دعا مشاركون في الاحتفالات المزدوجة باليوم الدولي للغة الأم وأسبوع اللغات الإفريقية ببلدية إقلي (75 كلم شمال ولاية بني عباس)، الجزائر، يوم الخميس إلى التعميم التدريجي لتعليم اللغة الأمازيغية عبر المؤسسات التربوية بهذه الولاية.
واقترحوا في ذات الشأن، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية، تعميم تعليم هذه اللغة الوطنية من خلال وضع مخطط سنوي بإشراف مديرية التربية بالولاية، سيما على مستوى مؤسسات التعليم الابتدائي.
وأوصى المشاركون أيضا في ختام هذه التظاهرات التي نظمتها المحافظة السامية للأمازيغية بمساهمة ودعم ولاية بني عباس، بإعطاء الأولوية للمنطوق المحلي ” تبلديت” أو “تشلحيت” في البرنامج الوطني للبحث.
ومن أجل بلوغ هذا المسعى، فإن المحافظة السامية للأمازيغية ينتظر منها توفير الشروط التقنية والبشرية لإعداد ونشر أول قاموس مخصص لهذا المتغير الأمازيغي، كما تم شرحه.
كما تمت الدعوة أيضا إلى إدراج “تشلحيت” في البرامج الإذاعية والتلفزيونية من خلال تكريس حجم ساعي لحصص إذاعية تبثها إذاعة ” الساورة” بهذا المتغير الأمازيغي، وأيضا بث أخبار بذات المتغير عبر أمواج القناة الرابعة للتلفزيون الوطني.
وأكدوا في هذا الصدد أن هذا التوجه سيشكل مرحلة في مسار مشروع استحداث محطة إذاعية عمومية ومحلية بولاية بني عباس.
وقدمت أيضا عدة توصيات تتعلق بتأطير ومرافقة الجمعيات الثقافية والفنية المحلية الناشطة في ميادين المحافظة وحماية التراث المادي واللامادي لمنطقة بني عباس، وتشجيع برامج التوأمة الجمعوية مع ولايات أخرى بالوطن.
وحث المشاركون في هذه الفعاليات الثقافية من باحثين وجامعيين ومؤرخين على تشجيع الطاقات الشبانية المحلية في شتى مجالات الإبداع الثقافي والفني من خلال نسخ التراث الثقافي وحماية الملكية الفكرية والمشاركة في مختلف التظاهرات الوطنية.
وأوضح الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، الهاشمي عصاد، أثناء تدخله في اختتام هذه التظاهرات أن “التوصيات تشكل وثيقة عمل للمحافظة التي لن تدخر أي جهد للمساهمة في تجسيدها بهدف ترقية اللغة الأمازيغية والمحافظة على التراث الثقافي للوطن”.
وشهدت هذه الاحتفالات المزدوجة باليوم الدولي للغة الأم وأسبوع اللغات الإفريقية (21-24 فبراير) التي نظمت ولأول مرة بولاية فتية بالجنوب الغربي للبلاد، مشاركة أكثر من 150 شخصا من ضمنهم ممثلو هيئات عمومية وجمعيات وباحثين وجامعيين .
وتميزت بتنشيط عديد الفقرات الثقافية المتنوعة من بينها سلسلة من الندوات حول اللغة الأم ومعارض الكتاب وأعمال الصناعة التقليدية الفنية.