الحرب على أمازيغ المزاب.. التجمع العالمي الأمازيغي من غرداية يراسل الأمين العام للأمم المتحدة

راسل التجمع العالمي الأمازيغي بالجزائر من ولاية غرداية السيد الأمين العام للأمم المتحدة، على خلفية تجدد الهجمات ضد أمازيغ المزاب، في رسالة أورد فيها معطيات مثيرة حول حجم الكارثة التي يعيشها أمازيغ المزاب بولاية غرداية الجزائرية منذ شهور، وكذا تواطئ السلطات الجزائرية ضدهم، ونظرا للأهمية البالغة لما ورد في ذات الرسالة من معطيات وجرد للأحداث نوردها كاملة.

التجمع العالمي الأمازيغي بالجزائر

رسالة مفتوحة إلي السيد بان كيمون

السيد الأمين العام للأمم المتحدة

الموضوع: شكوي وطلب تدخل لجعل حد نهائي للممارسة اليومية لسياسة الميز العنصري “الأبارثايد” التي يطبقها النظام الجزائري ضد المزابيين.
اللاعدالة، الاحتقار، الإذلال، الحقد، الاستفزاز والعنصرية المؤسساتية لنظام الجزائري ضد المزابيين يصل إلي أقصى مستوياته.
تتصرف قوات حفظ الأمن والأجهزة الأمنية الجزائرية من شرطة ودرك ومخابرات في مزاب كجيش استعماري، وهذا بتعمد خرق جميع القواعد الأساسية لحقوق الإنسان وبالدوس على جميع القوانين الوطنية والدولية حتي التي تطبق في الحروب!!
منذ أكثر من ستة أشهر يخوض النظام الجزائري حلقة جديدة من خطته في تنفيذ الإبادة الثقافية “الإثنوسيد” ضد المزابيين، والتي تتجسد في شن حرب ترويع واستنزاف ضد المزابيين الشعب الأمازيغي الأصلي الذي يسكن في منطقة مزاب منذ فجر التاريخ في ولاية غرداية علي بعد 600 كلم جنوب الجزائر العاصمة.
المزابيون يعيشون مأساة إنسانية حقيقية منذ ستة أشهر تتمثل في اعتداءات ممنهجة من طرف النظام الجزائري وتنفذها عصابات إرهابية إسلاموية من العرب، تنتمي إلى مجموعة الإرهابي المشهور مختار بالمختار المدعو بالعور صنيعة النظام الجزائري تحت رعاية ومراقبة قوات الأمن الجزائرية.
بعد ستة أشهر من الاعتداءات الحصيلة ثقيلة جدا:

سبعة ميزابين قتلوا ونكل بجثثهم بطريقة بشعة. وفي كل اغتيال تكون قوات الأمن السبب في القتل عندما تمد نفس هذه القوات يد العون للمهاجمين، ويسقط الشباب المزابيين الذين يدافعون عن أحيائهم متعثرين عندما يتراجعون تحت قوة الإطلاق المكثف للقنابل المسيلة لدموع والرصاص المطاطي، في هذا الوقت يتم اختطافهم واغتيالهم من طرف العصابات الإرهابية التي تكون خلف قوات الأمن مباشرة.
وحالة الشاب المزابي “الحاج سعيد خالد” 35 سنة، تبين مدى الحقد والتمييز العنصري المؤسساتي. للتذكير فإن خالد أجهز عليه أعضاء من الشرطة الجزائرية بلباسها الرسمي الذين أجهزوا عليه بالتعدي بالضرب المبرح!! بعد أن تركه الإرهابيون ملقى علي الأرض فاقد للوعي يسبح في بركة من الدماء بعد أن أعتدوا عليه بالطعن بالسكاكين والسيوف.

مئات من الجرحى معظمهم إصاباتهم خطيرة، وللعلم فإن قوات الأمن ومصالح الاستخبارات منعت تحت طائلة المتابعات القضائية الأطباء والممرضين المزابيين، من تقديم الإسعافات الأولية للمزابيين المجروحين في الهجومات الإرهابية على الأحياء المزابية.

مئات من العائلات هجرت من منازلها بعد أن نهب وأحرقت و لا يمكنها أبدا العودة إليها.

مئات المحلات التجارية نهبت وحطمت وأحرقت في وضح النهار تحت حماية قوات الأمن الجزائرية وليومنا هذا لا يستطيع ملاكها إعادة فتحها.

الآلاف من التلاميذ والطلبة محرومين من الدراسة ولا يمكنهم الالتحاق بمدارسهم وجامعاتهم نظرا للخوف واللاأمن السائدين.

العشرات من الحقول والمئات من أشجار النخيل أتلفت وأحرقت وعدد لا يحصى من رؤوس الأبقار والماعز والغنم قتلت بطرق بشعة.

عدة مقابر تاريخية اعتدي على حرمتها ودنست قبورها، وأضرحة تاريخية مصنفة ضمن التراث العالمي من طرف منظمة اليونسكو حطمت وأتلفت.

للأسف ورغم الهدوء المفاجئ المثير للشكوك الذي ساد أثناء انتخابات الرئاسة التي جرت بتاريخ 17/04/2014، والذي يؤكد مرة أخرى أن السلطة الجزائرية هي المخطط والمنفذ لكل أحداث غرداية، إلا أن مأسي المزابيين لم تتوقف عند الخسائر المذكورة أعلاه، فحرب الاستنزاف وبدون شفقة ولا رحمة للنظام الجزائري ضد المزابيين الشعب المسالم الأعزل، أخذت أبعادا أخرى وهي سياسة الميز العنصري “الأبارثايد”، التي تتمثل في توقيفات انتقائية على الهوية حيث يلقى القبض على العشرات من المزابيين من طرف نفس قوات الأمن التي تلعب الدور المزدوج للقاضي والخصم!!

وتكتمل فصول المهزلة القضائية، المزابيون ضحايا الهجومات العنصرية الذين كانوا يدافعون عن أحيائهم يقدمون لدى محكمة غرداية كمتهمين بتهم ثقيلة من طرف نفس رجال الأمن العنصريين الذين كانوا يدعمون العصابات الإرهابية!! ثم يأتي دور القضاة الجزائريين الذين يعملون تحت أوامر السلطة ليكون همزة الوصل في سياسة الأبارثايد ويصدروا أحكاما ثقيلة بالسجن النافذ ضد المزابيين.

الاثنين 05 ماي 2014 السيد “فنتيز” القاضي في مجلس قضاء غرداية أصدر أحكاما ثقيلة بالسجن النافذ ضد المزابيين الذين كانوا يدافعون عن أحياهم عند هجومات العصابات الإرهابية، وأكد آليا الأحكام التي أصدرها منذ شهر القاضي ورئيس محكمة غرداية السيد “السايح عبد القادر” وفي نفس الوقت وفي نفس الدائرة القضائية، السيد قاضي التحقيق “بوزيداوي الخيثر” أطلق سراح خمسة من العرب المتهمين في محاولة قتل الشاب المزابي “بابكر حسين”، وللتذكير فإن هؤلاء القتلة الخمسة القتلة تم التعرف عليهم في لقطات فيلم من تصوير هواة قاموا بنشره وتوزيعه في الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي، مع عشرين من الإرهابيين كانوا يطعنون الضحية بالخناجر والسيوف.

السيد الأمين العام للأمم المتحدة،
إن الشعب المزابي الذي وقع رهينة لنظام دكتاتوري شرس ودون أية رحمة يطلب من سيادتكم التدخل العاجل لوضع حد لهذه الحرب الغير متكافئة والغير مبررة بين شعب مسالم أعزل ضعيف عدديا 300000 نفس، ونظام طاغي دكتاتوري وهذا لإيقاف معاناته ووضع حد لهذه المأساة الإنسانية التي تستمر منذ أكثر من خمسين سنة.
الشعب المزابي الأصلي لا يطمح إلا للعيش بسلام في أرض أجداده ويطالب بحقه في الاحتفاظ والتمتع بهويته وثقافته وهذا بتطبيق القوانين والمواثيق الدولية السارية المفعول.

غرداية:18/05/2014
Assemblé Mondial Amazigh
Dr Kamal Eddine FEKHAR
Représentant de la région du Mzab Algérie

اقرأ أيضا

جديد الاكتشافات الأثرية بالجنوب المغربي محور لقاء علمي بأكادير

نظم مختبر البحث “المغرب في إفريقيا: التاريخ والذاكرة والمحيط الدولي” بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكـــادير …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *