استعرض الدكتور المصطفى بوجعبوط ، مدير المركز المغربي للعدالة الانتقالية ودراسة التقارير الدولية، بمداخلته تحت عنوان: “الأمازيغية بعد 21 سنة من خطاب أجدير 2001 الإنجازات والتحديات على ضوء 21 نقطة “، ما قال عنها “عدة مشاكل بنيوية مرتبطة بالهوية ومآل القضية الأمازيغية بعد 21 سنة”.
وأثار بوجعبوط خلال مداخلته في الندوة التي نظمتها كل من “جمعية سيدي الغندور للتنمية والتضامن” بشراكة مع مديرية الشباب والثقافة والتواصل-قطاع الشباب-بالخميسات وبتنسيق مع “جمعية زمور للتنمية والتربية والثقافة” و”جمعية الأمل للتربية والتكوين” وجريدة “العالم الامازيغي”، مساء يومه السبت 22 أكتوبر 2022 بمدينة الخميسات، تحت عنوان “الأمازيغية.. المكتسبات والرهانات”، إشكالية “الهوية الأمازيغية في ضوء دستور 2011 القائم على فرضية الحقوق والحريات المرتبط بالتنوع والتعدد الثقافي للهندسة الاجتماعية والمرتبطة بثمة عقلانية لما تلعبه من دور أساسي في تفسير ومعرفة أثرها على الدولة بالمعرفة والاعتراف الهوياتي.”
وانطلق الباحث من 3 مسلمات فكرية نظرية، أولا: ما اعتبره جيفري ساكس، “أن الثقافة عامل مهم بالمقارنة بعاملي الجغرافيا والمناخ”، ودانيل ايتونجا مانويل، “أن الثقافة هي الأم والمؤسسات هم الأبناء”، وفوكوياما الذي اعتبر “أن الناس لم تعد فقط تطلب الضروريات الحياتية والأسباب المادية التي تجعلهم قادرين على الارتقاء الاجتماعي (العمل، ارتفاع الدخل…)، بل صار الطلب عندهم مرتفعا على الكرامة والاعتراف بقيمتهم وهوياتهم.
واعتبر الباحث أن خطاب 17 أكتوبر 2001 كان تاريخيا وثوريا يؤسس لمرحلة انتقالية وفق سياق دولي مرتبط بمتغيرات دولية وإقليمية للاعتراف بالحقوق الثقافية واللغوية لأجل تقليص وتجاوز تهميش الهامش.
وركز المتحدث من خلال مداخلته على 21 نقطة مرتبطة ب 10 إنجازات و11 نقط من التحديات، وفق مايلي:
1. الاحتفال أو اعداد موائد علمية فكرية في حد ذاتها انجاز ومدخل لتطور القضية الأمازيغية من حيث الإنجازات الفكرية والمؤسساتية؛
2. الاعتراف بالأمازيغية في دستور 2011 حدث تاريخي جاء نتيجة لنضال حركية الحركات الاجتماعية الأمازيغية منذ الستينيات؛
3. جيل ميثاق أكادير وبيان محمد شفيق يرى أنه تحققت أشياء كثيرة من مطالبهم المرتبطة بالقضية الأمازيغية؛
4. الأمازيغية راكمت مكاسب كبرى وغير مسبوقة خلال العهد الجديد؛
5. أن الأمازيغية كانت ولازالت جوهر للثقافة المغربية؛
6. تطور أداء الحركة الأمازيغية في ربط القضية الأمازيغية من خلال هوية الأرض؛
7. تطور أداء الاعلام الأمازيغي من خلال القناة والإذاعة الأمازيغية بالرغم من المشاكل المالية والبشرية؛
8. ظهور بعض المؤشرات الإيجابية في تدريس الأمازيغية في سلك الابتدائي؛
9. نضج حركية الحركات الأمازيغية في مواصلة النضال حول القضية الأمازيغية في مختلف المناسبات وتواصلها الافقي والعمودي والدولي ؛
10. مواصلة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية التشجيع والتحفيز للباحثين وغيرهم في مختلف المجالات العلمية والفكرية للنهوض بالأمازيغية؛
ولكن بالرغم من الإنجازات، يضيف الدكتور بوجعبوط تبقى القضية الأمازيغية تعرف عدة تحديات منها 11 نقطة وهي على النحو التالي:
1. الفرملة السياسية لبعض الأحزاب السياسية التي تستعملها في خدمة أجندتها؛
2. البطء الممنهج الذي واكب مجهود المؤسسات أو مختلف القطاعات حيث لم يتم تعميم الأمازيغية بعد 21 سنة في قطاع التعليم؛
3. التركيز على تطوير الترسانة القانونية غير أن تنزيلها والتوعية بها ظل مفرملا؛
4. الاحتفال بذكرى 17 أكتوبر من مختلف المؤسسات بالرغم من أنه لم يتم تدارك أن الأمازيغية مسؤولية وطنية؛
5. 21 سنة “زمن الاعتراف” المدة الزمنية أكبر من الانجازات المرتبطة بتطوير الأمازيغية؛
6. فشل الحكومات من تحقيق تعميم تدريس الأمازيغية وتنزيلها في المحاكم المغربية في مختلف مراحل المحاكمات؛
7. الموت البطيء لتنمية الأمازيغية مابين 2011 و2019؛
8. دستور 2011 يثير نقاشا حول الدلالات التعبيرية، لـ” المكونات” الروافد”، واستعمل المكون “العربي الإسلامي” ،… التميز الهوياتي؛
9. الدستور المغربي لم يحسم في الهوية المغربية بينه وبين ماجاء في خطاب 9 مارس قبل دستور 2011؛
10. بالرغم من الدسترة والاعتراف باللغة الأمازيغية، لازال الحركة الأمازيغية تثير نقاشا واسعا حول الهوية المرتبطة بالأرض – التراب..؛
11. هناك تصادم بين الدولة كطرف وحركية الحركات الثقافية والعولمة، التأثير المتبادل بين مختلف الأطراف، إذن نحن أمام سوق ثقافي مفتوح كل القيم تهاجم أخرى، الكل يريد إثبات ذاته وموقفه.