نظمت الحركة الثقافية الأمازيغية موقع وجدة أياما ثقافية إشعاعية تنويرية تحت شعار “التزام ومساهمة المثقف في الحراك الاجتماعي السلمي، المؤطر بخطاب تحرري، سبيل نحو التغيير الديمقراطي”، وذلك ابتداء من يوم 02 ماي إلى غاية 06 من ذات الشهر، حيث تعددت الأشكال النضالية الراقية التي خاضتها من داخل الكليات الثلاث والحي الجامعي التي أتت مسطرة وفق البرنامج التالي:
شهد اليوم الأول من داخل كلية العلوم صباحا، مجموعة من الدردشات حول موضوع الحركات الاحتجاجية التي يعرفها المغرب ومساء من نفس اليوم تم عرض شريط فيديو حول الشهيد التنظيمي للحركة الثقافية الأمازيغية عمر خالق ‘إزم’، أما ليلا من داخل الحي الجامعي فكان الموعد مع حلقية نقاش في شعار الأيام حيث تطرق المناضلون من خلال مدخلاتهم إلى تعاريف نظرية وفلسفية للمفاهيم التي تضمنها الشعار ومن ثم إلى دور المثقف في الميدان وما مدى مساهمته الفعالة والمسؤولة إلى جانب الحركات الاجتماعية في إحداث التغيير الجذري المنشود من خلال إقرار دستور ديمقراطي شكلا ومضمونا يقر بأمازيغية المغرب.
وأما على مستوى يوم الأربعاء فقد شهد رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية أشكالا نضالية عبارة عن دردشات حول مواضيع متعددة منها الإسلام السياسي، تطور الخطاب الامازيغي… وكما كانت الجماهير الطلابية في موعد مع ورشة حول تقعيد الحرف الأمازيغي من تأطير طالبين باحثين في هذا المجال، حيث تطرق كل واحد منهما في مداخلته إلى التأصيل التاريخي للكتابة بالحرف الأمازيغي تيفيناغ مستحضرين في ذلك نماذج لمجموعة من النقوش الصخرية وكذا عملية التنميط التي طالت هذا الحرف عند الباحثين والمؤسسات، كما تطرقوا أيضا للحديث عن بعض الاختلافات والخصوصيات الجهوية التي تخص كل منطقة على حدة. هذا وقد ناقش الطالبيين الباحثين الأسس التي بنت عليها ال MCA مواقفها من (المعهد الملكي للثقافية الأمازيغية)، إذ اعتبروا عملية المعيرة تخص فرع بعينه بالإضافة إلى أنها تخص تصورا معينا لباحثين هم من شكلوا مع تأسيس معهد مركز التهيئة اللغوية في الوقت الذي عرفت الساحة الأكاديمية تصورات وطروحات أخرى تخص معيرة الأمازيغية لم تؤخذ في الحسبان.
وأما في الحي الجامعي فكانت الجماهير الطلابية في موعد مع ندوة فكرية من تأطير كل من الأستاذيين مصطفى التلموتي وسمير المرابط حول تحديات الحراك الاجتماعي السلمي وإمكانية التغيير حيث تطرق سمير المرابط في مداخلته الأولى إلى الحديث عن الفعل الاحتجاجي وسؤال التغيير وكما قال أيضا أنه لا يمكن لنا أن نتحدث عن الحراك الاجتماعي إلا في مجتمع طبقي ذو معالم واضحة وقام أيضا بتعريف الحراك التعبوي أو المجتمعي بأنه ذلك الحراك الذي يمتاز بمطالب اجتماعية واقتصادية، كما تحدث أيضا عن دور الفاعل السياسي بالمغرب في الحراك الاجتماعي حيث اعتبره يلعب دور التأييد لهيمنة السياسات المخزنية، وأما مصطفى التلموتي فقد تناول في مداخلته السياق التاريخي لظهور الحركات الاجتماعية بالعالم وكما قارن كذلك معاملة النظام المخزني مع الحراك الاحتجاجي بالمغرب ومعاملة الأنظمة الديموقراطية في العالم مع كل الحركات الاحتجاجية.
أما يوم الخميس من داخل كلية القانون والعلوم الاقتصادية والاجتماعية فقد عرف حلقية مركزية حول موضوع الاغتيال السياسي، حيث استفاض في مناقشته المتدخلين من الزاوية المفاهيمية والسياسية معا وخلصوا في الأخير إلى أن الاغتيال السياسي آلية مخزنية يسعى من خلالها إلى إسكات أفواه الراديكاليين وإقبار القضايا الديمقراطية، أما ليلا من داخل الحي الجامعي فقد كانت الجماهير الطلابية في موعد تاريخي مع استقبال المعتقلين السياسيين السابقين للحركة الثقافية الأمازيغية وتأطيرهما لندوة حول واقع حقوق الإنسان بالمغرب حيث أثنى في البداية مصطفى أوسايا على الاستقبال التاريخي الذي خصته به الحركة الثقافية الأمازيغية موقع وجدة ورحب في البداية بكل المكونات الطلابية وقال أن مشروعية الخطاب الأمازيغي مستمدة من منظومة حقوق الإنسان التي تطبق بشكل أفقي وكما قال أيضا أن الحركة الثقافية الأمازيغية هي من تحملت مسؤولية إيصال قضية الاعتقال السياسي إلى خارج أسوار الجامعة، وفي الأخير أشار إلى أنه رغم كونها آخر مكون ظهر داخل أسوار الجامعة، إلا أنها تتواجد في كل المواقع تقريبا وذلك راجع إلى علمية ودينامية خطابها الذي تستمده من عصارة الفكر البشري وكذلك إلى تضحيات وصمود مناضليها. وفي المداخلة الثانية أثنى حميد أوعضوش بدوره أيضا الحركة الثقافية الأمازيغية موقع وجدة عن الاستقبال التاريخي الذي خصته به وقال أن وجوده اللحظة هنا يجعل من ذاكرته تعود به إلى 2001 التي حضر فيها الأيام الثقافية بالموقع كمناضل من موقع إيمتغرن وأكد أيضا بأن حقوق الإنسان بالمغرب غير متواجدة وأخذها المغرب كمقاولة وأعطى مثال اعتقاله وأن المخزن جردهم من إنسانيتهم وكما حمل المسؤولية للدولة المخزنية في كل ملفات الاغتيالات السياسية (عمر خالق إزم،ريفينوكس، محسن فكري…) وقال أيضا أن سبب اعتقال مناضلي ال MCA في 2007 هو فتح نقاشات كانت تعتبر من الطابوهات من قبيل الأسس الشرعية التي بني عليها النظام المخزني وتواجده من داخل المغرب من قبيل النسب الشريف وإلى ما غير ذلك وقال بأن إيمغناس يجب أن يمتلكوا الحس النقدي، وتم اختتام هذا الاستقبال بتوقيع كتب المعتقلين، كل من كتاب “الطريق إلى ثمزغا” لمصطفى أوسايا وكتاب “إيمازيغن وحتمية التحرر” لحميد أوعضوش، أما يوم الجمعة فقد كان الموعد مع حلقية نقاش معنونه تحت عنوان الحركة الثقافية الأمازيغية وسؤال إعادة كتابة التاريخ وليلا بالحي الجامعي خرجت الجماهير الطلابية في تظاهرة حاشدة احتجاجا وتنديدا بالإقصاء والتهميش الذي يطال إيمازيغن وكذا استمرار الاعتقال السياسي لخريج الحركة الثقافية الأمازيغية عبد الرحيم إيدوصالح ، وأيضا ضدا على كل المخططات المخزنية التي تستهدف الحركة الطلابية، وتضامنا مع كل الشعوب التواقة إلى الانعتاق و التحرر.
وأسدل الستار عن الأيام الثقافية بأمسية فنية ملتزمة شاركت فيها مجموعة من فرق الغناء الملتزم وقد تخللت هذه الأمسية فقرات شعرية ومسرحيات هادفة وتكريم خريجي MCA
والجدير بالذكر أن هذه الأيام بالإضافة إلى الأشكال النضالية فقد تخللتها مجموعة من الملصقات، معرض للكتب، أشرطة، منشورات، لافتات، أغاني ملتزمة…
الحركة الثقافية الأمازيغية/لجنة الإعلام