“الديانات السماوية حاملات رسالات السلام” محور ندوة بالرباط

شكل موضوع “الديانات السماوية حاملات رسالات السلام” محور ندوة نظمتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، أمس الثلاثاء، وعرفت مداخلات لعالم مسلم وأسقف مسيحي وحاخام يهودي.

وقال رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيرات تمارة، لحسن السكنفل، في كلمة بالمناسبة إن الحوار بين المختلفين في الديانات أمر مطلوب وهو مسلك نهجه النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وإن الرسالات السماوية كلها تدعو إلى السلام لأنها نابعة من مصدر واحد هو الله تعالى، مؤكدا أن “السلم أصل في ديننا الإسلامي”. وفق ما أوردته وكالة الأنباء المغربية.

واستحضر السكنفل عددا من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحث على السلام والحوار مع الآخر، سيما من أهل الكتاب، مشيرا على الخصوص إلى آية “قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم”، وكذا إلى “وثيقة المدينة” التي وضعها رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام متضمنة لبنود “سبقت زمنها” في ما يتعلق بضمان حقوق أهل الديانات المختلفة.

وأبرز رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيرات تمارة، في كلمته أيضا تجربة التعايش بين الديانات في المغرب على مر التاريخ، مبرزا في الوقت ذاته أن أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس ما فتئ يدعو في خطاباته إلى التعايش والحوار.

من جهته، قال الحاخام اليهودي، مردخاي شريكي، مدير معهد رمحل بالقدس، إن هذا اللقاء “يضفي لبنة إلى صرح السلام” الذي يجب أن يسود العالم، ويشكل مناسبة مثلى للحوار والتبادل بين ممثلي الديانات السماوية الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلام.

وبعدما أبرز أن كلمتي “سلام” العربية و”شالوم” العبرية تشكلان قيمة أساسية في الإسلام واليهودية معا، قال الحاخام شريكي إن المطلوب اليوم هو إشاعة السلام عبر العالم، سيما بيننا نحن أبناء إبراهيم عليه السلام.

وأعرب شريكي، وهو يهودي من أصل مغربي، عن امتنانه لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، “الذي بفضله نحن هنا اليوم”، مبرزا أن السلام يضطلع بدور في إصلاح العالم والناس، وتحضيرهم للعيش في عالم أكثر طمأنينة.

بدوره، أعرب أسقف الرباط، الكاردينال كريستوبال لوبيز روميرو، عن سعادته بهذا اللقاء الذي يشكل مناسبة لتكريس الحوار بين الديانات السماوية الثلاث، وإبراز ما يجمع بينها في ما يتعلق بالدعوة إلى السلام وإشاعته بين الشعوب.

واستحضر أسقف الرباط في هذا الصدد، فحوى الخطاب السامي الذي ألقاه أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بباحة مسجد حسان بالرباط، بمناسبة زيارة قداسة البابا فرانسيس إلى المملكة سنة 2019، والذي أكد فيه جلالته أن “الديانات السماوية الثلاث لم توجد للتسامح في ما بينها (…) وإنما وجدت للانفتاح على بعضها البعض، وللتعارف في ما بينها، في سعي دائم للخير المتبادل.

وقال أسقف الرباط “أنا أحفظ عبارة جلالة الملك هذه عن ظهر قلب، وأجد أنها رائعة”، لأن الديانات السماوية الثلاث لا يجب أن تتنازع بينها، مستحضرا في الوقت ذاته أن “قداسة البابا يدعو بدوره إلى أخوة كونية، وإلى بناء الإنسانية باعتبارها أسرة واحدة”، وهو ما يمر بالضرورة عبر السعي إلى القطع نهائيا مع الحروب والنزاعات.

وحسب الكاردينال روميرو، فإن أتباع الديانات السماوية يمثلون اليوم نصف البشرية، وإذا تمكنوا من العيش في سلام وتعاونوا على بنائه، فإن ذلك سيوفر فرصا لإنجاح الكثير من الأمور في العالم، مشددا على أن الديانات لا يجب أن تكون سببا في النزاعات وإنما جزءا من حلها، باعتبارها حاملة لرسالة الحب والسلام.

وكان عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، جمال الدين الهاني، أكد في كلمة افتتاحية لهذا الحدث أن اللقاء يأتي للتفكير في الديانات السماوية باعتبارها حاملة، وبامتياز، لقيم السلام والحوار والتواصل الحضاري بين الشعوب والأمم، “وحتى لا نبقى رهيني مقاربات نظرية عند الحديث عن الحوار بين الديانات، بل ننزل بها إلى أرض الواقع”.

وبعدما أبرز حاجة الإنسانية جمعاء للمحبة والسلام لتجاوز الظروف العصيبة التي يعيشها العالم والتي تتراوح بين مخلفات الجائحة وتداعيات الحرب وارتباكات سلم القيم، قال السيد الهاني إن الديانات السماوية الثلاث حاملة لثقافة المحبة والسلام وصناعة السعادة وتكريس منطق الأخوة الإنساني.

اقرأ أيضا

الإحصاء العام: استمرار التلاعب بالمعطيات حول الأمازيغية

أكد التجمع العالمي الأمازيغي، أن أرقام المندوبية تفتقر إلى الأسس العلمية، ولا تعكس الخريطة اللغوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *