احتفت الطائفة اليهودية بالدار البيضاء، الأربعاء، بالعيد اليهودي التقليدي (حانوكا)، أو “عيد الشموع” الذي يستمر لثمانية أيام.
وتميز هذا الحفل، الذي أ قيم في جو من الوئام بكنيس نيفي شالوم بمبادرة من جمعية (مغاربة بصيغة الجمع)، بإضاءة الشمعة الرابعة من شمعدان (المينورا)، وهو من أبرز الطقوس التي تميز هذه الاحتفالات.
والعنصر الأساسي في عيد (حانوكا) هو الشمعدان ذو التسعة فروع (الحانوكية أو المينورا)، حيث ترمز ثمانية أغصان إلى ثمانية أيام من معجزة قارورة الزيت، بينما تستخدم التاسعة لحمل الشمعة المستخدمة للإضاءة.
وتقول التقاليد اليهودية إنه لمدة ثمانية أيام تضاء شمعة على الحانوكية، حيث ترمز إلى معجزة قارورة زيت الزيتون التي جعلت من الممكن حرق كمية من الزيت لمدة ثمانية أيام كانت تكفي بالكاد ليوم واحد.
وتميز هذا الحفل بحضور دبلوماسيين وفنانين وك تاب وممثلي المجتمع المدني وأفراد من الجالية المغربية، من جميع الأديان المختلفة، الذين جاءوا لمشاركة هذه اللحظة من الفرح والتعبد ولم الشمل.
وشارك في هذه الاحتفاليات كل من سفير اليابان بالمغرب، تاكاشي شينوزوكا، والمسؤولة عن الشؤون الثقافية والإعلامية بالقنصلية العامة للولايات المتحدة بالدار البيضاء، ميشيل أوتلاو، والقنصل العام للنرويج، بينيت تور كجيدلسين، والقنصل الفخري العام لليابان، غيثة لحلو اليعقوبي، وأسقف الرباط، الكاردينال كريستوبال لوبيز، ومدير الكنيسة الفرنسسكانية في المغرب، الأب مانويل كورولون.
وفي كلمة له بالمناسبة، جدد حاخام كنيس نيفي شالوم، جاكي سيباغ، التأكيد على ارتباط الجالية اليهودية الراسخ بجلالة الملك وبالهوية المغربية وتعبئتها المتواصلة وراء جلالته.
كما ذكر بتاريخ عيد حانوكا، قائلا إن هذا الاحتفال “نننتظره دون الانتباه إلى الاختلافات التي قد توجد بيننا، سيما الاختلاف في الفكر أو الممارسة أو الدين، وخاصة بدون أي روح تبشير”.
وأوضح الحاخام جاكي سيباغ أن إضاءة الشموع ترمز إلى معجزة (حانوكا)، حيث أن القارورة بقيت مضاءة لمدة ثمانية أيام رغم قلة كمية الزيت، مضيفا أن “النور يعلمنا أنه لا شيء يمكن التغلب عليه، ويذكرنا بأن الذي يلمع، هو صاحب القدوة وأن الذي يضيء هو الذي ينير طريق الآخر، والنور الحقيقي هو الذي يظهر الخير المختبئ في الآخر”.
وأكد أنه “إذا استطعنا اليوم التحدث عن النور والنصر والحرية، فنحن مدينون بذلك لتبصر صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي كان رائدا في إطلاق العديد من المشاريع، حتى ننعم بالحرية اليوم”.
من جانبه، أشار رئيس جمعية (مغاربة بصيغة الجمع)، أحمد غيات، إلى أن هذا الحفل تميز بمشاركة أتباع الديانات السماوية الثلاث، المشبعين بقيم مشتركة للتقاسم والتنوع، تضمن العيش المشترك في المغرب مع الحفاظ على المناصفة بين الرجال والنساء وحضور الشباب.
وسجل السيد غيات، في تصريح لوكالة المغرب للأنباء، أن “الفكرة هي إعادة تملك تاريخنا، وتعريف الأجيال الجديدة بثراء وتنوع ثقافتنا وحضارتنا وإظهار للعالم أننا في المغرب تمكنا من الحفاظ على هذه القيم”.
وأردف قائلا “أردنا إرسال رسالة ليس فقط من الدار البيضاء، ولكن أيضا من مدن أخرى مثل الصويرة ومراكش والرباط وأكادير، التي تنظم مثل هذه الاحتفالات”، معتبرا أن هذه البادرة تكتسي رمزية قوية وستظهر، ما وراء الحدود، إلى أي مدى كان المغرب وما زال منارة في مجال العيش المشترك”.
من جهتها، أعربت ميشيل أوتلاو عن سعادتها بالمشاركة في عيد (حانوكا) بالمغرب، هذا البلد، الصديق القديم وشريك الولايات المتحدة. وسجلت أن تاريخ المغرب والولايات المتحدة يتميز بقيم العيش المشترك والتنوع.
وخلال هذا الحفل أدى الحاضرون صلوات تخللتها دعوات إلى العلي القدير بالنصر والصحة والتمكين لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وأن يقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد أزر جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وبباقي أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
وفي إطار هذه الاحتفالات، تم تنظيم معرض فني ل(حانوكيات) يضم شموعا وأغصان زيتون وشماعد ذات ثمانية فروع، تم إنجازها من طرف أطفال وستكون موضوع مسابقة.
وفي إشارة إلى زيت معجزة (حانوكا)، تم تقديم للحاضرين أطعمة مقلية بالزيت، لاسيما فطائر، خلال عيد الشموع.