انطلقت أشغال الندوة الوطنية والتي كانت حول موضوع الدراسات النقدية في الأدب الأمازيغي رهان البناء وأسس التجديد على الساعة الثامنة والنصف صباحا 8:30 من التاريخ المذكور أعلاه، بالمدرج (J) بالكلية المتعددة التخصصات الناظور، عبر استقبال المشاركين والضيوف، وفي الساعة التاسعة والنصف 9:30 انطلقت فعاليات الندوة بكلمة ترحيبية من منسق الندوة السيد عبد الله أزواغ، وتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم.وبعدها كلمة السيد الكاتب العام نائب ” أبوعبد لسلام الادريسي بالنيابة عن السيد عميد الكلية رحب بدوره بالحضور الكرام والمشاركين والاستاذ المحتفى به السيد “محمد السعيدي سغوال”، السيد مدير المختبر ”المجتمع، الخطاب وتكامل المعارف” فريد لمريني الوهابي تعذر عن الحضور، عادت الكلمة الى السيد عبد الله أزواغ بالنيابة عنه وضح فيها حيثيات الندوة، كما أدلى بكلمات في حق الاستاذ المحتفى به السيد محمد السعيدي سغوال ومجهوداته الجبارة المتعلقة بالأمازيغية، انتقلت الكلمة إلى السيد محمد السعيدي شكر من خلالها الحضور والمنظمين للندوة والتفاتة تكريمه في هذه الندوة، كما عرج على حيثيات منتوجه العلمي المتمثل في المعجم، حيث اعتبر الأمازيغية لغة غنية رغم المشاكل التي تعترضها واستخدام المعجم يحافظ على حياتها، وفي حالة عدم إيجاد المصطلحات المناسبة يجب اعتماد تلك الموجودة في المتغيرات الأمازيغية الأخرى أو الاقتراض في بعض الحالات.على الساعة العاشرة 10:00 صباحا تدخل الاستاذ عبد الهادي امحارف بكلمات في حق الاستاذ المحتفى به كونهما اشتغلا معا في شعبة اللغة الفرنسية بكلية الأدب والعلوم الانسانية بجامعة عبد المالك السعيدي بتطوان، واعترف من خلالها بالمجهودات العلمية والأكاديمية التي قام بها الاستاذ السعيدي، واعتبر في مداخلته هذه أن معجم سغوال من بين أهم المعاجم في الشمال وعليه اعتمد في المعجم العام الأمازيغي، وأطروحة محمد السعيدي تتكون من 773 صفحة فيها أزيد من 2700 مدخل جذر أمازيغي كل جذر يتولد عنه العديد من الكلمات الأمازيغية، واعتبر عمل الاستاذ السعيدي عمل مؤسساتي يتطلب تمويل مادي وبشري هائل، هذا العمل يتكون من عدة أجزاء عديدة منها ما هو مرفولوجي، والتراكيب، والامثلة والتعابير المسكوكة المنقسمة تعابير فعلية و اخرى اسمية .الاستاذ محمد سعيدي سغوال بدأ أطروحته سنة 1990 وناقشها سنة 2002 إلا أنه لم ينهيها بعد، سيضيف إليها التعابير الظرفية، كما أن الاستاذ السعيدي كتب عدة مقالات علمية حول الأمازيغية وعلى ملحمة ادهار اباران … في العديد من المجالات والدوريات، كتب عن الترجمة من وإلى الأمازيغية، واعتبر أن ملامح الأمازيغية تبدو على العربية الفصحى بسبب الترجمة الحرفية والمرجعية الأمازيغيةوبهذا الخصوص قام الاستاذ عبد الهادي أمحارف برفع توصيات منها:نشر العمل العلمي للاستاذ محمد السعيدي المتمثل في المعجم ولو عبر جمع التبرعات لذلك.جمع ونشر المقالات العلمية المنشورة سابقا في المجلات والدوريات العلمية.توقيع الكتاب
كلمة السيد عبد الله أزواغ حث فيها على الاهتمام بالأمازيغية، كما أشار الى توقيع كتب الاستاذ جواد الزوبع ”صيغ المبني للمجهول في أمازيغية الريف وكتاب نحو اللغة الامازيغية.
بالإضافة إلى كلمة شكر للأستاذ محمد السعيدي سغوال لإهتمامه بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور
لحظة تكريم
مجسم التكريم سلمه له السيد الكاتب العام للكلية المتعددة التخصصات الناظور
شهادة تقديرية سلمها له الاستاذ عبد الهادي امحارف
مجموعة من الكتب للمؤلف عبد الله أزواغ سلمها له الاستاذ قسوح اليماني.
مجموعة من الكتب للمؤلف جواد الزوبع سلمها له الاستاذ جواد الزوبع.
باقة ورد سلمها له الاستاذ الحسن أسويق.
الجلسة الأولى: الادب الأمازيغي والنقد
انطلقت أشغال هذه الجلسة الأولى على الساعة العاشرة وخمسة و أربعون دقيقة 10:45، قام بتسيير هذه الجلسة الاستاذ الحسن اسويق التي تكونت من ثلاثة مداخلات:
المداخلة الأولى: عادت للأستاذة سميرة الرايس – كلية المتعددة التخصصات بالناظور – تحت عنوان:
‘Le chant rifian ou l’image d’un societé’ بدأت مداخلتها بالشكر الجزيل للحضور والمنظمين والمشاركين في هذه الندوة وكلمة حق في الاستاذ المحتفى به السيد محمد السعيدي سغوال . ثم انتقلت الى موضوع مداخلتها التي اعتبرت من خلالها الأغنية التقليدية بمثابة صورة للمجتمع تستحق الدراسة و التحليل إلا ان الترجمة و تحويل الثقافة بين لغتين مختلفتين تطرح الإشكالية التالية: هل يمكن تحويل الثقافة الأمازيغة عبر الترجمة؟. للإجابة عن هذه الإشكالية قامت بتقديم مجموعة من المقاربات والتي تتقدمها مقاربة لبستراوس التي يرى فيها كل مجموعة ثقافية لها مميزاتها وخصوصياتها والتي تتحكم فيها التكييف مع الخصوصية ودرجة الأهمية.
المداخلة الثانية: تفضل بها الأستاذ فريد امعضشو – مركز تكوين المفتشين الرباط – تحت عنوان:
”النقد الادبي الامازيغي بالمغرب قضايا و اشكالات ” بعد كلمات شكر للحضور و المشاركين ، اعتبر من خلال مداخلته أن الأدب الأمازيغي حقق تراكم محترم على مستوى الإبداع منذ سنة 1962 إلى غاية 2006 حيث شمل هذا الإبداع عدة منتوجات أدبية الشعر والرواية إلا أن الحركة النقدية لم تواكب هذه المنتوجات وهذا ما سبب عدة مشاكل بسب إسقاط آليات اشتغال النقد في اللغات الأخرى على اللغة الامازيغية، وهذا ما يفسر وجود مجموعة من المقالات النقدية التي راكمها النقد الادبي المكتوب باللغة العربية و اللغة الفرنسية منذ التسعينيات ، مقابل ذلك فالنقد المكتوب حول الادب الامازيغي تتعلق الابحاث الجامعية وخاصة اطروحة الاستاذ جمال أبرنوص و دراسات اخرى مرتبطة بالشعر الامازيغي و جماليته و الاسطورة .. وتوظيف التراث الشعبي بالريف للأستاذ اليماني قسوح يمكن لها أن تؤسس للنقد الادب الامازيغي.
اقتراحات وتوصيات
الابتعاد عن النقد الانطباعي
الابتعاد عن المجالات
الابتعاد عن النقد الموضوعاتي
انتهاج نقد أمازيغي فعال
الانفتاح عن المقاربات الحديثة والجدية
اختيار منهجية مناسبة والتنويع فيها.
المداخلة الثالثة: تقدم بها الأستاذ اليمني قسوح تحت عنوان ” الادب الامازيغي المكتوب بأمازيغية الريف بين ضرورة الولادة العسيرة ووثيرة التطور البطيئة”
بعد كلمة شكر وترحيب بالضيوف والمشاركين، انطلق في مداخلته بالتطور الذي يعرفه الادب المكتوب وربطه ذلك بالتنمية الثقافية بعدما قام باستعراض البيبليوغرافيا الادبية للمنتوجات المكتوبة بأمازيغية الريف، اعتبر أن 1.5 بالمئة هي حصيلة المنتوجات الامازيغية من مجموع المنتوج الثقافي المغربي خلال هذه السنة.
عرض الأستاذ قسوح اليماني جدول للإحصائيات يوضح فيه بين الانواع الدبية ” الشعر/ المجموعة القصصية / الرواية / المسرح)، حسب جنس المؤلف ومكان النشر (داخل المغرب وخارجه) فتوصل من خلال دراسته الى حصيلة التطور الإبداعي له ارتباط بالتنمية الثقافية والبنية التحتية وقيمة اللغة الامازيغية في السوق الرمزي والموارد المالية.
كما أن هذه احصائيات هذه المنتوجات الادبية تحيلنا على أن منطقة الريف لا تزال متأخرة في مجال التنمية وهذا ما ينعكس على المجال الادبي، المرأة هي من حافظت على اللغة والثقافة الامازيغية ولهذا فتهميشها وخاصة في الدراسة يؤثر على الادب، بالرغم أن الادب الأمازيغي يتناول المواضيع بهموم والابتعاد والهوية وهذا ما يدل على الوعي الجمعي، ومواضيع مرتبطة بالوطن والحرية … مؤسسة ازوران لها دور مهم في تطوير الأدب.
الجلسة الثانية: اللغة والنقد الأدبي، والأدب السردي الأمازيغي
ابتدأت أشغال الجلسة على الساعة 12:00 والت قام بتسييرها الأستاذ منسق الندوة عبد الله أزواغ، حيث عرفت مجموعة من المداخلات:
المداخلة الأولى: تقدم بها ذ. سليمان البغدادي، والتي جاءت تحت عنوان Le récit court rifain écrit : analyse thématique de l’imaginaire narratif dans les nouvelles « aman ibarcanen » M.amsbrid
كانت لهذه المداخلة علاقة بالنص الأدبي “aman ibarcanen” للكاتب ميمون أمسبريد التي قام من خلالها بتحليل تيمات هذا النص في مجموعة من المواضيع منها الفضاء داخل النص، وقد ربط هذا التحليل بالتحليل الموضوعاتي، كما أشار إلى أخذ التيمات من الأجانب والاشتغال عليها داخل الانتاجات الأدبية المحلية إلى جانب الأدب واللغة والثقافة.
المداخلة الثانية: تفضلت بها ذ. كريمة بوعلال باللغة الإسبانية المعنونة ب “Estudio comparativo de las expresiones fijas de la literatura de tradicion oral: las advinanzas en español y rifeño” والتي قامت من خلالها بتحليل الألغاز كجنس أدبي ودراسته بالمقارنة بين الثقافة الإسبانية والريف ومن بين الأمثلة التي تطرقت لها، mamma maɛzuza denya x buziza
المداخلة الثالثة: تقدم بها ذ. نجيب بوهراس والتي عنونها ب “الإطار التاريخي للأدب المغربي المكتوب بأمازيغية الريف” تطرق من خلالها إلى ذاك الانتقال الذي عرفه الأدب الأمازيغي من الشفاهية إلى الكتابة ما سماه بالتحول الكيفي الذي أخذ فيه الشعر كنموذج في الدراسة بعد أن أشار إلى بيبليوغرافية الشعراء والأدباء بالريف كسعيد المساوي، محمد ميرا، أحمد بنجيلالي، بوصحاح، فاضمة الورياشي… وغيرهم من المبدعين الذين ساهموا في ذاك الانتقال.
المداخلة الرابعة: تفضل بها ذ. عبد العزيز عدا والتي وضع لها عنوان “النص الأدبي في الكتاب المدرسي لمادة اللغة الأمازيغية-قراءة تحليلية-، وبعد أن تفضل بكلمة شكر للأستاذ المحتفى به (سغوال)، قام بتقسيم مداخلته إلى محورين
محور أول نظري تطرق فيه للكتاب المدرسي الأمازيغي الموجه للطفل، وكذا المؤسسات التي تساهم في نشر هذا الكتاب كوزارة التربية الوطنية والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، واعتبره وثيقة توجيهية تعتمد الوحدات الثلاث في التدريس، تاشلحيت، تاريفيت، تامازيغت.
كما تطرق في المحور الثاني من المداخلة للنصوص الأدبية في الكتاب المدرسي القسم الخامس من التعليم الابتدائي، بحيث استنتج أن فيه نصوص شعرية كالأناشيد وبعض النصوص مأخوذة من الأدب المغنى، وقد أضاف أن فيه بعض المصادر تبقى مجهولة الهوية، وفي الختام تقدم ببعض التوصيات كغياب الحمولة الثقافية في بعض النصوص المترجمة، وأن هذه النصوص بعيدة عن الثقافة، كما أشار إلى غياب القيمة المعرفية.
المداخلة الخامسة: تقدمت بها ذ. حكيمة أوشو بعنوان “Lintertextualité dans le roman amazigh-cas du roman(Askkif n inẓaḍn) de Ali IKEN-“
أشارت من خلال هذه الرواية إلى اعتبارها أول رواية تؤرخ لانتقال الأدب الامازيغي في صنف الرواية من الشفاهية إلى الكتابة، كما اعتبرتها شكل أدبي حديث في الكتابة السردية، وقد تطرقت بالتلخيص للرواية، وعرفت بالكاتب علي إكن واعتبرته من المساهمين في نشأة الجيل الجديد من الكتاب والمبدعين في الأدب الأمازيغي.
الجلسة الثالثة: حفل توقيع إصدارات الأستاذ الباحث في اللسانيات الأمازيغية جواد الزوبع (FPN)
لقد تم تسيير هذه الندوة من طرف الأستاذة كوثر كنون والتي عرفت جانب من المداخلات، وفي جابها الاخر قام الأستاذ جواد الزوبع بتوقيع إصداراته للحاضرين أصدقاء وأساتذة وباحثين وطلبة، تمثلت هذه الإصدارات في:
نحو الأمازيغية(تاريفيت): المورفولوجيا، التركيب، الإملائية.
صيغ الفعل المبني للمجهول في أمازيغية الريف.
المداخلة الأولى: تفضل بها ذ. عبد الهادي أمحرف من جامعة عبد الملك السعدي والمشرف سابقا على بحث الدكتوراه للأستاذ جواد الزوبع، أشار إلى أن نحو الأمازيغية مكتوب بالأمازيغية هي خطوة لها أهمية كبيرة في الإنتاجات الأكاديمية، الشيء الذي جعله يتحدث عن النقاش الذي كان دائرا حول الحرف الذي ستكتب به اللغة الأمازيغية مع تأسيس مؤسسة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية سنة 2003، وبالنسبة للكتاب الثاني صيغ الفعل المبني للمجهول هو جزء من أطروحة الأستاذ جواد، وهنا تفضل الأستاذ أمحرف إلى اعتبار العربية والامازيغية لها نفس الأصل والجدر خاصة عندما نتحدث عن الدارجة المغربية فهي مزيج هاتين اللغتين.
المداخلة الثانية: تقدم بها ذ. رشيد بلهادي الذي نوه بالمجهودات التي قام بها الأستاذ جواد من أجل أن ترى هذه الإنتاجات النور، كما تطرق لبعض الإشكالات التي تعترض الكتابة باللغة الأمازيغية فيما يتعلق بالتقعيد وبعض الإشكالات في التراكيب واعتبر الأجرومية ستساعد اللغة الامازيغية وقواعدها.
المداخلة الثالثة: تقدم بها ذ. جواد الزوبع للترحيب بالأستاذ المكرم (سغوال)، والترحيب بالحضور، وشكر كل المساهمين والمتدخلين حول إصداراته، كما أشار على كون كتابه صيغ المبني للمجهول ما هو إلا مدخل لبحث اخر، وان هذا الكتاب يحتاج إلى تنقيح وستكون هناك نسخة أخرى منقحة بالإشارة على أننا نوجه النقد لأنفسنا أولا، وأن الجامعة هي فضاء للبحث والدراسة في الإشكالات المطروحة في اللسانيات، والتركيب بشكل خاص، كما نجد بعض الإشكالات مازالت عالقة وأصبحت مواضيع للنقاش بين المهتمين والباحثين؛ كالصفة، والصائت المحايد وسابقة الاسم، والحالة التركيبية للإسم وغموض بعض الجمل؛ كالجمل المبأرة والجمل الموصولة…
وفي الأخير تم الانتهاء من أشغال الندوة الوطنية العلمية، والمرور نحو حفل الشاي الذي أقيم على شرف الحاضرين.