برمج المسرح الجهوي “كاتب ياسين” لولاية تيزي وزو، عرض مسرحية باللغة الأمازيغية “ريح الحرور”، عن نص الكاتب الراحل مولود معمري وإخراج أحمد بن عيسى، قام بترجمتها واقتباسها إلى اللغة الأمازيغية رابح بوستة ونورالدين آيت سليمان، يوم السبت المقبل، تزامنا مع إحياء الذكرى الثانية والثلاثين لرحيل الأنتروبولوجي مولود معمري، حسب ما أوردته “المساء الجزائرية”.
واستأنف المسرح الجهوي “كاتب ياسين” لتيزي وزو، مؤخرا، عمله، بعد تعليق نشاطه منذ انتشار الفيروس العالمي “كوفيد 19″، حيث تم بعد قرابة السنة، إعادة فتح أبواب المسرح للجمهور، بتقديم عرض مسرحي يوم السبت الماضي، يحمل عنوان “سين نني”، عن نص للمسرحي الراحل موحيا، فيما قررت الإدارة إحياء الذكرى الـ32 لرحيل الكاتب الأنتربولوجي مولود معمري، ببرمجة عرض مسرحية “ريح الحرور”.
والذكرى ـ وفق ذات المصدر ـ ستكون فرصة للغوص في فكر وإنتاجات الكاتب معمري الأدبية، وإطلاع الجيل الناشئ على أعمال ومسيرة ابن توريرث ميمون، من خلال العرض المسرحي “ريح الحرور”، الذي يترجم نظرة معمري عام 1957، وهي السنة التي كتب فيها النص، ثم اقتبسه، وترجمه إلى أربعة مقاطع، بتسع وعشرين مشهدا تراجيديا، وهي شهادة معمري عن الجزائر خلال حرب التحرير، حيث استعمل الكاتب حشدا من الأشخاص بثقافات عديدة، كما كشف حيل المستعمر الفرنسي للإيقاع بالمناضل القائد الكبير عبان رمضان وأرمادة من المناضلين الجزائريين، قصد إحباط مخططاتهم، وركز الكاتب على الشخصية الرئيسية طارق، وعلى الدور الكبير للمناضلين الشباب خلال حرب التحرير، عبر ثلاثة أحداث هامة في التاريخ، وهي انخراط طارق في النضال، ثم توقيفه، وتنفيذ حكم الإعدام في حقه، حيث استنكر معمري في نصه، فضائع الاستعمار والحرب.
للتذكير، أنتج المسرح الجهوي “كاتب ياسين” مسرحية “ريح الحرور” باللغة الفرنسية، بمناسبة الذكرى الـ28 لرحيل الكاتب مولود معمري، وأخرجها إلياس مقراب مع فرقة “نوبا” لجامعة “مولود معمري” بتيزي وزو، ولقيت نجاحا وترحيبا من طرف الجمهور وعشاق المسرح، ليتم ترجمتها للأمازيغية فيما بعد، مما يسمح بتقوية الثقافة، على اعتبار أن المسرح عمود ترتكز عليه الثقافة، فمولود معمري الذي أنجبته قرية توريرث ميمون بآث يني في 28 ديسمبر 1917، خلف مؤلفات وعدة روايات، تعتر مرجعا للسينمائيين، مثل “الأفيون والعصا”، ومؤلفات أخرى لا تقل أهمية، تضاف إليها روايات ترجمت لعدة لغات، وظل الإنتاج الفكري والأدبي لمعمري متواصلا، إلى غاية وقوعه ضحية حادث بتاريخ 26 فيفري 1986 في ولاية عين الدفلى، لكن ورغم رحيله، لا زال اسمه متداولا ومؤلفاته مدرسة، تربت عليها أجيال، ولا زالت تنمي روح الإنتاج الفكري وخدمة الثقافة والأدب الجزائري.