الدكتور أوراغ: اكتشاف أقدم نقوش صخرية بمغارة “الجمل” تُغني الجهة الشرقية بالموارث الطبيعية والثقافية

أكد الدكتور الحسن أوراغ، من جامعة محمد الأول بوجدة والمشرف على البحث الذي أدى إلى اكتشاف أقدم نقوش صخرية بشمال إفريقيا تعود للعصر الحجري الأعلى بمغارة الجمل بزكَزل، إقليم بركان، على الأهمية التي يحضى بها هذا البحث، لاسيما وأنه الإكتشاف الأول من نوعه بالمغارة.

وشدّد أوراغ في تصريح لـ جريدة “العالم الأمازيغي” على أن “الأهمية الأولى للبحث تكمن في أن مغارة الجمل لم يكتشف فيها من قبل أية آثار لإنسان قديم”، مضيفا أن “هذه النقوش تأكد وجود الإنسان بالمغارة”.

وأبرزت الملاحظات الأولى التي خلص بها البحث، أوجه التشابه مع بعض النماذج الأوروبية من العصر الحجري القديم الأعلى لحوض البحر الأبيض المتوسط  وليس مع تلك الموجودة في العصر الحجري الحديث لشمال إفريقيا، وهذا ما اعتبره المنسق يعطي أهمية أخرى للبحث.

وأوضح أوراغ أن “هذه الاكتشافات، لما تم مقارنتها مع نقوش عثر عليها في دول أخرى كالجزائر وليبيا، والدول المغاربية بصفة عامة، لم يتم العثور على أي تشابه، لكن مقارنة مع بعض الدول الأوروبية مثل اسبانيا والبرتغال وفرنسا، هناك أوجه تشابه بارزة”.

وأورد نص البحث أنه “إذا تم تأكيد هذه الفرضية في المستقبل، فإن اكتشاف الفن الصخري  بمغارة الجمل سيعتبر المثال الأول لاستخدام الشبكة الكارستية من طرف السكان الذين تركوا على الجدران شهودًا بيانيًا لفن ما قبل التاريخ تحت الأرض في المملكة المغربية”.

واعتبر الباحث أن “هذه النقوش أول تعبير للإنسان القديم، ومنبع للتفكير الرمزي، وأول فنان من هذا الصنف يظهر في مغارة الجمل”.

وأضاف الدكتور أوراغ أن “الاكتشافات تعود إلى أزيد من 11 ألف سنة أو 12 ألف سنة، وهذا التأريخ جاء مقارنة مع النقوش المتواجدة في أوروبا، والتي كان لها نفس التأريخ”.

وأفاد المنسق أن “النقوش التي تم اكتشافها تملك خصوصية دقيقة، تتمثل في غطائها ببلور الكالسيف، وهي التي ستعطينا التأريخ الدقيق للنقوش، باعتبار الكالسيف خزان للبيئة القديمة”.

ومن جهة أخرى، عبر الدكتور الحسن أوراغ، على رغبته في أن تكون هذه الاكتشافات إضافة جديدة لجهة الشرق، يمكن من خلالها خدمة الصالح العام والساكنة بالتنمية ومسايرة مثل هذه الاكتشافات، خصوصا وأن جهة الشرق أصبحت غنية جدا من حيث الموارث الطبيعية والثقافية.

وخلص  أوراغ إلى أن “النقوش التي تم اكتشافها بمغارة “الجمل” تنضاف لمغارة “الحمل” التي توجد بنفس الجهة، والتي تعتبر تراثا وطني، في انتظار تجميع هذا الثرات لتكوين ثرات عالمي يمكن من خلاله إعطاء الجهة الشرقية حقها في التنمية الاقتصادية والسياحية، لاسيما وأن مغارة “الجمل” جاهزة ومجهزة، ولكنها تبقى مغلقة أمام عامة الناس”.

وجدير بالذكر أن هذا البحث تم في إطار اتفاقية شراكة علمية بين المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، التابع لوزارة الثقافة والشباب والرياضة- قطاع الثقافة- وجامعة محمد الأول بوجدة، من طرف ثلة من الأساتذة الباحثين من جامعات ومعاهد مغربية وإسبانية تحت إشراف الأستاذ حسن أوراغ من جامعة محمد الأول بوجدة.

ونذكر أن الأبحاث الأثرية مازالت مستمرة بالموقع في أفق تأريخ دقيق لهذه النقوش الفنية الجدارية ما قبل التاريخية ولتحديد معطيات حول الاستيطان البشري القديم بالموقع.

اقرأ أيضا

الأمازيغية والاحصاء العام للسكان بالمغرب.. أربع حقائق

أثناء مباشرة الاحصاء نبه اغلب المتتبعين الى ان المنهجية المتبعة غير مطمئنة النتائج ونبهت الحركة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *