اعتبر الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية بالجزائر، الهاشمي عصاد أن تنظيم الملتقى الدولي بعنوان “مقاومة المرأة في شمال إفريقيا، من التاريخ القديم إلى القرن التاسع عشر” فرصة لإماطة اللثام على مختلف الأحداث والمحطات التاريخية التي عرفتها منطقة شمال إفريقيا قديما.
وأكد ذات المسؤول في كلمته بمناسبة افتتاح فعاليات هذا الملتقى الدولي بقاعة المحاضرات بمقر الولاية ـ حسب وكالة الأنباء الجزائرية ـ أن تنظيم هذه الفعالية ذات البعد الأكاديمي والعلمي تعد “فرصة هامة لاستحضار الأشواط التاريخية الضاربة في عمق التاريخ لترسيخ الشعور بالانتماء لحضارة عريقة قدمت الكثير للإنسانية”.
وأبرز الهاشمي عصاد أهمية تكثيف وتوحيد وتضافر جهود جميع الهيئات والقطاعات ذات الصلة لحماية هذا الموروث الثقافي الثري والمتنوع والتعريف به باعتباره “مرجعية و رصيد مشترك يفتخر به كل مواطن جزائري.”
و قال في هذا السياق:”حان الوقت لتأسيس رؤية جديدة تتجاوز التأريخ التقليدي من خلال استحضار المحطات التاريخية الهامة التي ميزت تاريخ أسلافنا” بهدف الاستفادة منها وأخذ العبر لبناء حاضر صحيح ومستقبل قوي حسب تعبيره.
من جهته ـ حسب الوكالة الرسمية ـ استذكر والي تبسة مولاتي عطالله التضحيات الجسام التي قدمتها المرأة عبر مختلف الفترات الزمنية و إسهاماتها في بناء مجتمع متين وموحد معرجا على الملكة ديهيا التي قادت عدة معارك ضد الرومان الملكة تينهينان الأم الروحية للتوارق و الملكة مروى التي شيدت الأهرامات السودانية تخليدا لروحها والشهيدة التبسية العذراء بن جدة مهنية التي استشهدت وهي تدافع عن شرفها.
بدوره أكد رئيس جمعية “تيفاستيس” للهوية والثقافة الأمازيغية صالح بريكة التي تشترك في تنظيم هذه التظاهرة مع المحافظة السامية للأمازيغية أن تنظيم هذه الفعالية العلمية والأكاديمية الدولية بولاية تبسة يعد “فرصة للخوض في مواضيع هامة محل دراسات وبحوث للمساهمة في تأسيس الهوية الأمازيغية ونشرها وتوريثها للأجيال القادمة”.
وفي ذات السياق، ثمن الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية دور الإعلام المكتوب والمسموع والمرئي من خلال ضمان تغطية موضوعية لمثل هذه الملتقيات العلمية والأكاديمية ومرافقة نشاطات المحافظة كاشفا عن تنظيم دورة تكوينية لفائدة الصحفيين بكل من وكالة الانباء الجزائرية والإذاعة الوطنية والتلفزيون الجزائري وعدد من الجرائد “قريبا”.
وأبرز عصاد خلال ندوة صحفية انعقدت في أعقاب الملتقى الدولي:”مقاومة المرأة في شمال إفريقيا، بين التاريخ القديم والقرن التاسع عشر الميلادي”، أهمية تكثيف الجهود من أجل إعداد قاموس مصغر للمصطلحات الأمازيغية المتعارف والمتفق عليها خاصة في ظل وجود 13 متغير لغوي يمكن الاعتماد عليه كمرجع موثوق ورئيسي لهذا الغرض.
وجدد ذات المسؤول دعم ومرافقة المحافظة السامية للأمازيغية لمختلف النشاطات الثقافية والعلمية على الصعيد الوطني التي تهدف إلى تعزيز وجود وترسيخ الثقافة والهوية الأمازيغية بالتعاون مع 914 جمعية ولائية ثقافية تنشط في هذا المجال.
للإشارة، فقد افتتحت اليوم فعاليات الملتقى الدولي حول “مقاومة المرأة في منطقة شمال إفريقيا، من التاريخ القديم إلى القرن التاسع عشر” بحضور 250 مشاركا قدموا من جامعات ومراكز البحوث الوطنية وآخرين من دول أجنبية من بينها فرنسا واليونان و إسبانبا والسودان وتونس.
وتضمن برنامج هذا الملتقى الذي يدوم ثلاثة أيام إلقاء 29 محاضرة وذلك خلال 6 جلسات علمية تتخللها مناقشات حول الدور الهام الذي أدته المرأة في النزاعات المسلحة والحروب عبر التاريخ إضافة إلى تنظيم عدة معارض للكتاب والزي التقليدي وجولات سياحية إلى مختلف المواقع الأثرية بالولاية.
للتذكير فقد اختتمت بعد ظهر الاثنين فعاليات الملتقى الدولي:”مقاومة المرأة في شمال إفريقيا، بين التاريخ القديم والقرن التاسع عشر الميلادي” الذي دام 3 أيام بقاعة المحاضرات لمقر الولاية من تنظيم المحافظة السامية للأمازيغية بالتنسيق مع ولاية تبسة وجمعية “تيفاستيس” المحلية للهوية والثقافة الأمازيغية.