايتها تقول أنزا “رائحة الحناء” مشكلة تحرر الأنثى والمعضلة الصعبة بين الرغبة في المعرفة وأهمية التقاليد. كما “تظهر المؤلفة بحساسية كبيرة وبدقة الرحلة المؤلمة لهذه الشابة التي تقودها إلى الحرية. ورواية رائحة الحناء ظهرت في عام 1999 وأعيد إصدارها عام 2012”.

جون ماري سيمون، وهو كاتب فرنسي، تناول هو الأخر موضوع “ماريريدا نايت عتيق، إمرة حرة”؛ واعتمد في مداخلته على بعض الاقتباسات من قصائدها لإبراز وجهة نظرها حول وضع المرأة الأمازيغية قديما واستقلالها الذي يكمن في غنائها بصوت تقلد فيه الرجل في بعض القصائد”. يقول جون ماري

ويضيف “كانت متعددة المواهب وحرة في أعمالها كما في قصائدها الشعرية؛ “ماريريدا نايت عتيق” شاعرة أمازيغية من تساوت إمرأة؛ متمردة تمارس حريتها النسوية القادرة على الغناء بصوت خشن وناعم في نفس الوقت وإلقاء أغانيها في السوق قبل أن تختفي دون ترك أي أثر”.

” إنها شخصية أساسية للمرأة الأفريقية الأمازيغية. لكنها غير معروفة بما فيه الكفاية انا متاثر وملهم بتمردها تلهم لي شخص يهتم بالدفاع عن حرية التعبير وحرية العيش بحرية”. يقول الكاتب الفرنسي في مداخلته

فيما تناول محمد الطايفي عن “معهد فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية” موضوع ”
الديمقراطية وازدهار الشعر والثقافة الأمازيغية عبر الإنترنيت”.

وقال الطايفي، إن “الفن الأمازيغي لا يعرف حدودا”، “هنا في الولايات المتحدة الأمريكية تمكنت من معرفة العشرات من الشعراء والمغنين، واكتشفت أن الأمازيغ موجودون في كل مكان وأن لغتنا وثقافتنا تواصلان العيش بكرامة كما تفرضان وجودهما يوما بعد يوم”.

وأضاف:” لا يمكننا الاستماع إلى الأغاني الجميلة لرويشة او أغاني شريفة او تامهاوشت دون ان تكون صورتهم أمامنا”.

وأكد أن “ازدهار الشعر والثقافة الأمازيغية يبين أنه على الرغم من إرادة الزعماء في التخلص منها بالكامل. إلا أنهم لم يتمكنوا من القيام بذلك. لأن الإنترنيت لا يعرف العرق أو الدين،
يجب أن نكون متفائلين بشأن مستقبل شعرنا وثقافتنا”.

فاس/ العالم الأمازيغي: منتصر إثري

شاهد أيضاً

أكادير تحتضن الملتقى الأول لتجار المواد الغذائية

تحتضن مدينة أكادير من 24 الى 26 يوليوز الجاري الملتقى الأول لجمعية تمونت لتجار المواد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *