بددت الحكومة الجديدة بالجزائر و المسؤولين بمختلف القطاعات كل الشكوك التي تتحدث عن القطيعة مع الهوية الجزائرية من خلال الاحتفال بيناير، بعد الاعتراف به من قبل الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة سنة 2018، وهو اليوم الذي يصادف الـ12 من شهر يناير، بعد رواج عدة إشاعات تؤكد تخلي السلطات عن الاحتفال بهذه المناسبة.
البداية حسب جريدة “المحور اليومي الجزائرية” كانت مع معالم العاصمة التي سرعان ما حملت ألوان العلم الأمازيغي منذ الجمعة الماضية، على غرار ساحة البريد المركزي وكذا مقام الشهيد، لتمتد الأسبوع القادم أيضا لتشمل المقرات والمديريات والولايات وكذا المؤسسات التربوية، من أجل الاحتفال برأس السنة الأمازيغية بطريقة رسمية، بعد مرور سنتين عن الاعتراف به على أنه عيد وطني ويوم مدفوع الأجر للجزائريين، حيث تستعد هذه الأخيرة من أجل التحضير لمناسبة رأس السنة الأمازيغية كباقي المناسبات والأعياد الدينية والوطنية، حفاظا على هويتهم الأمازيغية.
وكانت ولاية الجزائر العاصمة ـ حسب ذات المصدر ـ سباقة في ذلك من خلال فعاليات الاحتفالية الموسومة بـ «يناير أصالة وتراث»، التي احتضنها المركز الثقافي «عيسى مسعودي» ببلدية حسين داي، والمنظّمة من طرف المجلس الشعبي الولائي بالتنسيق مع جمعية «مزغنة شأن وهمة»، حيث قام والي العاصمة عبد الخالق صيودة رفقة رئيس المجلس الشعبي الولائي وكذا مدير الثقافة لولاية الجزائر بزيارة معرض للصناعات والحرف التقليدية أُقيم بهذه المناسبة، ويمتد من 05 إلى 12 يناير الجاري.
وضمّ هذا المعرض أروقة عرض لعدة حرفيين قادمين من ولاية الجزائر ومن عدة ولايات أخرى على غرار تيزي وزو، بومرداس، تيبازة، البليدة، الوادي، الجلفة، المسيلة، باتنة وعنابة، عارضين جودة ما صنعت أناملهم من منتجات الحرف اليدوية، الخياطة والطرز التقليدي، المأكولات الشعبية وكلّ ما يزخر به التراث المادي الجزائري وما يمتاز به من ثراء وتنوّع ذي صلة بالاحتفال بـ «يناير» رأس السنة الأمازيغية.
يذكر أنّ ترسيم “يناير” كعيد وطني من طرف الدولة الجزائرية يعتبر تثبيتا للجذور وتكريسا للأصالة وتعميقا للانتماء وإثراءً للتنوّع في إطار الوحدة المقدّسة وتقوية لوشائج اللّحمة الوطنية.