حملت اسرارها و احزانها و الالامها و لطفها و سنوات تعبها و رحلت الى العالم الاخر…اكيد انها ظلت ثابتة في مكانها بلا تأمين و لاتقاعد وظل هو امامها يتسلق المناصب و يلقي الخطب و يفتي في الدين و السياسة ..”.يتكستم”” يتجلبب” ، ..
يتجمل…يتزين…يسافر .يؤم ..يذبح نيابة عنا جميعا ….يحارب الاثراء المشروع و غير المشروع يحارب اليسار و اليمين و لا يهمه في الكون سوى مثل دعوات الفقيه الشيخ العلامة المغراوي صاحب الكتاتيب القرآنية و الفتاوى العجيبة، يظهر بمظهر من يحرص الاخلاق و القيم من الفجر الى اخر الليل!
يقبض و يغرف من خزينة الدولة الذهب و الفضة و اللؤلؤ و المرجان و فائض” الربى” و الفوائد و يمتطي فخامته! أحصنة و خيولا لا تعد و لاتحصى خيول احالها “الكفار” الالمان !لى سحر مبين في هيئة ناقلات تحمل ماركة المرسديس الشهيرة .
سيارات تمشي على اربع لماعة براقة مختالة تسير و تسر الناظرين، غسيلها و موردها و عطرها و سائقها و صهيلها و موْقدها و معقلها، من بيت مال المسلمين؛ خزينة الدولة بمنطق الحداثيين و المعاصرين …!.
و لانه يؤمن بالقضاء و القدر اكثر منا و بان الارزاق و المناصب و الكراسي؛ كما يرى تسقط موزعة من السماء، فانه ربما رأى ان جميلة كاتبة لا تحتاج الى تأمين و لا الى تقاعد و ربما قدر و اعتير انه يكفيها “فخرا” أنها في مكتب الفقيه و الامام و المناضل الثوري وزير حقوق الانسان! و إن ماتت و ثار في وجهه ذوي الحقوق فالتسويات ممكنة و الحج في زمن الكرونا يغفر الدنوب كلها على المقعد و بكل مقاييس الفورية القاتلة …!
اكيد سيبرر فعلته و يعتبر فضحه هجمة سياسية من خصومه السياسيين لتشويهه و النيل منه و من حزبه خدمة لاجندات “معلومة”…و قد يصرخ في وجهنا و ما شأنكم انتم انها “كاتبتي” و” مساعدتي” و لست المحامي الوحيد الذي يحرم مستخدميه من شروط العيش الامن الكريم ..
لست المحامي و لا الباطرون الوحيد الذي يمتطي اخر السيارات و كاتبه او كاتبته”تكرفح” و تمشي الكلمترات من الطرقات و الادراج و المكاتب و الابناك و المؤسسات الصناديق و الاجراءات و الرقن و الطبع و الترتيب و “التنظيف”. و بالحد الادنى للاجر في احسن الحالات ….
لن يستقيل المحامي السيد الوزير من منصبه و لن يقيله احد و لن يحاسبه احد و لن ينظر الى منصبه كظرف تشديد و ان مسؤولياته السياسية و الحزبية تقتضي مساءلته قانونيا و قضائيا و اخلاقيا؛ ليس لانه ضبط متلبسا بممارسة عنف قانوني ممتد في الزمن؛ مبني على النوع ضحيته امرأة عنف يقارب في شكله و طبيعته بعض انواع الاستعباد و الاستغلال… بل لانه يعطي صورة سيئة على المحامين و المحاميات و في نفس الان يعطي القدوة السيئة للغير و فوق هذا وذاك يجعلنا نشك في نزاهته الفكرية و الاخلاقية و السياسية و هو يدبر مرفقا عنوانه حقوق الانسان …!
و تبقى كل تسوية بعد رحيل الضحية غير ذات معنى و لا تنفي و لا تلغي ان وزيرا في مغرب القرن الواحد و العشرين انتهك حقا من الحقوق الاساسية لمستخدمته بشكل ممنهج و لمدة 24 سنة…
رحم الله جميلة و تحية لكل الكاتبات و الكتاب شكرا لهم و لهن و عاشت المحاماة في انحيازها للضعفاء رمزا للمروءة و الكرم و العطاء ..
هذا حال السواد الأعظم من الكاتبات في القطاع الخاص ،في المغرب: عمل أكثر أجر أقل لا يسد حتى تكاليف ابتنقل والتجميل المطلوب في الكاتبة ،يستقبلن الزبناء يقمن بالأشغال الإدارية ،يعدد القوة للمشغل ،يكنسن المكتب ،ويتعرض بعضهن للتحرش الجنسي إما من طرف مسغليهن أو زبنائهن ،مقابل ١٠٠ دهم أو ٢٠٠٠ درهم ينتهي بهن الأمر إلى الطرد من العمل ،لا ضمان اجتماعي ولا تأمين ولا تقاعد ،المصيبة الكبرى عندما يستغلن عن نساء ورجال القانون ،الكل يتواطأ مع المشغل المحكمة هيئة المحامين، إنه الحيف والاستغلال في حق الكثير من المواطنات دفعهن الفقر والبطالة إلى فرض عمل مرغمبن على قبوله لإعالة أسرهم. حان الوقت لإيقاف هذا العبث وأحد الحلول تأسيس إطار نقابي ليمثلهن ويتبنى مطالبهن ويدافع عنهن بجميع الصيغ .
لاحول ولاقوة الا بالله حاضيها حراميها