استجابة لنداء الحركة الأمازيغية بوسط الريف حج اليوم، 21 يوليوز 2016، العشرات من المناضلين من مختلف بقاع الريف إلى موقع معركة أنوال التاريخية بجماعة تليليت، لتخليد الذكرى 95 لمعركة أنوال تحت شعار “على درب 21: نضال مستمر حتى التحرر”.
وحسب تصريح لإبراهيم ملول عن اللجنة التنفيذية للحركة الأمازيغية بوسط الريف، فقد كان من المقرر تخليد هذه الذكرى التاريخية أمام مقر جماعة أنوال إلا أن القوات الأمنية كانت سباقة إلى عين المكان وقامت بعسكرة المنطقة، وعلى إثرها وتجنبا للتصادم مع ذات القوات يضيف ملول فقد تم نقل هذا التخليد أمام نصب تذكار معركة أنوال الذي يبعد عدة كيلومترات عن مقر الجماعة، “إلا أن قوى الأمن تنقلت هي الأخرى إلى عين المكان وقامت بتطويق المنطقة قبل أن تتدخل بالقوة لنسف شكلنا النضالي السلمي، وتطارد المناضلين الأمازيغ في المناطق المجاورة”.
وبعد ساعات من المطاردة والمواجهات مع القوى القمعية، تمكن المناضلون أخيرا من تنظيم وقفة احتجاجية في أعالي جبال “أنوال”، نددوا من خلالها بالتعاطي الرسمي للمخزن مع هاته الملحمة التاريخية العالمية ومع شهدائها، بالمتاجرة في دماء وتضحيات الشهداء وتزييف الحقائق “بربطها بأحفاد وأبناء موقعي معاهدة الذل المسماة (بالحماية)”، لكسب شرعية وهمية و التشارك في أمجاد لم يكونوا طرفا في صنعها و لا تمت للخونة بصلة.
وطالب المحتجون من خلال بيان صادر عن الوقفة، بتدريس التاريخ الحقيقي للمقاومة الريفية وسن سياسة تنموية، ورفع العسكرة عن الريف، الذي كان مسرحا لأول حرب كيماوية في التاريخ، بدل تلك “الاحتفالات المشبوهة – مهزلة لا علاقة لها بالمقاومة المسلحة – التي تهدف أساسا لتشويه الحقائق التاريخية وطمس هوية الأبطال عبر فلكرة أمجاد الشهداء”.
وسجل ذات البيان، تنامي الهجوم على الريف واستهدافه بمخططات اخضاعية، تهدف لتشتيت وحدوية الريفيين، بدل “العمل على بلورة مقاربة أوطونومية كفيلة بتحقيق تنمية محلية وإقلاع اقتصادي بالريف”، كما سجل استمرار نهج سياسة تهجير الريفيين الممنهجة، عبر تفقير وتجويع مجاله وتغييب أية سياسة إنمائية بقرار سياسي، وسجل أيضا استمرار السياسته القديمة الجديدة المراد منها القضاء على الأصوات الديمقراطية الأمازيغية، من خلال فبركة ملفات الاعتقال واصطناع تهم من أجل الزج بأبناء هذا الوطن في غياهب السجون، وأضاف البيان استنكاره لما أسماه بالهجمة الخطيرة ضد الرموز التاريخية للريف.
أما على مستوى تامزغا فقد سجل البيان المآسي والهجمات المتعاقبة التي يتعرض لها إيمازيغن من حملات الإبادة من طرف القوى العروبية بتواطؤ مكشوف مع الأنظمة التوتاليتارية بدءاً من التنكيل بالأزواديين والطوارق، مرورا بحملات التطهير لأمازيغ ليبيا ووصولا إلى محاولات المسح الهوياتي للمزابين بغرداية، عبر التقتيل الممنهج من طرف الأنظمة العروبية الهمجية.
وطالب المحتجون من خلال البيان بإقرار يوم 21 يوليوز من كل سنة عيدا وطنيا، إعادة كتابة التاريخ بأقلام علمية ومنصفة، رد الاعتبار لشهداء المقاومة المسلحة وجيش التحرير، رفع التهميش الممنهج والعسكرة عن الريف، الإفـراج الفـوري واللامشروط عن جميـع المـعتقليـن السياسييـن وعلـى رأسهـم معتقلـي الريف، ومعتقلي الشعب الأمازيغي عامة، عاشور العمراوي، إيدوصالح، محمد جلول…، التوزيع العادل للثروة، ومحاكمة مافيا المال العام، إدماج الأمازيغية في كافة مناحي الحياة العامة دون قيد ولا شرط، بناء مراكز الأنكولوجيـا وفق المعايير الدوليـة لعلاج ضحـايا السرطان والأسلحــة الكيماوية بالريف.
وأكد المحتجون تضامنهم مع ضحايا الحرب الكيماوية بالريف، وكافة الشعوب التواقة وراء الانعتـاق والتحـرر وعلى رأسهـا إيمازيغن فـي أزواد، القبايل المزاب…، ومع كل المعتقلين السياسيين، ونضالات المعطلين و حقهم في الشغل، والحركات الاحتجاجية الاجتماعية للشعب الأمازيغي في إمضير، وسط الريف، كما أكد المحتجون عزمهم على مواصلة الاحتجاج إلى غاية تحقيق كافة المطالب العادلة والمشروعة.
كمال الوسطاني