الجزائر تعد لتصنيف 13 هرما من أهرامات الأمازيغ كتراث عالمي

unnamed

قال وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي إن وزارته تعدّ ملفا علميا لطلب تصنيف أكثر من 13 هرما بولاية تيارت تشبه أهرامات الجيزة بمصر.

وكتب الوزير ميهوبي على صفحته في فايسبوك “يجهل كثير من الناس وجود أهرامات بالجزائر، نعم هناك أكثر من ثلاثة عشر (13) هرما رباعي القاعدة دائري القمة، يطلق عليها الأجدار (لجدار)، وهي تشبه قليلا ضريحي كليوباترا سيليني وإيمدغاسن (باتنة) وتمت بعض البحوث بأهرامات لجدار، إذ تبيّن أنها أضرحة جنائزية تعود إلى القرن الخامس الميلادي، وطبيعتها كأسرة لا تختلف عن أهرامات الجيزة.. وهي لا تبعد عن مدينة تيارت بأكثر من عشرين كلم.. وتعمل وزارةً الثقافة على إعداد ملف علمي بقصد طلب تصنيفها كتراث عالمي”.

وتمثل “لجدار”  قبورا للملوك الأمازيغ وعمرها يقدر بنحو 58 قرنا، أي أنها بنيت في حدود القرنين الرابع والسابع من ميلاد المسيح.

وسبق لعدد من الباحثين والناشطين الجزائريين أن نددوا بالإهمال والتعتيم على الأهرامات الأمازيغية بالجزائرية وحسب ما يقوله المختصون فإن هناك قرية كاملة تحت المنطقة المحيطة بالأهرامات.

وفي هذا السياق كشف الكاتب والباحث “بشير صحراوي” عن أن مائة هرم جزائري لا تزال مرتكنة في الظلّ، ويعزو صحراوي عدم اشتهار هذه الأهرامات الجزائرية على منوال نظيراتها المصرية، إلى ما يسميه “تعتيم قوى خفية“.

الباحث الجزائري وفي حوار سابق مطوّل خصّ به جريدة “الشروق أون لاين” منتصف السنة الماضية، نوه لكون أهرامات الجزائر تعد الأقوى في العالم فيما يخص نقل الطاقة، بيد أنّه استغرب الإهمال الذي يفتك بهذا الموروث، وما يسميهانفراد البعض بهذه الأسرار“.

ووفق ذات المتحدث فهناك أهرامات كثيرة متوزعة على طول الجزائر، وهي أهرامات خارقة للعادة، من منطقتي تيبازة وباتنة، وصولا إلى الهرمين الموجودين بوادي التافنة في تلمسان، فضلا عن 13 هرما بضاحية فرندة التابعة لولاية تيارت، ولو أحصيت جميع أهرامات الجزائر، لتوصّلنا إلى كونها تفوق المائة على حد تعبير الباحث الجزائري.

وتاريخيا، فالمسألة حسب “بشير صحراوي” تمتد إلى عصور ما قبل المسيح وتعود إلى فترة الممالك الأمازيغية بمنطقة الغرب الجزائري حيث ساد ملوك أمازيغ على رأس إمارات متناثرة هنا وهناك، ومن آثار ومعالم هؤلاء الملوك الأمازيغ، أهرامات الجدار العجيبة التي تخفي أسرار ورموز كثيرة لم يتوصل بعد الباحثون والمنقبون الجزائريون والأجانب إلى تبيانها وحل أسرارها وألغازها.

هذا ويجمع الباحثون على تواجد ثلاثة عشر هرما مسماة “الجدار” في الغرب الجزائري وهي تبدو كآثار جنائزية وأضرحة لملوك عظماء حكموا الممالك الأمازيغية قبل تأسيس نوميديا من طرف ماسينيسا، وهناك أهرامات أخرى مشابهة للأهرامات، موضوع هذا الخبر، كالهرم النوميدي “إمدغاسن” الموجود ببلدية بوميا التابعة لولاية باتنة والذي يعود بناءه إلى القرن الثالث قبل الميلاد، وكذلك الهرم الضريح للملك الموريتاني النوميدي الموجود ببلدية سيدي راشد التابعة لولاية تيبازة، وضريح “سيڨا” بجبل السخنة في وادي التافنة للملك النوميدي “سيفاكس”، وضريح بورغو” النوميدي المسمى صخرة “الهنشير بورغو” في القرن الرابع قبل الميلاد، وهناك كذلك ضريح “تين هينان” ملكة شعب الطوارق الأصيل بمنطقة أباليسا في الهوقار بولاية تمنراست، والموجود على علو 850 متر والذي شيد منذ خمسة قرون قبل الميلاد.

يشار إلى أن بقاء أهرامات الجزائر الأمازيغية طي الكتمان دفع في أكثر من مرة بالباحثين والنشطاء الجزائريين إلى إتهام السلطات بتعمد ذلك، خاصة وأن الأمر يتعلق بمآثر تاريخية تعود لفترة الممالك الأمازيغية في بلد لا زالت فيه الأمازيغية تدخل ضمن نطاق المحظور رسميا ويعتقل بسبب النضال من أجلها النشطاء المدنيون كما هو حال العشرات من المعتقلين في منطقة وادي مزاب حاليا، وقبلهم بمنطقة القبايل التي شهدت عبر فترات مختلفة صدامات قوية بين السلطات والمواطنين بسبب سياسة التمييز ضد الأمازيغ.

أمدال بريس/ Said Elferouah

 

اقرأ أيضا

“المشاركة المغربية في حرب تحرير الجزائر” محور مائدة مستديرة بالناظور

بمناسبة تخليد الذكرى 69 لعيد الاستقلال المغرب ومرور 70 سنة على اندلاع حرب التحرير الجزائرية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *