الجماعات الإسلامية.. العلمانية: جدل التأويل وسوء الفهم

بقلم: عبدو إفغر

ما نسيه الإسلاميون في أوقات إصدراهم فتاوى القتل على العلماني والمرتد واليهودي واللاديني أنهم لم يستطيعوا أن يصدروا الفتوى في حق ذلك الإسلامي الذي يتقاضى جل أوقاته بين داره وعقر المسجد وهو جائع ونائم على الرصيف.

فلتحيا الإنسانية ويحيا الضمير في زمن التنميط والتعاطي مع الإنسانية بمنظار الثنائية، المسلم/الزنديق، فالضمير هو المفهوم الوحيد الذي ينظر للإنسان بمنظار التقدير والاحترام ويتجاوز البعد الشخصي الذي يربط أي شخص بالله فالدين هو ارتباط جدلي بين الإنسان والله وبسؤال فلسفي هو الارتباط الجدلي بين “on” بتعبير” هايذيغر” والأخر بتعبير “سارتر “،وها نحن اليوم اقتنعنا وأمن بأن الوطن للجميع ولست مجبرا أن تكن مسيحيا كي تكن صديقا لي ولست مجبرا أن أقنعي ذاتي والمسلمين بأنك مسلم كي تتأقلم معنا وتنسجم معنا في حدود الشرع، فالذين لله والوطن لنا جميعا ،فهدا هو جوهر العلمانية أن تعطي لذي حق حقه وتجابه الجماعات الإرهابية والسلفية التي تقوم بسفك الدماء باسم الله ،فالله خلقنا بشرا وحرم قتل النفس فبأي حق قتل “فرج فودة ،وبأي حق اغتيال معتوب لوناس برصاصات الجماعات الإرهابية في الجزائر وبأي حق تم قتل مهدي عامل متجها لتلقين العلم لأبناء شعبه.

إنه بكل جرأة معرفية وبكل نظرة إنسانية للواقع، نظرة بعيدة كل البعد عن التنميط هو سيادة العقل الإرهابي الذي يحارب التكييف والاندماج ومجابهة ل ثقافة الاعتراف. فبمنهج المقاربة اعترف القصر كمؤسسة إيذيوسياسية بأن سنوات السبعينات والثمانينات لم تكن إلا سنوات الجمر والرصاص ،سنوات القتال والإقتال بآسم القانون وحاول أن يقوم بالتسامح مع الماضي ولو كان ذلك نظريا ،لم يستطيع أن يؤسس للمصالحة كما وردا في كتابات “جاك ديريدا” أي القطيعة مع الماضي ،لكن ما يهمنا هو ثقافة الاعتراف، فاستمر القتال والإقتال على يد من يقول بأن الله أراده أن يكن دلك ويكن خليفة في الأرض له ،فتدخل المجتمع المدني لإجهاض هده الجماعات من ثقافة الإرهاب لكن لم يستطيع المجتمع المدني الوطني والدولي أن يقوم بذلك ،فأزمة القانون وأزمة السلطة هو عدم قدرتها على صناعة الإنسان، في مقابل ذلك يتمذذ العقل الإرهابي في عقر هده الجماعة ويتم قتل الأبرياء باسم الدين ،فالدين هو دين الجميع في بعده الشخصي لك الحق أن تؤمن وفي نفس الوقت لك الحق أن تكفر .ما يهمنا هو سيادة العقل العلماني الذي ينظر للأخر بمنظار أن الذات لم تكن يوما وسيلة ،فالذات غاية في ذاتها ولذاتها وجب عليها أن تتحرر من النصوص وجهل الجماعات الإرهابية، فالحديث عن التنمية يستدعي منا الحديث عن حرية التعبير وهدا لن يتحقق بمعزل عن التصور العلماني…

إن ما يمكن أن نقوم به اليوم ويقوم به العقل الكوني هو تسيد لتصور علماني يؤمن بالحق في الحياة ،يؤمن بالتعايش السلمي ويؤمن كذلك بثقافة الاعتراف ،استمر الجهاد وقتل النفس وتقلصت حرية التعبير وتراجع العقل وتراجع المستوى المعرفي المنتج وتراجع السؤال الفلسفي الذي يبحث عن الحقيقة ،طبعا هدا كله وجد عندما وجدت جماعات تموقع العقل وتضع له حدود التفكير والتأويل ،العقل يحتاج للإنتاج بمعزل عن منهج مادي يروضه ونص ديني ينمطه ويجابهه كل ما تقدم وصار داك الميكانيزم المنتج للمعرفة بمعزل عن ثقافة النصوص وثقافة الثنائية…

شاهد أيضاً

الجزائر والصحراء المغربية

خصصت مجموعة “لوماتان” أشغال الدورة السابعة لـ “منتدى المغرب اليوم”، التي نظمتها يوم الخامس من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *