بعد مرحلة الإشتغال حول ملف الثقافة الشفاهية، وتدوين الموروث الثقافي الأمازيغي ، والتعدد في إطار الوحدة ، مرورا الى المطالبة بالترسيم ومحاولة تأسيس حزب أمازيغي أو على الأقل بمرجعية أمازيغية، وصولا إلى حالة من الركود وشبه توقف اضطراري في مسار الحركة الأمازيغية ، يراه البعض ضرورة يجب أخذها بعين الإعتبار ، واستثمارها في مستقبل القضية، والبعض الأخر يفسرها بمفاجاة الإستجابة لمطلب الترسيم في دستور 2011 م قبل الاستعداد له ، والتوضيح الأخر للمرحلة يذهب إلى ضرورة التكييف مع المستجد، وإعادة ترتيب الأوراق التنظيمية لمكونات الحركة الأمازيغية وافكارها بعيدا عن المراحل السابقة .
أرى أنه من الضروري اليوم على جميع مكونات الحركة الأمازيغية من تنظيمات واشخاص ذاتيين والحركة الطلابية الإنتقال من الوعي الجماعي والجماهيري واللعب على أوتار الاحتجاج في مناسبات ومحطات نضالية جهوية ووطنية ودولية وهذر الزمن النضالي في أشياء لم تعد تجدي نفعا ولا تقدم أية إضافات حقيقة للقضية الأمازيغية إلى مشروع مجتمعي متكامل الأركان، يقدم إجابات واضحة وحقيقية للمشاكل المجتمعية من تعليم وصحة وإدارة وقضاء وكل مناحي الحياة في إستحضار تلك افقيا وعموديا للمكون الأمازيغي .
وبالتالي خلخلة المنظومة التي تعتبر الحركة الأمازيغية مجرد حركة احتجاجية تشتغل على الثقافة والهوية مما يبعدها عن الطبقات الاجتماعية ويجعل مواقفها وخطابها بعيد التحقيق وغاية يصعب ادراكها في ظل أزمة اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية فشلت كل السياسات العمومية في إيجاد حلول ممكنة وناجعة لها طيلة عقود من الزمن.
واعتبارا لإجماع كل العارفين بخبايا التاريخ والثقافة والفكر والانتماء والهوية على كون إقصاء الأمازيغية والعمل على اطفاء نورها واستبداله بمصابيح لا تليق بالمجال ومناخه من الشرق والغرب يعد سببا رئيسيا للوضعية الحالية للدول شمال إفريقيا والتي توجد كل المفاتيح لإنقاذها في الأمازيغية هوية وثقافة وحضارة وشعب.
يجب تقديم مشروع مجتمعي أمازيغي من طرف مكونات الحركة الأمازيغية يكون امتدادا لميثاق أگادير وبيان شفيق وأرضية لإجماع واتفاق الحركة الأمازيغية نحو تحقيق الهدف المنشود للقضية الأمازيغية .