أوصى المشاركون في اليوم الدراسي حول الأدب الأمازيغي، المنظم من قبل المحافظة السامية للأمازيغية، تزامنا مع تواصل الصالون الدولي الـ23 للكتاب بالجزائر، بتأسيس جائزة سنوية توجه لأحسن منتوج أدبي أمازيغي على اختلاف أنواعه.
ودعا المشاركون في اللقاء، أمس بـ”دار الجزائر” بقصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة، حسب “المساء الجزائرية” إلى تشجيع العمل الميداني لجمع كل التراث غير المادي وتدوينه، فضلا عن حث المركز الوطني للكتاب لتكثيف الملتقيات التكوينية، لاسيما مع الناشرين بالأمازيغية وكذا دعم الترجمة.
كما اقترح المتدخلون، حسب ذات المصدر، مواصلة توجيه الدولة لمؤسساتها لدعم النشر الأمازيغي، على غرار ديوان المطبوعات الجامعية والمؤسسة الوطنية للاتصال النشر والإشهار والمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية. وتحدث هؤلاء عن ضرورة التكتل تحت لواء نقابي أو تأسيس جمعية خاصة بالناشرين باللغة الأمازيغية.
وقال سي الهاشمي عصاد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية أن اللقاء هدفه رصد مشاكل الكتاب الأمازيغي وتوزيعه وإشكال المتغيرات اللغوية، مؤكدا التزام المحافظة بتنفيذ توصيات اللقاء والعمل على تمريرها إلى دور النشر التابعة للدولة وكذا إلى دور النشر الخاصة التي تريد أن تبادر بنشر الكتاب الأمازيغي.
وأضاف المتحدث أن نشر الكتاب الأمازيغي يعتبر «مغامرة»، حيث يخشى أن تخصص له ميزانية ثم لا أحد يشتريه، وذلك من منطلق استمرار الذهنية السائدة التي تعتبر الكتب الأمازيغية «تهدى ولا تباع»، موضحا في سياق متصل بأن المحافظة السامية للأمازيغية ارتأت أن يكون الكتاب الأمازيغي بمقابل مالي وأن القراءة تتوسع أكثر في مكتبات المطالعة العمومية، ذلك أن وزارة الثقافة عممت تجربة فتح فضاءات للكتاب الجزائري «ومن الضروري بالتالي فتح مثل هذه الفضاءات للأدب الأمازيغي».
وأشار السيد عصاد ، حسب المساء دائما، إلى أن اليوم الدراسي المنظم أمس يندرج ضمن إطار خريطة الطريقة الجديدة لمحافظة السامية للأمازيغية في تشجيع الإبداع باللغة الأمازيغية بكل متغيراتها اللغوية، وخاصة البرنامج الجديد 2019 الذي يندرج في سياق ترقية مكانة اللغة الأمازيغية وفقما جاء في دستور 2016، ووفقا أكد عليه الوزير الأول أحمد أويحيى في افتتاح صالون الكتاب، حيث دعا إلى تمكين الكتاب الأمازيغي من التواجد على مستوى شبكة التوزيع والبيع على مستوى التراب الوطني من خلال تحفيز دور النشر المتخصصة في الكتاب الأمازيغي وتوسيع القراءة باللغة الأمازيغية. ويشكل هذا الهدف حسب المتحدث تحديا، لا يمكن إنجازه، حسبه، إلا بإشراك الفاعلين وهم دور النشر، الكتاب والنقاد، مجددا في هذا الصدد إلتزام المحافظة السامية للأمازيغية بتنظيم ورشة الترجمة والكتابة باللغة الأمازيغية في أواخر السنة الجارية بولاية أدرار، استعدادا للبرنامج الجديد 2019 مع تسجيل حضور مميز للمحافظة السامية من خلال إصدارات جديدة ذات نوعية، كما ذكر الامين العام للمحافظة بتنسيق هيئته مع محافظة الصالون الدولي للكتاب، حتى يتم اختيار بعض العناوين بإشراك الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، مشيرا إلى أن هيئته ستقوم بمرافقة هذا المشروع بتنظيم ورشات متتالية إلى غاية إصدار الكتاب باللغة الأمازيغية.
من جهته، أعطى الناشر والكاتب إبراهيم تزاغارت، على هامش اليوم الدراسي، حوصلة النشر والكتابة بالأمازيغية، حيث اعتبر من الضروري رد الجميل للناشرين الخواص الذي نشروا كتبا بالأمازيغية مقابل مجهودات جبارة.
كما ذكر المتحدث باقتراحه إنشاء صندوق لدعم الكتاب والإبداع الأمازيغي، وذلك من منطلق أن «لكل وضعية استثنائية لها حل استثنائي»، داعيا في هذا الإطار السلطات العمومية إلى توفير كل الإمكانيات لدعم ترقية اللغة الامازيغية التي تمثل حسبه، «اللحمة الوطنية كونها حاملة للذاكرة الجماعية». تورد المساء الجزائرية.