صدر عن المركز الوطني البيداغوجي واللغوي لتعليم تمازيغت، مؤخّرا، العدد 11 من المجلة العلمية السنوية “تمسال ن تمازيغت” تحت عنوان “الإبداع المعجمي في تمازيغت، الصعوبات النظرية والتطبيقية”، وتضمّنت ـ حسب المساء الجزائرية ـ عديد المقالات والأبحاث التي تتناول جوانب متعدّدة من شؤون الأمازيغية، علما أنّ كلّ أعداد وإصدارات المجلة متاحة للاطلاع والتحميل على الموقع الرسمي للمركز وعلى منصة المجلات العلمية الجزائرية.
يشرف على التحرير والعرض التقديمي البروفيسور عبد الرزاق دوراري، الذي كتب مقالا افتتاحيا من ضمن ما جاء فيه أنّه “لا تنجح المصطلحات الجديدة دائمًا، لأنّ القدرة على أن يفهمها المتحدّثون والمستخدمون المحتملون، في وخارج السياق، أمر أساسي، وهذا ما يعتمد في الواقع معجمتها ودخولها في قواميس اللغة، بما في ذلك قدرتها على إنتاج المشتقات، وإقامة العلاقات النحوية والدلالية بطلاقة مع بقية معجم اللغة حاسم بنفس القدر”، ويكتب أيضا “هذا العدد يستأنف، إنه تقليدنا، تحليل نقدي لعملية التجديد التي تتم تحت علامة “الاستعجال” ودوافع مناضل أكثر منه بروح علمية، اللغة الأمازيغية، تُفهم هنا على أنها “اسم عام لمجموعة من التنوعات اللغوية، ذات الصلة وأحيانا متمايزة للغاية، شهدت تقدّما كبيرا لتعديل وضعها، ولا تزال تعاني من عجز فجوات معجمية مهمة، لأنّها لم يتم توحيدها بعد.”
من بين المواضيع الأخرى المنشورة هناك “علم الأعصاب في الأمازيغية، من عدم وجود مصدر مشترك إلى تباعد الخلق المعجمي” لتكفاريناس نايت شعبان و مليكة صبري، ومن ضمن ما جاء فيه “أنّ الخلق المعجمي هو ضرورة لضمان استمرارية اللغات وتطوّرها، لأنّه لا يمكن تحقيق هذا الهدف على أساس ما هو موجود من مصطلحات وكلمات، وبالتالي اعتماد الكلمات الجديدة عن طريق الاستخدام، مع مراعاة أن لا تكون بعيدة عن اللغة الأمازيغية أي المصدر”. من المواضيع هناك “الألفاظ المستحدثة في نصوص الكتب المدرسية من الجيل الثاني لمتوسط السنة الثانية والثالثة لمليكة صبري وتنهينان دهليز، ومما جاء فيها أنّ “إدخال اللغة الأمازيغية في نظام التعليم الجزائري عام 1995 صنعت من دون ترتيب مسبق ومن دون دليل ولا برنامج، وذلك خلال السنوات الأولى، لم يكن للمعلمين أيّ دعم ممثلا في دليل ومرجع لإبلاغ ممارسة تعليم هذه اللغة، لقد استخدموا وما زالوا يستخدمون القواميس المختلفة والمصنّفات التي تحتوي على مصطلحات القواعد النحوية، ولسدّ هذه الفجوة، تمّ توفير الكتب المدرسية والمعلمين والوسائل التعليمية الأساسية للتدريب بشكل عام من أجل تغطية المصطلحات المدرسية”.
هناك أيضا موضوع عن “الألفاظ الجديدة في النصوص المترجمة في كتب اللغة الأمازيغية، ضرورة أم قيد؟ لإبراهيم يد أويحيى ومليكة صبري، و”تأثير علم الحديث على التركيب النحوي والتنظيم النصي للنصوص المترجمة في الخطاب الروائي في منطقة القبائل، المنهج النصي، حالة رواية تزقروت (ترجمة معبر محمد معمري)” لكهينة حيرش ، وكذا “تأثير الكلمات الجديدة في الأمازيغية على المتحدثين الأصليين” لعبد الناصر قويدجيبة، و”استخدام المصطلحات الجديدة في الإنتاجات المكتوبة باللغة الأمازيغية لمتعلمي المستوى الثاني في الجزائر” لسالمي تسعديت، وغيرها من المواضيع الهامة ذات الصبغة العلمية الأكاديمية.