الحركة الثقافية الأمازيغية تحمل الدولة مسؤولية “الاعتداءات المستمرة” ضدها بالجامعة

في ظل التطورات التي تعرفها الأحداث ووقائع الهجومات التي تطال مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية بجامعة “ابن زهر” بأكادير وغيرها من المواقع الجامعية، أصدرت التنسيقية الوطنية للحركة الثقافية الأمازيغية، يوم 28 ماي 2018، بيانا أوضحت فيه أن ما يسمى بالطلبة الصحراويين مايزالون مستمرين في ممارساتهم الإجرامية واللأخلاقية ضد مناضلي ومناضلات الحركة الثقافية الامازيغية، وكل من يتحدث اﻷمازيغية بعد منعهم من اجتياز الامتحانات، و كذا ممارسة العنف عليهم وتهديدهم بالتصفية الجسدية “وصل الأمر إلى إقتحام غرف المناضلين بالحي الجامعي والمنازل التي يسكنها المناضلين في الاحياء المجاورة (حي السلام، حي الداخلة، ….) من قبل هذه العصابة الاجرامية بحثا عنهم، وكذا ترهيب الطلاب أمام أنظار الرأي العام”.

وأضاف بيان التنسيقية أن “هذه العصابة تتجول على شكل مجموعات حاملة كل أنواع الأسلحة البيضاء وترتكب جرائمها هذه أمام أنظار العامة، وبدل أن يتم إيقافها و وضع حد لهذه اﻷعمال العنيفة والعنصرية ضد كل حاملي الفكر الديموقراطي، توجه النظام المخزني إلى مداهمة المنازل بدوره بحثا عن مناضلي الحركة لاعتقالهم في وهذا ما يكشف تواطؤه في ما يقع و فبركته لكل هذه الأحداث”.

وأضاف البيان “هكذا يحاول ويعمل النظام المخزني على جعل الجامعة مكان لتصريف أزماته السياسية وذلك بفبركة الأحداث و إشعال فتيل أعمال العنف في الوسط الطلابي لشرعنة عسكرتها باعتبارها رائدة للتغيير و مصدر قلق بالنسبة له، وقصد تحريك المشهد السياسي و توجيهه لصالحه. لذا فهو المسؤول اﻷول و اﻷخير عن كل ما يجري. و باعتبار الحركة الثقافية الامازيغية حركة حاملة لفكر تنويري يؤسس للتعايش السلمي رغم الإختلافات الفكرية و الإيديولوجية، و يرسخ ثقافة اﻹختلاف والمقارعة الفكرية المبنية على الحجج العلمية و العقلانية بعيدا عن التعصب و لغة العنف، مما يزيد من قوة الجامعة ووحدتها. و بفعل خطابها الديموقراطي الحداثي هذا و وعيها السياسي بكل المخططات المخزنية الرامية إلى تخريب الجامعة و التي تسعى لإقبار كل ما هو أمازيغي، فإنها مستهدفة لكون خطابها وتصورها العلمي هذا يزعزع أركان النظام المخزني الفاقد للشرعية و المشروعية و يفضح كل سياساته الدنيئة”.

وأورد بيان التنسيقية أن “ما يؤكد هذه السياسات والتواطؤ الواضح للنظام المخزني في كل الأحداث هي خرجاته الإعلامية المتمثلة في أبواقه الإلكترونية و زواياه السياسية التي تروج للأحداث المفتعلة وفق ما يخدم مصالحه السياسية و محاولة تغليظ الرأي العام. ساعيا لجعل الأمازيغة و إيمازيغن ورقة لتصفية حساباته الضيقة مع خصومه السياسيين، والتي لا موقع لهم فيها لا من قريب و لا من بعيد. الأمر يتعلق بملف سياسي كبير عالق و يعد بؤرة توتر بالنسبة لأطراف سياسية كبرى، و يتجاوز حتى هذا النظام المخزني نفسه. لذا فالموقف واضح في هذا الشأن، فصراع الحركة الثقافية الامازيغية و إيمازيغن عامة هو صراع مع المخزن الذي ما زال يفرض قبضته، مستمرا في سياساته الاقصائية( هوياتيا، ثقافيا، اقتصاديا… ) وفي عنصرية ضد قضيتنا العادلة و المشروعة.

وفي ختام البيان أكدت التنسيقية الوطنية للحركة الثقافية الأمازيغية إدانتها للهجومات الغادرة التي تطال الحركة الثقافية الأمازيغية بأكادير وغيرها من المواقع الجامعية، وكذا الاعتقالات السياسية التعسفية والمطارادات التي تطال مناضليها والأحكام الصورية الصادرة في حقهم. معلنة تشبثها بسلمية الحركة الثقافية الأمازيغة، وعدالة ومشروعية قضيتها وبراءة كل المعتقلين السياسيين.

واستنكر بيان التنظيم الوطني للحركة الثقافية الأمازيغية، ما أسماه استغلال النظام المخزني للقضية الأمازيغية لخدمة مصالحه السياسية، وكل سياساته “الرامية إلى إقبار الشعب الأمازيغي”، بما في ذلك سياسة التهجير الجماعي ونزع الأراضي. مؤكدا مسؤولية ذات النظام في اغتيال عمر خالق، وفي الهجومات التي تتعرض الحركة الثقافية الأمازيغية.

وأكد ذات التنظيم الأمازيغي على ضرورة إقرار دستور ديمقراطي “شكلا ومضمونا” يقر بأمازيغية المروك، وعلى ضرورة إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين للحركة الثقافية الأمازيغية ومواصلة النضال حتى تحرر الشعب اﻷمازيغي. معلنا تضامنه مع كافة مناضليه وكل ضحايا عنف هجومات النظام المخزني المتتالية بأكادير وبكافة المواقع وكل المعتقلين السياسيين للحركة الثقافية الأمازيغية وعائلاتهم إلى جانب عائلة المغتال عمر خالق وأسر وضحايا قوارب الموت، وكافة الشعوب التواقة للانعتاق والتحرر. ومؤكدا مساندته للمعتقلين السياسيين في محنتهم، وجميع الانتفضات الشعبية على مستوى هذا الوطن الجريح ضحايا التضييق على الحريات العامة بالمروك و صحفي الإعلام الحر، ولكافة القضايا الديموقراطية عبر العالم.

وثمن البيان كل أشكال التضامن من طرف الفعاليات اﻷمازيغية واﻹلتفات الشعبي حول الحركة باعتبارها الحس الحقيقي لهموم الشعب و اﻷمل في إحداث التغيير، إضافة لكونها محط إجماع، مشيرا إلى أن الحركة الثقافية الامازيغية عملت على نقد التوجهات اﻷيديولوجية و التصورات الرائجة بالجامعة و تصحيح منزلقاتها بمنطق علمي، “ولم ولن تدخل يوما في صراع مع أي توجه كيفما كان حجم اﻹختلاف”.

وأضاف “اﻷساس هو خدمة قضيتنا المحورية و مجابهة النظام المخزني و ردع كل سياساته التي يحاول عبرها كسر شوكة نضالنا السلمي الجذري و التحرري. وبالتالي كل من يحاول أن يروج لغير هذا فهو يسقط في المنزلق الذي أشرنا إليه سواء بوعي منه أو بدون وعي. ﻷن القضية اﻷمازيغية أكبر بكثير من أن تكون سلعة يستغلها النظام المخزني و دكاكينه السياسية، لخدمة مصالحهم السياسية الضيقة، إنها قضية شعب جوهرها مبادئ و قيم تسعى لتحرر اﻹنسان اﻷمازيغي، كما أنها ذات بعد كوني تؤكد على ضرورة احترام إنسانية اﻹنسان و تهدف لترسيخ قيم الديموقراطية و ثقافة حقوق الإنسان”.

أمضال أمازيغ: كمال الوسطاني

شاهد أيضاً

أكادير تحتضن الملتقى الأول لتجار المواد الغذائية

تحتضن مدينة أكادير من 24 الى 26 يوليوز الجاري الملتقى الأول لجمعية تمونت لتجار المواد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *