عمر حمداوي
بعد مرور أزيد من عشر سنوات على إحداثها وفتح مسالك خاصة بها بمجموعة من الكليات، ما يزال الانتظار يضرب طوقا على الدراسات الأمازيغية بالكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية (FPE) الوجهة الأساسية لمجموعة من طلبة الجنوب الشرقي منذ افتتاحها برسم الموسم الجامعي 2006 2007، الشيء الذي يدفع بالراغبين في متابعة دراستهم بهذا المسلك إلى قطع الطريق وتحمل تكاليف الإيواء بمدن أخرى كفاس وأكادير ووجدة، فيما يضطر الكثير منهم نظرا لبعد المسافة والعجز المادي إلى الاكتفاء بمتابعة الدروس عن بعد إلى حين فترة الامتحانات.
يرجع إقبال طلبة الجنوب الشرقي على هذا المسلك بحكم انتمائهم إلى مجال جغرافي أمازيغي، ورغبتهم الملحة في اكتساب معارف نظرية وكفاءات منهجية وتطبيقية في مجال الدراسات الأمازيغية اللسانية والأدبية والديداكتيكية والثقافية عامة، كما يهدف إلى ذلك التكوين من هذا المسلك الذي يأتي في سياق الأوراش التي عرفها المغرب في مجال النهوض بالأمازيغية، خاصة دستور 2011 الذي جعل من الأمازيغية في فصله الخامس لغة رسمية للدولة إلى جانب اللغة العربية باعتبارها رصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء.
وإذا كان اعتماد مسلك الدراسات الأمازيغية يفرض نفسه بقوة على طاولة العرض الجامعي بالكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية؛ فإن لذلك حسب نشطاء ومهتمين مبرراته التي يتصدرها تنزيل الجهوية المتقدمة التي تقتضي في مجال التربية والتكوين إفراد جهة درعة تافيلالت بجامعة تضم جميع التخصصات التي يتكبد الطلبة عناء السفر والكراء من أجلها وليس الدراسات الأمازيغية فحسب، بالإضافة إلى كون مجال جهة درعة تافيلالت أرضية خصبة للباحثين لاستثمار المعارف المكتسبة في مختلف مجالات الدراسات الأمازيغية اللغوية واللسانية والأدبية والثقافية، وكذا الأدوات النظرية والتطبيقية والبيداغوجية للراغبين في ممارسة التدريس، علاوة على أهمية هذا المسلك في المساهمة في ربط الإنسان الواحي بالمجال والهوية والتاريخ وحفظ الذاكرة الجماعية للمنطقة.
وجدير بالذكر أن الكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية تضم ثمانية عشر مسلكا، منها خمس مسالك أساسية وهي الدراسات العربية، الدراسات الفرنسية، الدراسات الإسلامية، القانون، علوم الاقتصاد والتدبير، وست مسالك مهنية وهي ديداكتيك علوم اللغة العربية وآدابها، التدبير الترابي والتنمية المجالية، القانون والفاعل في التنمية، Enseignement du Français، INFORMATIQUE، Télécoms et Réseaux، Systèmes Informatiques et Génie Logicie، وسبع ماسترات وهي المناهج اللسانية وتحليل الخطاب القرآني، والماستر المتخصص المسرح وفنون الفرجة، وماستر هندسة اللغات والتعليم الالكتروني للغة العربية، وماستر الشعر العربي القديم البناء ومناهج التأويل، وماستر المالية الإسلامية ومقاصد الشريعة، وماستر قانون المنازعات ثم ماستر langue et communication.
وبرسم الموسم الجامعي 2017- 2018 تم اعتماد أول تكوين الدكتوراه “الخطاب وتكامل العلوم والمعارف” بطلب من طرف بنيات البحث في شعبتي اللغة العربية والدراسات الإسلامية.